
نكبات الكهنوت الحوثي.
*النكبة القادمة اسمها:* *المحكمة الوقفية..*
وموعدها كل صباح في صنعاء.
الآن الكهنوت الحوثي يقوم بالتجهيز لافتتاح محكمة خاصة بالأوقاف تختص في أراضي الأوقاف... وحسب زعمهم ثلثي صنعاء أوقاف..
تخيل حين تستيقظ في صنعاء..
فتنصدم أن بيتك ليس بيتك وأرضك ليست أرضك وذكرياتك المعلقة على جدران منزلك ليست لك...
إنها حسب ما يزعم الكهنوت أوقاف.
وكل ما تملكه – حتى وسادتك التي تحت رأسك – قد يعود لبني هاشم ذات صباح دون أن تدري لأنك ببساطة نمت في مساحة موقوفة منذ عهد الإمام الفاطمي الكبير أبي عمامة وسيف.
ثلثي صنعاء أوقاف..
نعم يا سادة... لم يتبقى إلا أن يصدروا فتوى بأن الهواء الذي نتنفسه وقف ذرية.. وأن كل زفير غير هاشمي يعد تعدياً على ملكية مقدسة.
ومن يدري... ربما قريباً ستُعلق لافتة عند مداخل العاصمة تقول: مرحباً بكم في صنعاء... مدينة مملوكة وراثياً.. يمنع الدخول لغير الأحفاد الشرعيين من نسل الولاية.
هذه ليست نكتة.. بل واقع يتشكل ببطء وتسلل. الحوثي اليوم يعمل على افتتاح محكمة خاصة بالأوقاف مهمتها ليست حماية أملاك العامة ولا ضمان حقوق الأيتام والفقراء كما يزعمون.. بل لتقنين السطو والنهب بحجة أرض موقوفة منذ الأزل.
محكمة لتمنحهم صكوك تملك لكل ما تطاله أيديهم من عقارات المواطنين.. محكمة ستكون فيها القاضي والجلاد والمستفيد الأول.
سكان صنعاء على موعد مع النكبة العقارية.
كل من لا يحمل في جيبه لقباً هاشمياً أو نسباً مزعوماً إلى غبار معركة بدر سيُطلب منه إخلاء بيته عاجلاً أو آجلاً لأنه مقيم في أرض وقف.
لا يهم إن كنت قد بنيت البيت من تعب السنين أو ورثته من آبائك وأجدادك.. ما يهم هو أن هناك حبر سلالة سيعيد كتابة التاريخ والملكيات بما يتوافق مع مصلحة آل البيت الكهنوتي.
الكهنوت يعيد التاريخ إلى الخلف... ويزور خارطة المدينة.
ليس لديهم كهرباء ولا طرق ولا مستشفيات ولا خدمات.. لكنهم فجأة تذكروا أن عليهم فتح محكمة متخصصة في النهب المؤسَس.. محكمة ستصدر أحكاماً فورية تمكنهم من مصادرة ما تبقى من كرامة الناس بعدما صادروا رواتبهم وأمنهم وحقهم في الحياة.
والسؤال الكبير هو...
لماذا الآن.. ولماذا الأوقاف..
الجواب بسيط... لأنه لم يتبقى شيء لينهبوه سوى ما تحت أرجل الناس.. الحرب أكلت الأخضر واليابس وجيوب المواطنين باتت فارغة... فلم يتبقى لهم إلا أن ينهشوا الجدران والأرضيات..
ومع غياب الدولة وغياب العدالة صار بإمكان الكهنوت أن يتحول من عصابة مسلحة إلى هيئة عقارية تورث الحجر والبشر وفقاً لكتب أنساب كتبها السادة لأنفسهم.
أيها اليمني المسكين..
إن كنت لا تملك نسباً.. فاستعد للترحيل من منزلك.
قد تأتيك غداً رسالة مختومة بختم المحكمة الوقفية الجديدة: يرجى إخلاء العقار رقم كذا خلال 72 ساعة لأنه أرض موقوفة لأبناء الحسين.. وأنت للأسف من أبناء الخيبة.
ولا تسأل لماذا الآن ظهرت هذه الوثائق.. فهي محفوظة في مغارة سحرية لا تُفتح إلا حين تتعطش الجماعة لمزيد من المصادرات.
وأما الكوميديا السوداء..
فإن بيت عبد الملك نفسه لا أحد يعرف إن كان من الأوقاف أم من الملوكات.
هل سيسجله ضمن الغنائم.. أم سيوقفه على نفسه.. أم سيسميه مقر ولاية الأرض.
الشيء المؤكد أن كل ما في صنعاء – إن لم يكن وقفاً – فهو مؤجل للمصادرة حتى إشعار سلطوي جديد.
يا أبناء اليمن...
إذا بقيتم صامتين.. فغداً سيقولون إن أنفاسكم وقف وقلوبكم وقف وحتى أحزانكم وقف... وكل شيء ليس لكم.. بل حق السلالة.
فاصحوا قبل أن تصبحوا زواراً مؤقتين في بيوتكم وجيراناً غرباء في مدينتكم ومجرد متعدين على أوقاف آل البيت في وطنكم الذي ينهبونه باسم الله وتُسجل أراضيه باسم الهاشمية السياسية.
* أ. علي عبدالملك الشيباني