
هل ينهي نتنياهو الحرب في غزة بعد إيران ويتجه إلى انتخابات مبكّرة؟
الرأي الثالث - وكالات
مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وانتهاء نحو أسبوعين مع العدوان الإسرائيلي، قد يركّز العالم أنظاره مجدداً على حرب الإبادة في قطاع غزة،
في وقت قد يستغل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الظروف التي تحققت أخيراً لإنجاز صفقة تعيد المحتجزين الإسرائيليين، والتوجه إلى انتخابات مبكّرة بعد تقدمه في استطلاعات الرأي.
يمتلك نتنياهو بعد العدوان على إيران أوراق قوة يمكن أن يسوقها للإسرائيليين، ربما تمحو من وجهة نظره وحكومته وقاعدة واسعة في إسرائيل، عار إخفاق السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يوم تنفيذ حركة حماس عملية طوفان الأقصى.
ورغم أن الضربات الإيرانية كانت موجعة أحياناً لإسرائيل على مستويات عدّة، إلا أن إسرائيل حققت أهداف العدوان التي روّجت لها، بعرقلة "تهديد" النووي الإيراني والصواريخ البالستية، وذهبت إلى أكثر من ذلك بعد استهداف رموز النظام وقضت على هيئة الأركان،
فضلاً عن فتحها طريقاً جوياً إلى إيران يمنحها تفوقاً لسنوات مقبلة.
قبل أيام صرّح نتنياهو في أحد خطابته بأن العدوان على إيران يخدم التوصل إلى صفقة دون تفاصيل، واليوم قد يزعم أن تهديدات إيران ومحورها قد تلاشت على مختلف الجبهات،
كما يتحدث عن ذلك منذ فترة بمفاهيم تاريخية وعن تمكّن إسرائيل من تغيير الشرق الأوسط. وربما يوظّف نتنياهو ذلك،
إضافة إلى استطلاعات الرأي الأخيرة التي منحته دفعة كبيرة من المقاعد في حال جرت انتخابات، والنشوة التي يعيشها الإسرائيليون عقب ما يصفونها بالإنجازات غير المسبوقة في إيران، للتوصل إلى صفقة تعيد المحتجزين الاسرائيليين، وتخلّصه من وحل غزة،
ذلك أن استمرار الوضع على ما هو، وربما مقتل المزيد من المحتجزين والجنود، واستنزاف القوات وغيرها من العوامل قد تساهم في خسارته مقاعد لا في زيادة عددها.
وعليه لن يجد أفضل من انتخابات على وقع إنجازاته في ايران، وهي التي حظيت حتى بالكثير من الإطراء من منافسيه السياسيين ومن صحافيين بارزين معارضين له.
يأتي ذلك في وقت، طالب فيه منتدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة باستغلال وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران لإبرام صفقة مع حركة حماس تعيد المحتجزين الإسرائيليين.
وقال المنتدى في بيان له اليوم الثلاثاء: "بعد 12 يوماً وليلة لم يستطع فيها شعب إسرائيل النوم بسبب إيران، يمكننا الآن العودة لعدم النوم بسبب المختطفين (المحتجزين في غزة)".
وأضاف البيان: "لا يمكن تصوّر أن تعود إسرائيل، بعد عملية ناجحة في إيران، إلى الغرق في المستنقع الغزّي. إنهاء الحملة العسكرية في إيران دون استغلالها لإعادة جميع المختطفين سيشكّل فشلاً سياسياً خطيراً.
هناك نافذة لفرصة تاريخية، وعلى حكومة إسرائيل أن تتشبث بها بكلتا يديها".
تحركات انتخابية؟
في سياق متصل، ذكرت القناة 12 العبرية، الليلة الماضية (الاثنين- الثلاثاء) أنه على خلفية نجاح الحملة العسكرية في إيران وانضمام الولايات المتحدة إليها، يدرس محيط نتنياهو التوجّه إلى انتخابات عاجلة بعد انتهاء الحرب على غزة.
ويعتقد مقربون من نتنياهو، أنه يجب عليه استغلال النجاح العسكري في إيران، وإغلاق الجبهة الغزية، والدفع بخطوة نحو انتخابات في أقرب وقت ممكن.
وسيتعيّن على نتنياهو في الدورة القادمة للكنيست، التعامل مع قانون الإعفاء من التجنيد وتمرير ميزانية تلبي نفقات الحرب، ولذلك هناك من يعتقد في محيطه أن الخطوة الصحيحة بعد انتهاء الحرب على غزة هي التوجه إلى الانتخابات.
ولفتت القناة إلى أن الحلبة السياسية الاسرائيلية بدأت تستعد لذلك، وتعمل على ترسيخ رواية مفادها أن "7 أكتوبر كان الثمن الذي يجب دفعه لتحقيق التصحيح التاريخي في مواجهة إيران".
ومن المرجح في حال اختيار نتنياهو التوجه إلى الانتخابات، التركيز في حملته على التعهد بالعمل على اتفاقية تطبيع مع السعودية ومنع إقامة دولة فلسطينية.
وقبل نحو ثلاثة أسابيع قدّر مسؤولون كبار في الائتلاف الحكومي في حديث لصحيفة "معاريف" العبرية، أن نتنياهو يعتزم تقديم موعد الانتخابات،
مشيرين إلى أن ذلك سيحدث بعد عملية أمنية كبيرة. وبالفعل، قبل 11 يوماً، شنّت إسرائيل عدواناً على إيران، وكانت نتائجه، تفوق كل التوقعات من وجهة النظر الإسرائيلية.
وتشير التقديرات داخل الائتلاف الحكومي، وفقاً لذات الصحيفة، إلى أن نتنياهو سيتجه قريباً إلى انتخابات عاجلة، وأن هذه الانتخابات ستُجرى "على خلفية الانتصار التاريخي لإسرائيل على إيران"،
وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.