Fly me to the moon: أميركا تعترف بهزيمتها في السباق الفضائي
في تشرين الأول/ أكتوبر من العام 1957 أطلق الاتحاد السوفياتي أول قمر صناعي في العالم: سبوتنيك1 في المدار الأرضي وحاولت الولايات المتحدة على مدى 12 عاماً القيام بخطوة رديفة حتى نجحت في تموز/ تموز من العام 1969 عبر مركبة أبوللو11، من الهبوط على سطح القمر وتسجيل خطوات أول بشري – نيل أرمسترونغ – يمشي فوقه. هوليوود أنجزت ووزعت فيلماً – fly me to the moon – للمخرج الأميركي غريغ بيرلانتي يكشف الإحراج الذي واجه الأميركيين بعد إثبات السوفيات تفوقهم عليهم في السباق إلى الفضاء.
ثلاثة تعاونوا على صياغة السيناريو الذي يكشف محاولات الكذب والنُسخ المزيفة من أشرطة بديلة للهبوط على سطح القمر جاهزة للإستعمال في حال فشلت رحلة من مشاريع رحلات المكوك الفضائي أبوللو الذي احترق 3 رواد بداخله في رحلته الأولى، وهي معلومات تدين الأميركيين في سعيهم لتبرير عجزهم عن مجاراة السوفيات.
والكتاب هم: رينان فلين، بيل كيرستاين، وروز غيلروي. ولا نقاش في أننا أمام سيناريو يفضح وبوضوح الخطط الرسمية في البيت الأبيض للتغطية على حالات الفشل العديدة التي رافقت المحاولات الأولى لغزو الفضاء، وجاء الإحراج مع إعلان الرئيس جون كينيدي بأن العمل جار لإثبات التفوق الأميركي لكن الإخفاق توالى واغتيل هو قبل أن يشهد حدث العام 69.
"لن يضطر العالم للنوم تحت قمر شيوعي" لقد كان هذا جزءاً من الدعاية الأميركية التي تؤكد أن الأمر لن يطول قبل أن تتبدل المعادلة لكن الأمور طالت 12 عاماً. وهم يرددون: نحن أغنياء بالمال لكننا فقراء في الروح.
والفيلم ينطلق من شخصيتين: أولى لـ كول ديفيس -– شانينغ تاتوم - مدير العمليات في الناسا وأحد الطيارين الأكثر خبرة منذ تجربته في حرب فيتنام. وثانية لـ كيلي جونز - سكارليت جوهانسن -– وقد عينت حديثاً مديرة للتطوير الإبداعي في الناسا حيث عملت غلى الترويج لهذا المركز من خلال المواد الغذائية والإستهلاكية والأكسسوارات وغيرها من مواد الدعاية.
إعجاب كامل بين كول وكيلي، وعدم انسجام بشأن المشاريع والأفكار التي تستنبطها هي في عمليات الترويج. وأكثر ما وسّع شقة الخلاف بينهما وصول المندوب الرسمي للبيت الأبيض مو بيركوس – وودي هاريلسون – والذي التقى كيلي على إنفراد ناقلاً إليها رغبة أعلى سلطة في البلاد وتقضي تفادياً لأي إخفاق جديد في أي من رجالات أبوللو أن يصار إلى تحضير فريق الرواد الثلاثة في رحلة أبوللو 11 لتصوير شريط قصير في الأستوديو وسط ديكور فضائي كامل بحيث يتم إنقاذ الموقف إذا ما تعثرت مهمة الرواد الجديدة، وافقت كيلي وقامت بكل الإجراءات وصورت ما أراد مو.
عن طريق الصدفة يعرف كول بالأمر فيجن جنونه ويأمر تقنيين بتركيب كاميرات داخل المركبة خاصة بالنقل المباشر من القمر لما يجري هناك، ونفذت أوامره وفيما يجري رصد ما يجري في الفضاء الخارجي عبر قط أسود في الأستوديو بين أكسسوارات ديكور الفضاء لكنه لم يظهر على الشاشة التي كانت تنقل مباشرة ما يجري من قلب المركبة، وكانت مثل هذه الصورة ستجلب فضيحة للناسا، لكن تفاداه البث الحي من الفضاء.
سكارليت جوهانسن ساهمت في ميزانية التصوير. وعمل مع المخرج بيرلانتي 12 مساعداً، والفيلم بلغت مدته ساعتين و12 دقيقة ويعرض جماهيرياً منذ 12 تموز/ يوليو الماضي، وجنى حتى منتصف أيلول/ سبتمبر الجاري أكثر قليلاً من 42 مليون دولار.