
الأمم المتحدة تحذر: نار حرب السودان تقترب من أفريقيا الوسطى
الرأي الثالث - وكالات
وافق رئيس مجلس السيادة في السودان، القائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان، الجمعة، على هدنة إنسانية لمدة أسبوع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بغرب البلاد، التي تُحاصرها «قوات الدعم السريع».
وتلقّى البرهان اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، طلب فيه تسهيل وصول الإغاثة للآلاف من المواطنين المحاصرين في محلية الفاشر.
ووفقاً لبيان «مجلس السيادة»، رحّب غوتيريش بتعيين كامل إدريس رئيساً للوزراء، مؤكداً دعم الأمم المتحدة لهذه الخطوة في سبيل إكمال الانتقال المدني.
وأكّد البرهان الجدية في إكمال تشكيل حكومة من المستقلين تتولى، بكامل الصلاحيات، أعباء الجهاز التنفيذي. وشدّد البرهان على ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن التي صدرت في هذا الخصوص.
وتُحاصر «قوات الدعم السريع»، منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الفاشر، وهي آخِر معاقل الجيش في إقليم دارفور، وسط اشتباكات متقطعة بين الجيش والقوات المتحالفة معه من الحركات المُسلحة الدارفورية.
ويُطالب مجلس الأمن «قوات الدعم السريع» بالالتزام بالقرار رقم «2736» بفك الحصار عن الفاشر، ووقف فوري للقتال وتهدئة الأوضاع في المدينة والمناطق المجاورة.
بدورها، حذّرت «المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور» من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المناطق التي استقبلت مئات الآلاف من النازحين من الفاشر ومعسكري زمزم وأبوشوك مع دخول موسم الخريف.
وقال المتحدث باسم «المنسقية»، آدم رجال إن الأوضاع الإنسانية في الفاشر «سيئة للغاية»، لا توجد مياه نظيفة للشرب، ولا علاج، والنازحون يموتون ببطء. وأضاف أن عشرات الأشخاص توفوا في مايو (أيار) الماضي.
وكانت «المنسقية المعنية بأوضاع النازحين داخلياً في دارفور»، قد دقّت ناقوس الخطر من الظروف المزرية التي يواجهها المواطنون في الفاشر، ومخيماتها الكارثية للغاية.
وأشارت إلى أن أسعار المواد الغذائية مرتفعة، وتفوق قدرة أعداد كبيرة من المواطنين المحاصرين في الفاشر من توفير الأموال للحصول عليها.
وجدّدت «المنسقية» الدعوة لأطراف النزاع لوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة بهدف تقديم المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها.
كما حضّت المنظمات العاملة في المجال الإنساني إلى تكثيف جهودها لمعالجة ما وصفته بالوضع «المأساوي المرير» الذي يُواجه سكان التجمعات الكبيرة في جبل مرة ومنطقة طويلة ومناطق أخرى في إقليم دارفور.
وفي السياق حذّرت الأمم المتحدة، الخميس، من ارتدادات محتملة لحرب السودان على الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، لا سيما مع تسلل مجموعات مسلحة تهاجم المدنيين. والأسبوع الماضي، هاجمت مجموعة مسلّحة دورية لبعثة الأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى، ما أسفر عن مقتل جندي لحفظ السلام من زامبيا.
وتُعدّ جمهورية أفريقيا الوسطى من أفقر بلدان العالم، ولها حدود مع السودان الذي يشهد حرباً بين الجيش وقوّات الدعم السريع منذ إبريل/ نيسان 2023.
وخلال اجتماع لمجلس الأمن، أحال مساعد الأمين العام لعمليات السلام في الأمم المتحدة جان-بيار لاكروا إلى الهجوم على البعثة الأممية في جمهورية أفريقيا الوسطى، وإلى تقرير صادر عن مكتب الأمين العام أنطونيو غوتيريس حول هجمات أخرى في المنطقة. وقال لاكروا إن "الوضع الأمني يبقى هشّاً في المناطق الحدودية" في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وأشار إلى أنه "عند الحدود مع السودان في شمال شرق البلد، ينسب انعدام الاستقرار إلى انعكاسات النزاع السوداني، بما فيها عمليات توغل المجموعات المسلّحة". واعتبر لاكروا أن جمهورية أفريقيا الوسطى باتت عند "منعطف صعب"، مشدداً على دعم الأسرة الدولية للتقدّم نحو الانتخابات المقبلة الذي "يبقى أساسياً".
وصرّح: "إذا ما استمرّت هذه الجهود... فمن شأن جمهورية أفريقيا الوسطى أن تتحوّل إلى قصّة نجاح فعلي، ليس للسكان فحسب، بل أيضاً في مجال حفظ السلام ولمجلس الأمن". وتواجه جمهورية أفريقيا الوسطى أيضاً تدفقاً متزايداً للاجئين السودانيين الفارين من الحرب في بلدهم.
وقدّر تقرير أممي عدد اللاجئين السودانيين الذين وفدوا إلى هذا البلد منذ اندلاع الحرب في السودان في إبريل 2023، بـ36 ألفاً و642 لاجئاً بتاريخ الأول من يونيو/ حزيران. بدوره، قال ممثّل جمهورية أفريقيا الوسطى لدى الأمم المتحدة ماريوس أريستيد حجة نزيسيو إن "النزاع السوداني خطر فعلي. فالمجموعات المسلّحة تعبر حدودنا، مجنّدة الشباب ومقوّضة سيادتنا".