الأغذية العالمي: نقص التمويل يهدّد جهود مكافحة سوء تغذية الأطفال
الرأي الثالث - رويترز
حذّر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، من احتمال تعليق البرامج التي تساعد على منع سوء التغذية بين الأطفال في اليمن وأفغانستان وسورية خلال أشهر، في حال لم يُجمَع تمويل عاجل لها.
وقالت المديرة التنفيذية للبرنامج سيندي ماكين، في بيان، "إذا عجزنا عن التصرّف، فإنّنا نحكم على ملايين الأطفال بالمعاناة مدى الحياة".
وقد أُصدر البيان قبل انعقاد قمة اليوم الأربعاء في باريس، التي تناقش فيها حكومات وجمعيات خيرية سبل معالجة ازدياد معدّلات سوء التغذية والجوع في العالم.
وتعرّض برنامج الأغذية العالمي لانتكاسات مالية حادة، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، التي تُعَدّ أكبر مانح لهذا البرنامج الأممي، تجميد المساعدات الخارجية إلى حين تحديد ما إذا كانت البرامج المعنية متوافقة مع سياسة "أميركا أولاً" التي تنتهجها إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وقد أتى ذلك بعد تسلّم ترامب ولايته الثانية في البيت الأبيض، في العشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد قدّمت، في العام الماضي، 4.5 مليارات دولار من ميزانية برنامج الأغذية العالمي البالغة 9.8 مليارات دولار.
ويقدّم البرنامج مساعدات غذائية ونقدية للذين يعانون من الجوع بسبب نقص المحاصيل أو الصراعات أو تغير المناخ، على مستوى العالم.
ودعا برنامج الأغذية العالمي، اليوم الأربعاء، إلى توفير 1.4 مليار دولار لتنفيذ برامج الوقاية من سوء التغذية وعلاج نحو 30 مليون أم وطفل في 56 دولة في عام 2025، محذّراً من أنّ سوء التغذية يزداد في العالم بسبب الحروب وعدم الاستقرار الاقتصادي وتغير المناخ.
ولم يشر البرنامج إلى تفاصيل بشأن عجزه المالي، كذلك لم يذكر الولايات المتحدة الأميركية.
وأفاد البرنامج التابع للأمم المتحدة بأنّ برامج الوقاية في اليمن، حيث يعاني ثلث الأطفال دون الخامسة من سوء التغذية، قد تتوقف ابتداءً من مايو/ أيار المقبل، إذا لم تتلقَّ تمويلاً إضافياً.
من جهتها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أمس الثلاثاء، أنّ المناطق الساحلية في غرب اليمن على شفا كارثة بسبب سوء التغذية.
ولفتت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إلى أنّهم اضطرّوا إلى اتّخاذ خيارات صعبة، من قبيل إعطاء الأولوية للعلاج على حساب الوقاية، بسبب نقص التمويل.
وقد تتوقّف البرامج في أفغانستان بحلول مايو المقبل، وتتقلّص في سورية وجمهورية الكونغو الديمقراطية ابتداءً من يونيو/ حزيران المقبل ما لم يتوفّر التمويل.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن، في وقت سابق من شهر مارس/ آذار الجاري، عن تخفيض محتمل في الحصص الغذائية المقدّمة للاجئي الروهينغا، الأمر الذي أثار مخاوف بين العاملين في مجال الإغاثة من ارتفاع معدلات الجوع في مخيمات مكتظّة تؤويهم.
وشرح البرنامج، حينها، أنّ التخفيض أتى بسبب نقص كبير في التبرّعات، وليس بسبب تحرّك إدارة ترامب لتخفيض المساعدات الأميركية الخارجية على مستوى العالم.
لكنّ مسؤولاً كبيراً من بنغلاديش، حيث يقع عدد كبير من المخيمات، قال لوكالة رويترز إنّ القرار الأميركي أدّى على الأرجح دوراً، لأنّ واشنطن هي أكبر مانح للمساعدات المقدّمة للاجئي الروهينغا.