رفض مصري ــ أردني قاطع لمقترح تهجير الفلسطينيين
الرأي الثالث - وكالات
أظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، رفضاً قاطعاً لمقترح أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتهجير سكان قطاع غزة إلى بلديهما.
وفي أول رد مباشر منهما على المسعى الأميركي، وعبر إفادتين متزامنتين، أمس، قال السيسي في القاهرة، إن تهجير الفلسطينيين «ظلم لا يمكن أن نشارك فيه»، بينما شدد الملك عبد الله، في بروكسل، على الموقف «الراسخ» بضرورة «تثبيت الفلسطينيين على أرضهم».
وتمسك الرئيس المصري والعاهل الأردني بمسار «حل الدولتين» لنيل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وكان ترمب قد قال الأحد الماضي، إن مصر والأردن يجب أن يستقبلا الفلسطينيين من غزة، التي وصفها بأنها «مكان مدمر» بعد قصف إسرائيلي استمر 15 شهراً، أدى إلى نزوح أغلب سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون.
وفي الضفة الغربية، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بمواصلة الهجوم على مخيم جنين شمال الضفة الغربية وتوسيع عملية الجيش إلى مخيمات ومناطق أخرى بعد جنين وطولكرم.
وقال كاتس، من قلب مخيم جنين الذي زاره، أمس، للاطلاع على سير عملية الجيش هناك، إن الحرب على المسلحين الفلسطينيين في الضفة سوف تتوسع، محذراً السلطة الفلسطينية بقوله: «من يموّل عائلات القتلة الإرهابيين ويعلّم أطفاله تدمير إسرائيل، يعرّض وجوده للخطر».
وفي السياق نقلت القناة 12 العبرية عن آدم بوهلر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون الرهائن، مساء الأربعاء، قوله إنه يعتقد أن على مصر والأردن تقديم بديل بعد رفضهما فكرة استقبال الفلسطينيين،
مضيفاً أن ترامب عرض خياراً يراه مناسباً لمصر والأردن، لكنه منفتح على خيارات أخرى.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال، الأحد الماضي، إن على الأردن ومصر استقبال مزيد من الفلسطينيين من غزة، بعد أن تسببت الحرب الإسرائيلية على القطاع في أزمة إنسانية.
وقال إنه تحدث مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن ذلك، معرباً عن أمله في قبولهما الفكرة.
ويوم الثلاثاء، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني هو "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"،
في حين قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الاثنين الماضي، إنّ موقف الأردن من تهجير الفلسطينيين "ثابت لا يتغير وضروري لتحقيق الاستقرار والسلام الذي نريده جميعاً".
وأضاف الصفدي أن تثبيت الفلسطينيين على أرضهم موقف أردني ثابت لم ولن يتغير.
وأعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن شكره وتقديره لموقف الرئيس السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني، أمس الأربعاء.
وفي برقيتين رسميتين بعث بهما إلى الرئيسين، ثمّن عباس، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، موقف القاهرة وعمّان التاريخي والثابت في دعم القضية الفلسطينية.
وأشاد عباس في البرقية التي أرسلها للسيسي بـ"دعم مصر المتواصل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومساعيها لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام وفق قرارات الشرعية الدولية"،
مشيرا إلى أن الأولوية في المرحلة الراهنة هي تثبيت وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، وبدء استلام السلطة الفلسطينية إدارة معبر رفح، تمهيدا لتولي مهامها في قطاع غزة، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين.
وجاء في البرقية التي أرسلها إلى الملك عبد الله الثاني "إن الموقف الأردني يعكس التزاما تاريخيا بالقضية الفلسطينية، ويدعم الجهود الفلسطينية الرامية إلى البقاء والصمود على الأرض ومواجهة أي محاولات لاقتلاع الشعب الفلسطيني من وطنه".
كما أشار إلى تطلعه لمواصلة الجهود المشتركة لتحقيق السلام العادل والدائم على أساس قرارات الشرعية الدولية، بما يضمن الأمن والاستقرار للمنطقة بأسرها.
من جانبه، أكد رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية، خلال حفل تكريم الأسرى المحررين في القاهرة، أنّ "الشعب الفلسطيني قدم نموذجاً فريداً في الصبر والصمود والجهاد"،
مشدداً على أنّ "معركة التحرير مستمرة حتى دحر الاحتلال عن كامل الأرض الفلسطينية". وأشاد بالمواقف الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، مؤكداً اعتزازه بموقف مصر والأردن الرافض لمخططات التهجير،
مشيراً إلى ثقته في قدرة الدول العربية، وعلى رأسها مصر، على إفشال هذه المخططات.