
الأمم المتحدة تدعو إلى مفاوضات عاجلة لوقف الحرب بين إسرائيل وإيران
الرأي الثالث - وكالات
دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، لإجراء مفاوضات عاجلة لإنهاء الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، التي بدأتها تل أبيب بعدوان مفاجئ. وأكد المسؤول الأممي أن تصاعد الصراع الدائر بين طهران وتل أبيب "مثير للقلق العميق".
وأضاف: "أقف إلى جانب كل من دعا إلى خفض التوترات وإجراء مفاوضات دبلوماسية عاجلة لإنهاء الهجمات المتبادلة الإسرائيلية والإيرانية وإيجاد حل للوضع الحالي".
ودعا إسرائيل وإيران إلى احترام القانون الدولي بالكامل، وخاصة حماية المدنيين في المناطق المأهولة.
وبشأن الحرب على غزة، وجه تورك، نداء عاجلاً إلى حكومات العالم للتحرك في ضوء تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وقال خلال افتتاح جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف: "على الجميع في مواقع الحكم أن يستفيقوا لما يجري في غزة، ويجب على كل من يملك نفوذاً أن يمارس أقصى قدر من الضغط على إسرائيل وحماس لوضع حد لهذه المعاناة التي لا تطاق".
وأكد أنه لا يمكن تحقيق سلام دائم إلا من خلال حل الدولتين، بحيث تكون غزة جزءاً من دولة فلسطينية في المستقبل.
ووجه تورك انتقادات حادة للحرب الإسرائيلية على غزة، قائلاً إن "وسائلها وأساليبها القتالية تلحق بالفلسطينيين معاناة مروعة وغير مقبولة ولا يمكن استيعابها".
وندد بالخطاب المثير للقلق والمجرد من الإنسانية الصادر عن مسؤولين إسرائيليين، كما انتقد استمرار الحصار المتواصل المفروض على دخول شحنات المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، والذي لا يزال سارياً منذ شهر مارس/آذار.
ودعا تورك أيضاً إلى فتح تحقيق في الوفيات المرتبطة بجهود توزيع المواد الغذائية التي تنسّقها مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة أميركياً.
وتتواصل المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل تصعيدها بوتيرة متسارعة، في واحدة من أكثر جولات الصراع خطورة منذ عقود، مع تبادل كثيف للهجمات بين الجانبين مساء الأحد، أوقع عشرات القتلى وألحق دماراً في مواقع استراتيجية.
فقد شنّت إيران هجوماً صاروخياً استهدف مواقع إسرائيلية في الشمال والجنوب، وأدى إلى إصابات مباشرة في مبانٍ بمدينة حيفا واندلاع حرائق في محطة الطاقة القريبة من ميناء حيفا، وأخرى في مناطق مفتوحة في القدس والشمال،
بينما أعلن الاحتلال عن موجة غارات استهدفت منصات صواريخ تقع غربي إيران، وقصف مناطق في محافظة أذربيجان الشرقية، وردّت الدفاعات الإيرانية بإطلاق المضادات الأرضية في مدينة الأهواز.
في موازاة ذلك، توعّد المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، العقيد رضا صياد، بأن الأيام المقبلة ستكون "صعبة للغاية"،
داعياً الإسرائيليين إلى مغادرة البلاد حفاظاً على أرواحهم، ومؤكداً امتلاك إيران بنك أهداف استراتيجية في عمق إسرائيل.
وتواصلت التصريحات المتوعدة من طهران، إذ حذّر قادة عسكريون من إشعال المنطقة برمتها إذا استمر "العدوان الإسرائيلي"،
بينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إمكانية استمرار العملية العسكرية لأسابيع، بدعم ضمني من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأبلغت إيران، الأحد، قطر وسلطنة عمان اللتين تقومان بدور وسيط، بأنها "لن تتفاوض في ظل الهجوم الإسرائيلي"، وفق ما أفاد مسؤول مطلع على المحادثات لوكالة "فرانس برس".
وقال المصدر : "أبلغ الإيرانيون الوسطاء القطريين والعمانيين بأنهم لن يجروا مفاوضات جادة إلا بعد أن تستكمل إيران ردها على الضربات الإسرائيلية، مع توضيح أنهم لن يتفاوضوا في ظل الهجوم الإسرائيلي".
وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، عن "انفتاحه" على أن يؤدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دور وساطة في النزاع بين إيران وإسرائيل.
وأكد ترامب في الوقت نفسه أنه ليس هناك "موعد نهائي" لعودة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات، وفق ما أفادت صحافية في شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية صباح الأحد.
وأوضح الرئيس الأميركي، بحسب منشور على منصة إكس للصحافية رايتشل سكوت، أنه "ليس هناك موعد نهائي. لكنّ الإيرانيين يتحدثون. إنهم يرغبون في إبرام اتفاق".
ودعا ترامب إيران، الجمعة، إلى إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، فيما كان من المقرر عقد جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة، الأحد، في سلطنة عمان، لكن مسقط أعلنت، السبت، إلغاءها.
وأفادت وكالة رويترز بأن ترامب عارض خلال الأيام الماضية خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، معتبراً أن استهداف القيادة السياسية غير مطروح ما لم تُقتل أرواح أميركية.
ورغم ذلك، لم يستبعد الرئيس الأميركي تدخل بلاده عسكرياً لدعم إسرائيل في "القضاء على البرنامج النووي الإيراني"،
مؤكداً في منشور على منصة "تروث سوشال" أن الجانبين سيتوصلان إلى اتفاق قريب، وأن جهوداً دبلوماسية تُبذل لتحقيق "سلام دائم" رغم ضراوة التصعيد القائم.