الأمم المتحدة تندد بالعدوان على جنين: إسرائيل تستخدم أساليب حرب
الرأي الثالث - وكالات
ندد المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في جنيف ثمين الخيطان باستخدام إسرائيل "أساليب الحرب" وباستعانتها "غير القانونية بالقوة القاتلة" في جنين في الضفة الغربية المحتلة،
وقال إن "العمليات الإسرائيلية القاتلة في الأيام الأخيرة تثير مخاوف جدية بشأن الاستخدام غير الضروري أو غير المتناسب للقوة"،
وأضاف: "تأكد مكتبنا من مقتل 12 فلسطينياً على الأقل وإصابة 40 آخرين على يد قوات الأمن الإسرائيلية منذ يوم الثلاثاء، وقيل إن معظمهم غير مسلحين".
وأعرب المسؤول الأممي عن مخاوف من أن تؤثر أحداث الضفة الغربية على وقف إطلاق النار في غزة، مشيراً إلى قلق المفوضية بسبب تصريحات مسؤولين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن توسيع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس،
مذكراً بأن ذلك يرقى لجرائم الحرب: "نحن أيضاً قلقون من التعليقات المتكررة من بعض المسؤولين الإسرائيليين حول خطط لتوسيع المستوطنات بشكل أكبر وانتهاك جديد للقانون الدولي.
نتذكر مرة أخرى أن نقل إسرائيل لسكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها يرقى أيضاً إلى جريمة حرب".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد قال، يوم الأربعاء الماضي، في المنتدى الاقتصادي بدافوس، إن هناك خطراً بأن تشعر إسرائيل بأن هذه هي اللحظة المناسبة لضم الضفة الغربية، وإبقاء الوضع في غزة في حالة من الغموض،
وأضاف: "ما لم يتضح بعد هو مستقبل العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأحد الاحتمالات هو ضم الضفة الغربية، وعلى الأرجح نوع من الفوضى في غزة"،
محذراً من أنّ أي عملية ضم ستكون "بالتأكيد مخالفة للقانون الدولي وستعني أنه لن يكون هناك يوم سلام في الشرق الأوسط".
وفي السياق نفسه، كشفت صحيفة هآرتس، أمس الخميس، عن مخططات لحكومة الاحتلال الإسرائيلي لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في مدينة القدس الشرقية المحتلة، مستغلةً عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض،
وقالت الصحيفة إن بحث هذه الخطط يأتي "على خلفية تغير الإدارة الأميركية"،
وأوضحت أن "الخطة الأكبر تشمل بناء نحو تسعة آلاف وحدة سكنية لليهود بموقع مطار عطروت (القدس الدولي في قلنديا)، المحاذي لقرية كفر عقب الفلسطينية، حيث يعيش حوالى عشرة آلاف فلسطيني".
ويشن الاحتلال الإسرائيلي عدواناً عسكرياً واسعاً على مدينة ومخيم جنين بالضفة الغربية تحت مسمى "السور الحديدي"، منذ يوم الثلاثاء الماضي، ما أدى لاستشهاد 12 فلسطينياً وإصابة العشرات بالإضافة لعمليات هدم وتخريب للمنشآت العامة والخاصة،
وحذر نائب محافظ جنين منصور السعدي، مساء الخميس، من مخطط لجيش الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ اجتياح كبير لوسط مخيم جنين، مشبهاً ما قد ينتظر المخيم بحملة "الإبادة" التي نفذتها تل أبيب في شمال غزة.
وشرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ عمليات هدم وتفجير وحرق عدد من المنازل في مخيم جنين، شمال الضفة الغربية، في اليوم الرابع للعدوان المستمر على المخيم، وسط خشية من هدم وتدمير عشرات المنازل والمباني، في ظل تجريف البنية التحتية وقطع المياه والكهرباء.
وكثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات الهدم والتفجير والحرق للمنازل اليوم في عدة مناطق من المخيم، دون وجود إحصائيات دقيقة حتى الآن بسبب استمرار اقتحام الاحتلال.
وأعرب السكان عن خشيتهم من أن يصل عدد المنازل المُدمرة إلى العشرات، خاصة في ظل استمرار عمليات الهدم والحرق والتفجير التي تطاول منازل المقاومين والمدنيين على حد سواء.
وأوضحوا أن الأوضاع داخل مخيم جنين باتت صعبة وقاسية، واصفًا إياها بأنها "أشبه بالجحيم"، وسط الحصار والتدمير الذي يجري.
وفي سياق متصل، لا تزال الاشتباكات مستمرة بين المقاومين وقوات الاحتلال في عدة مناطق من مخيم جنين، فيما شملت المنازل التي جرى إحراقها التي يُعثر في محيطها أو داخلها على عبوات ناسفة، وفق ما أكدته مصادر محلية .
ومنذ بدء عدوان "الأسوار الحديدية" على مخيم جنين ظهر الحادي والعشرين من الشهر الجاري، اعتقل عشرات الفلسطينيين في مخيم جنين دون معرفة عددهم أو مصيرهم حتى الآن، في ظل استمرار عملية الاحتلال، بينما استشهد 12 فلسطينيا وأصيب العشرات.
وبحسب شهود عيان ، فإن قوات الاحتلال تجبر المعتقلين على ارتداء لباس أبيض بالكامل، ضمن معاملة مشابهة لتلك التي تعرض لها المعتقلون الفلسطينيون في قطاع غزة.
ويبلغ عدد سكان مخيم جنين حوالي 14 ألف نسمة، واضطرت نحو ألفي عائلة للنزوح إثر العملية العسكرية للأجهزة الأمنية الفلسطينية التي شهدت أحداثا دامية استشهد فيها 15 فلسطينياً، بينهم ستة من أفراد الأمن الفلسطيني،
واستمرت تلك الحملة 47 يوماً، قبل اقتحام جيش الاحتلال للمخيم في الحادي والعشرين من الشهر الجاري للمخيم وبدئه عدوان "الأسوار الحديدية".