
لماذا يتمسك صناع فيلم «السلم والثعبان» بعمل جزء ثان بأبطال جدد؟
بدأ المخرج المصري طارق العريان تصوير أحدث أفلامه «أحمد وملك» ويعده الجزء الثاني لفيلم «السلم والثعبان» الذي أخرجه قبل 24 عاماً ولعب بطولته هاني سلامة وأحمد حلمي وحلا شيحة وطارق التلمساني، وحقق حينها نجاحاً لافتاً.
ورغم أن الفيلم الجديد لا يعد استكمالاً للجزء الأول، ولا يعيد تقديم الأبطال أنفسهم في أعمارهم الحالية، بل اختير له أبطال جدد، هم عمرو يوسف وأسماء جلال إلى جانب ماجد المصري وحاتم صلاح وفدوى عابد،
فإن صناعه تمسكوا بالاسم الأصلي مع الجديد ليكون «السلم والثعبان 2 (أحمد وملك)»، مثلما ظهر على لوحة «الكلاكيت».
واختار طارق العريان لبطولته الفنانة منة شلبي التي شاركت في تحضيرات الفيلم، غير أنها اعتذرت عنه قبل التصوير لتحل أسماء جلال محلها وتؤدي شخصية «ملك».
وقال منتج الفيلم موسى عيسى عبر بيان صحافي صدر مؤخراً إن الفيلم لا يعد جزءاً ثانياً بالمعني التقليدي لكنه ينتمي لنوعية الأفلام نفسها التي تعبر عن المشاعر والعلاقات الإنسانية ولكن بأحداث مختلفة تماماً.
وكتب سيناريو وحوار فيلم «السلم والثعبان» المقتبس من الفيلم الأميركي «About Last Night»، محمد حفظي، وتدور أحداثه حول الصديقين «حازم» - هاني سلامة - و«أحمد» - أحمد حلمي - اللذين يعملان في شركة للدعاية والإعلان، ويرتبطان بعلاقات نسائية متعددة، ويفشل حازم في زواجه الأول، كما يفشل في رعاية طفلته،
ويلتقي بـ«ياسمين» - حلا شيحة - ويعجب بها وتجمعهما مشاعر قوية تتخللها أزمات وفراق، لكن ينتصر الحب في النهاية، وتضمن الفيلم أغنية تم تصويرها فيديو كليب بعنوان «أنا حبيت» التي غناها المطرب خالد سليم وكانت أحد عناصر نجاح الفيلم وفق نقاد.
ويؤكد مؤلف الفيلم أحمد حسني أن فكرة تقديم جزء ثان لفيلم «السلم والثعبان» انطلقت من المخرج طارق العريان الذي أراد قصة جديدة تحمل روح الفيلم الأصلي نفسه،
و«قد بدأت كتابته منذ عامين، وعملت مع العريان على تطوير الفكرة حتى استقررنا على شكلها النهائي».
وأوضح أن «عنوان الفيلم يجمع بين (السلم والثعبان وأحمد وملك)، لأننا قد نقدم أجزاء أخرى تحمل قصصاً جديدة بالطريقة نفسها، وهو ليس استغلالاً للفيلم الأصلي بل جزء ثان يحمل روحه».
ويضيف : «نحن نخوض تجربة جديدة تختلف عما هو معتاد في أجزاء الأفلام، عبر شخصيات درامية جديدة تعكس ملامح الرومانسية في الزمن الحالي وعلاقات الحب بشكل عصري، في فيلم يخاطب الجيل الجديد من الشباب، وبإحساس يشبه فيلم (السلم والثعبان) وهناك عناصر من الفيلم الأصلي تشارك به على غرار المؤلف الموسيقي هشام نزيه الذي كانت موسيقاه أحد عناصر تميز الفيلم».
وعرض مهرجان الجونة السينمائي في دورته الماضية النسخة المرممة لفيلم «السلم والتعبان» بحضور أبطاله ولقي اهتماماً لافتاً من الجمهور.
وشارك المنتج محمد حفظي في كتابة سيناريو الفيلم مع المخرج طارق العريان، وقال حفظي إن طارق هو من كتب قصة الفيلم ومن حقه أن يستعين باسم الفيلم ويقدم جزءاً ثانياً منه،
وأضاف قائلاً: «على حد علمي فإن المعالجة لا ترتبط بالجزء الأول، لكن ربما تكون الثيمات هي المتشابهة».
وعن تقديم أجزاء ثانية من الأفلام المصرية يقول حفظي: «ليس هناك مشكلة في إعادة إنتاج الأفلام أو الروايات أكثر من مرة طالما هناك رؤية مختلفة للعمل الجديد»،
مشيراً إلى أن نسبة كبيرة من إيرادات السينما العالمية تحققها أفلام الأجزاء التي أثبتت نجاحاً وارتبط بها الجمهور وتتضمن إضافة جديدة ورؤية مختلفة.
وهو ما تؤيده الناقدة ماجدة خير الله، قائلة إن «تقديم أجزاء ثانية من أفلام ناجحة أمر شائع لكون الجمهور ارتبط بها وبأبطالها»،
لافتة النظر إلى النجاح الذي حققه إنتاج جزء ثان من الفيلم الأميركي (امرأة جميلة)، لجوليا روبرتس وريتشارد جير، بعد أكثر من 30 عاماً على عرضه،
ومؤكدة أن فيلم «السلم والثعبان» حقق نجاحاً عند عرضه، حيث اعتمد «فكرة حلوة مناسبة للشباب»، ويعبر عن طريقتهم في الحب في ذلك الحين، وكان أبطاله من الوجوه الشابة المبشرة، كما كانت رومانسيته تليق بذلك الزمن.
وخلصت خير الله إلى أن تقديم جزء ثان منه في هذا الوقت لا بد أن يكون مختلفاً لاختلاف الزمن واختلاف شكل العلاقات بين الشباب، وأنه من الطبيعي أن يستعين المخرج بأبطال لهم قوة جذب في شباك التذاكر حالياً.