سوريا: تظاهرات في عدة مدن... وحظر تجول ليلي في حمص
الرأي الثالث - وكالات
أعلنت السلطات السورية، اليوم الأربعاء، فرض حظر ليلي للتجول في حمص بين السادسة مساء والثامنة صباحاً بعد مظاهرات.
ونشرت وكالة الأنباء السورية (سانا) صوراً تظهر وصول «مجموعات من إدارة الأمن العام وإدارة العمليات العسكرية لضبط الأمن في شارع الحضارة بحمص».
كما شهدت اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة ودمشق، اليوم الأربعاء، تظاهرات احتجاجاً على حرق مقام "أبي عبد الله الحسين الخصيبي" في منطقة ميسلون بمدينة حلب.
وكانت مقاطع فيديو متداولة، قد أظهرت قيام مجموعة مسلحة، بحرق مقام مؤسس المذهب العلوي في حلب في وقتٍ سابق من الشهر الحالي.
وخرج الالف المتظاهرين في مدن جبلة بمحافظة اللاذقية، وطرطوس، بالإضافة إلى مناطق ريفية في حمص وحماة، احتجاجًا على حرق مقام الشيخ أبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي.
وكانت احتجاجات غاضبة قد اندلعت، الأربعاء، في عدة مدن سورية بعد تداول مقطع فيديو يظهر هجوماً على مقام ديني في حلب (شمال)، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وشهود.
وقال المرصد إن مظاهرات حاشدة خرجت في مناطق بالساحل ووسط البلاد بعضها ذات غالبية علوية.
وقال شهود عيان، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن مظاهرات خرجت في طرطوس واللاذقية وجبلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وكذلك وقوع احتجاجات في مناطق من حمص (وسط).
وقال المرصد «انتشر اليوم شريط مصور كالنار في الهشيم، يظهر اعتداء مسلحين على مقام أبو عبد الله الحسين الخصيبي في منطقة ميسلون بمدينة حلب، قبل أيام، ومقتل 5 من خدم المقام وتم التنكيل بِجثامينهم، وخربوا المقام وأضرموا النيران داخله».
من جهته، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن التاريخ الدقيق لتصوير الفيديو غير معروف.
وأضاف أنه تم تصويره في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أن شن مقاتلو المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» هجوماً خاطفاً وسيطروا على المدن الكبرى منها حلب في الأول من ديسمبر (كانون الأول) وأطاحوا بالأسد بعد أسبوع.
ولم تتمكن «وكالة الصحافة الفرنسية» من التحقق بشكل مستقل من اللقطات أو تاريخ تصويرها.
وأفادت الداخلية السورية بأن «مقاطع فيديو تظهر حادثة اقتحام واعتداء على مقام الشيخ أبي عبد الله الخصيبي أحد المزارات الدينية لإحدى الطوائف في محافظة حلب، تم الترويج لهذه المقاطع على أنها حدثت مؤخراً».
وأشارت الوزارة في البيان إلى أنّ "الأجهزة الأمنية تعمل ليل نهار لحماية الممتلكات العامة والخاصة، بما فيها المواقع الدينية التي تمثل إرثاً مشتركاً لجميع السوريين"،
مشددة على أنها "لن تتهاون مع أي محاولة لزعزعة الاستقرار، وستواصل ملاحقة كل من يروج للشائعات أو يعبث بالسلم الأهلي، مع تقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل".
ووجهت وزارة الداخلية تحذيراً شديد اللهجة ضد نشر الشائعات أو تداول المقاطع التي تهدف إلى زرع الفتنة بين السوريين.
وقالت: "نحذر من الشائعات التي تسعى لزعزعة الاستقرار والعبث بالسلم الأهلي". ودعت جميع المواطنين إلى "التزام الهدوء والتعاون مع السلطات للحفاظ على السلم الأهلي، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد".
وفي السياق، أوضح أحد خدام المقام، في بيان اليوم، أنّ مقطع الفيديو المتداول بشأن الاعتداء على مقام الشيخ الخصيبي ليس بتاريخ اليوم، وإنما وقع أثناء الدخول إلى حلب.
وأشار إلى أنه تمّ التواصل مباشرةً مع أعيان الطائفة ومع الجهات المعنية لضبط و محاسبة المسؤولين عن هذا العمل، مؤكداً أنّ "نشر الفيديو في هذا التوقيت يقصد منه إثارة الفتنة و دفع الناس إلى رد فعل يهدم السلم الأهلي".
من جهته قال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال السورية محمد العمر في تصريحات لـ"تلفزيون سوريا"، إنّ "عهد التجاذبات الطائفية التي غذّاها النظام الأسدي الساقط انتهى"،
مضيفاً أنّ "هناك أيادي خفيّة تسعى لإثارة الفتن الداخلية، وسيتم التعامل معها بحزم لضمان استقرار البلاد".
وقال العمر إنّ "سورية عاشت لمئات السنين بتنوّع طوائفها وأعراقها، وهي اليوم أكثر قوة واستعداداً لترسيخ السلام والمحبة"،
موضحاً أنّ "الحكومة تؤكد التزامها التام بحماية جميع المواقع الدينية والتاريخية وصونها من أي اعتداء باعتبارها إرثاً وطنياً وإنسانياً يجمع أبناء سورية بمختلف أطيافه".
وحذّر العمر كذلك "من حالات الثأر الفردي وعلى أصحاب الحق ممن تعرّضوا لظلم النظام السابق أن يلجؤوا إلى القضاء لأخذ حقهم بالطريقة الشرعية".
كذلك، شهدت مدينة مصياف في ريف حماة الشمالي الغربي اليوم، تظاهرة تنديداً باغتيال 3 قضاة من الطائفة العلوية أمس، على مفرق ربيعة- مصياف، في ريف حماة الشمالي الغربي.