
غارات أميركية تستهدف المطار ومناطق عدة في صنعاء
الرأي الثالث - متابعات
جددت الولايات المتحدة، مساء اليوم الأربعاء، غاراتها على اليمن، مستهدفة مناطق في العاصمة صنعاء ضمن العدوان المستمر للأسبوع الثاني على التوالي.
واستهدفت غارتان قاعدة الديلمي بمطار صنعاء، إضافة إلى ثلاث غارات استهدفت منطقة جربان بمديرية سنحان، كما استهدفت غارتان منطقة الجميمة في مديرية بني حشيش شمالي صنعاء.
وكذلك شن الطيرات الأميركي غارات أخرى على خشم البكرة في مديرية بني الحارث في العاصمة اليمنية.
وأول من أمس الاثنين، شن الطيران الأميركي تسع غارات استهدفت مواقع في محيط مدينة صعدة (شمال)، ومنطقة الصبر بمديرية كتاف في المحافظة التي تعد المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين.
وأفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بأن الغارات على صعدة تسببت بسقوط عدد من الجرحى، إذ أفاد موقع أنصار الله بإصابة مواطنين اثنين، جراء غارات استهدفت محيط المدينة.
وأوضح مصدر أمني بصعدة أن العدوان الأميركي شن ست غارات على محيط المدينة، ما أدى إلى إصابة مواطنين اثنين بجروح بالغة.
وأشار المصدر نفسه إلى أن العدوان الأميركي يستهدف بشكل يومي مناطق متفرقة بالمحافظة، محدثاً دماراً واسعاً في الممتلكات العامة والخاصة.
ويواصل الجيش الأميركي استهداف مدن ومواقع في اليمن، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا، بينهم نساء وأطفال، وتدمير مبانٍ سكنية وانقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق،
فيما توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن تتحمل إيران مسؤولية كل طلقة نار يطلقها الحوثيون في اليمن.
وتشن جماعة الحوثيين، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 هجمات بالصواريخ الباليستية والطيران المسيّر والزوارق البحرية ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي،
كما تستهدف الأراضي الفلسطينية المحتلة في إطار ما تسميه "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس".
وكثّف الجيش الأميركي ضرباته على مواقع الحوثيين ومخابئهم في صعدة شمال اليمن، حيث معقلهم الرئيس، في الأسبوع الثاني من الحملة التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب لإرغام الجماعة على وقف هجماتها ضد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وفي حين أقرت الجماعة الحوثية بتلقي نحو 17 غارة جوية على مدينة صعدة وأريافها ليل الثلاثاء - الأربعاء، امتدت الضربات إلى محافظة عمران المجاورة، وسط تكتم على آثار هذه الضربات التي يعتقد أنها تستهدف مخابئ محصنة للأسلحة والقادة.
وإذ تبنت الجماعة الحوثية مهاجمة إسرائيل وحاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالطائرات المسيرة، لم يؤكد الجيش الإسرائيلي ولا القيادة المركزية الأميركية هذه المزاعم.
وأورد إعلام الجماعة أن 17 غارة استهدفت صعدة، حيث شملت شرقي المدينة ومنطقة آل سالم ومديرية سحار التي استقبلت لوحدها سبع غارات، كما شملت الغارات محيط مدينة صعدة ومديرية حرف سفيان المجاورة إلى الجنوب والتابعة لمحافظة عمران.
ولم يورد الجيش الأميركي تفاصيل حول هذه الضربات، كما لم تورد الجماعة الحوثية أي معلومات بخصوص طبيعة الأهداف المقصوفة، أو عدد الضحايا، غير أن مراقبين يتكهنون بتلقي تحصينات الجماعة ومستودعاتها ومقراتها ضربات موجعة.
ومع هذه الضربات تكون محافظة صعدة استقبلت مع اقتراب نهاية الأسبوع الثاني من الحملة الأميركية الحصة الكبرى من الضربات التي بلغت نحو 135 غارة منذ 15 مارس (آذار) الجاري، إلى جانب صنعاء والحديدة والجوف وذمار وحجة والبيضاء وذمار.
وكان ترمب أمر في 15 مارس الجاري ببدء حملة ضد الحوثيين، توعدهم خلالها بـ«القوة المميتة» وبـ«القضاء عليهم تماماً» في مسعى من إدارته لحماية الملاحة في البحر الأحمر من هجمات الجماعة المدعومة من إيران.
وتدعي الجماعة أنها تساند الفلسطينيين في غزة من خلال استهداف السفن الإسرائيلية وعبر الصواريخ والمسيرات بعد أن تعثرت المرحلة الثانية من الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس».
وتضاف هذه الغارات إلى نحو ألف غارة وضربة بحرية أميركية وبريطانية استقبلتها في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، دون أن يحدّ ذلك من قدرتها على الهجمات في البحر وباتجاه إسرائيل.
ورغم تصريح إدارة ترمب بأن حملتها ضد الحوثيين ستكون مختلفة عن طريقة بايدن الدفاعية لتشمل استهداف القادة ومخابئهم، لا تتوقع الحكومة اليمنية ولا المراقبون العسكريون نتائج مختلفة بسبب عدم وجود قوة على الأرض يمكنها إنهاء تهديد الجماعة بشكل نهائي.
مزاعم عن هجمات
في مواجهة الحملة الأميركية، زعمت الجماعة الحوثية، الأربعاء، أنها هاجمت إسرائيل بعدد من الطائرات المسيرة، وهي أول مرة تتبنى فيها الجماعة إطلاق المسيرات منذ عودة تصعيدها تجاه تل أبيب، حيث اقتصرت هجمات الأسبوع الماضي على إطلاق سبعة صواريخ باليستية أكد الجيش الإسرائيلي اعتراضها.
وفي حين لم يتحدث الجيش الإسرائيلي عن هذه الهجمات المسيّرة، زعم المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع استهداف القطع الحربية المعادية في البحر الأحمر وعلى رأسها حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان».
ومع عدم وجود أي دلائل على تأثير هذه الهجمات، كانت الجماعة تبنت مهاجمة القوات الأميركية نحو 9 مرات بالصواريخ والمسيرات، وهو أمر يرى فيه المراقبون نوعاً من الدعاية الموجهة إلى أتباع الجماعة.
وكانت الجماعة الحوثية دخلت على خط التصعيد ضد إسرائيل بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأطلقت نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة، دون أن يكون لها أي تأثير عسكري باستثناء مقتل شخص واحد في 19 يونيو (حزيران) الماضي حينما انفجرت مسيرة في إحدى الشقق.
وتبنت الجماعة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، حتى هدنة غزة بين إسرائيل وحركة «حماس»، مهاجمة 211 سفينة، وأدّت الهجمات إلى غرق سفينتين، وقرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، ومقتل 4 بحارة.
وبعد دخول الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، كانت الجماعة أعلنت التوقف عن هجماتها البحرية وباتجاه إسرائيل، قبل أن تقفز مجدداً للانخراط في الصراع مع تعثر المرحلة الثانية من الهدنة.
وتسود مخاوف يمنية من هجمات إسرائيلية انتقامية ضد المناطق الخاضعة للحوثيين على غرار 5 موجات شهدها العام الماضي استهدفت البنى التحتية في صنعاء والحديدة، بما فيها المطار والميناء ومحطات الكهرباء.