وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا في دمشق للقاء السلطة السورية الجديدة
الرأي الثالث - وكالات
تتواصل التحركات الدبلوماسية نحو العاصمة السورية دمشق، حيث وصل اليوم وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك.
ووصل وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا، صباح اليوم الجمعة، إلى دمشق، في أول زيارة لوزيري خارجية من الاتحاد الأوروبي إلى سورية منذ سقوط نظام بشار الأسد.
ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، والألمانية أنالينا بيربوك معاً قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، وفق وزارتي الخارجية الألمانية والفرنسية.
ونيابة عن منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، تعتزم بيربوك وبارو كذلك إجراء محادثات مع ممثلي الحكومة السورية المؤقتة.
وجال وزير الخارجية الفرنسي ونظيرته الألمانية في سجن صيدنايا قرب دمشق الذي يشكّل رمزاً للقمع في ظلّ حكم بشار الأسد. وقال المتحدث باسم الحكومة السورية المؤقتة محمد الفيصل إنّ الجولة تمت برفقة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء".
وظهرت بيربوك التي وصلت إلى دمشق، صباح اليوم الجمعة، عبر طائرة عسكرية تابعة للجيش الألماني من طراز "إيه 400 إم" وهي ترتدي سترة واقية.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الجمعة، إنّ بيربوك ستتوجه إلى سورية في زيارة تستغرق يوماً واحداً مع نظيرها الفرنسي، بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي، وستلتقي أحمد الشرع قائد الإدارة السورية الجديدة.
فرنسا تعلن عن "عودة قريبة" لبعثتها الدبلوماسية إلى سورية
إلى ذلك، أعلن بارو، الجمعة، عن "عودة قريبة" لبعثة بلاده الدبلوماسية إلى سورية. وقال بارو خلال لقاء الوزير مع قادة الكنائس المسيحية السورية، على هامش زيارته إنّ "باريس تدعم تطلعات السوريين بشأن انتقال سياسي سلمي" في البلاد،
وأضاف: "بعثتنا الدبلوماسية ستعود قريباً إلى سورية"، دون تحديد موعد.
كما أعرب وزير الخارجية الفرنسي عن أمله بأن تكون سورية "ذات سيادة ومستقرة وهادئة". وقال بارو من السفارة الفرنسية في دمشق: "قبل أقل من شهر، بزغ أمل جديد بفضل تعبئة السوريات والسوريين.
أمل في سورية ذات سيادة، مستقرة وهادئة"، مضيفاً أنه "أمل حقيقي، لكنه هش".
وكان الوزير الفرنسي قد كتب في منشور على منصة إكس الجمعة "معاً، فرنسا وألمانيا، نقف إلى جانب السوريين، في كلّ أطيافهم".
وأضاف أن البلدين يريدان "تعزيز انتقال سلمي وفعال لخدمة السوريين ومن أجل استقرار المنطقة".
ونقل بيان صادر عن الوزارة قبل مغادرة بيربوك إلى دمشق عن الوزيرة قولها: "رحلتي اليوم، مع نظيري الفرنسي وبالنيابة عن الاتحاد الأوروبي، هي إشارة واضحة إلى السوريين مفادها بأنّ البداية السياسية الجديدة ممكنة بين أوروبا وسورية وبين ألمانيا وسورية".
وأضافت بيربوك أنها تتوجه إلى سورية "بيد ممدودة" بعدما أسقطت المعارضة نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول،
وتابعت: "لدينا الآن هدف نضعه بعين الاعتبار ويتوق إليه ملايين السوريين أيضاً، وهو أن تتمكن سورية مرة أخرى من أن تصبح عضواً يحظى بالاحترام في المجتمع الدولي".
وقالت بيربوك: "لا يمكن أن تكون هناك بداية جديدة إلا إذا أفسح المجتمع السوري الجديد لجميع السوريين، نساء ورجالاً وبغض النظر عن المجموعة العرقية أو الدينية، مكاناً في العملية السياسية، ومنحهم حقوقاً ووفر لهم الحماية"،
مضيفة أن هذه الحقوق تجب حمايتها و"لا ينبغي تقويضها عبر فترات طويلة للغاية لحين إجراء انتخابات أو اتخاذ خطوات لأسلمة نظام القضاء أو التعليم".
وتابعت: "هناك رغبة في دعم سورية خلال انتقال سلمي للسلطة والمصالحة في المجتمع وإعادة الإعمار".
وأكدت أنه لا يمكن أن تكون هناك بداية جديدة إلا إذا تمت معالجة الماضي وإرساء العدالة وتجنب الأعمال الانتقامية ضد فئات من الشعب،
مضيفة أنه لا ينبغي أن يكون للتطرف والجماعات المتطرفة مكان في سورية.
وشهدت سورية في الفترة الأخيرة حركة دبلوماسية نشطة حيث استقبلت العديد من الوفود الدبلوماسية العربية والدولية منذ سقوط الأسد، لتخرج من عزلة فرضت عليها منذ قمع الأسد التظاهرات الشعبية التي خرجت في عام 2011.
وكانت فرنسا أرسلت في 17 ديسمبر/ كانون الأول مبعوثين لدى السلطات الجديدة ورفعت علمها فوق سفارتها المغلقة منذ العام 2012 في دمشق.
وأرسلت ألمانيا التي أغلقت كذلك سفارتها منذ العام 2012، مبعوثين في اليوم نفسه بهدف إقامة اتصالات مع السلطات الانتقالية.
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس)