ما يجري في اليمن والصومال هو لعبة بالغة الخطورة
ما سيجري في صوماليلاند؛ وما كان ممكنا أن يحدث في جنوب اليمن. يقتطع الإقليم، يبتلعه الأخ الأكبر، يعيش تحت علم وحكومة وجيش ولكنه منبوذ سياسياً وقانونياً.
حالة النبذ تلك تحول الإقليم إلى جمهورية مجمدة على نحو دائم، وهو الوضع الأمثل بالنسبة للأخ الأكبر.
ابتلاع بلد أو جزء منه (والاستمتاع به) دون لفت الأنظار. وبالنسبة لشعبه؟ يختفي سياسياً من الخارطة، ويتوجب على أفراده دخول باقي العالم متسللين أو بوثائق مؤقتة يمنحها المستعمر المستتر.
سبق للمؤرخ البريطاني المعروف هوبزباوم أن وصف الدعاوى الانفصالية - التي تتحرك تحت لافتة الاستقلال- بأنها كيانات من "الأنانية الاقتصادية" لا تفضي إلى التحرير بل التفتيت.
العالم يجلس على تنوع إثني وثقافي لا نهائي، وأي سابقة قانونية تمنح دعاوى الانفصال (وقوداً صلباً) في أي بلد في العالم ستفتح باب الشيطان على الجميع، فما من بلد آمن.
تقول البيانات إن أقل من ١٥% فقط من دول العالم متجانسة إثنيا. وثمة دول كبرى - مثل إندنوسيا- تتشكل مادة الوطن فيها من ٣٠٠ إثنية. وكيانات عملاقة، كالهند، يعترف دستورها ب ٢٢ لغة رسمية لشعبها.
ما يجري في اليمن والصومال هو لعبة بالغة الخطورة، ولا تمس خطورتها البلدين وحسب.