"الانتقالي" يبسط نفوذه جنوب اليمن بعملية "الحسم" ضد الإرهاب
الرأي الثالث
يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي توسعه العسكري وتحشيده السياسي داخل باقي محافظات جنوب اليمن، وألحقهما بإطلاق عملية عسكرية لـ"مكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار".
وتثير تحركات "الانتقالي" الأحادية المخاوف من تفاقم الصراع داخل البلد المثقل بتداعيات الانقلاب الحوثي وبروز شبح التشظي والانقسام، في ظل تضاؤل سلطة الدولة المركزية ووحدة القرار ووجودها السياسي والإقليمي والدولي المهدد بالتلاشي.
وقال نائب رئيس الإعلام بالمجلس الانتقالي منصور صالح إن قواتهم تمكنت اليوم من تطهير وادي سر بمحافظة أبين من بقايا التنظيمات الإرهابية في إطار استكمال بسط الأمن على المحافظات الجنوبية.
وأول من أمس الإثنين، أصدر المجلس بياناً قال فيه إنه "استكمالاً لعملية سهام الشرق وحسمها وفي ظل المهددات والتحركات لمخطط تحالف الحوثي وتنظيم ’القاعدة‘، نعلن عن إطلاق عملية الحسم لذات المعركة المصيرية".
ولكن وفقاً لحال الشقاق غير المسبوق في أرض العسل والدان، فإن الأيام المقبلة قد تكون محملة بمستجدات حاسمة ليس في حضرموت والمهرة فحسب بل ومستقبل البلاد، خصوصاً أن هذه القوات والحشود،
كما يقول مسؤول الإعلام بحلف قبائل حضرموت المناوئ لـ"الانتقالي" صبري بن مخاشن "باشرت باحتلال المعسكرات ونهب الأراضي والآليات والممتلكات واعتقلت المعارضين،
بينما حضرموت والمهرة مناطق آمنة طوال الحرب، ولديها استقرار نسبي مقارنة بالمناطق التي يسيطر عليها ’الانتقالي‘ التي تعيش حالاً من الفوضى"، في حين يبررها "الانتقالي"، "بتثبيت الأمن والاستقرار وقطع شرايين التهريب لقوى الإرهاب".
مستمرون للتأمين
ويلحظ هذه المرة توجه "الانتقالي" نحو محاربة التنظيمات الإرهابية في أبين (جنوب) عقب أيام من سجاله العسكري والسياسي الحاد مع الحكومة الشرعية وداعميها الإقليميين والدوليين،
وهي محاولة سياسية، وفقاً لمراقبين، لكسب تأييد دولي وإقليمي لمشروعه التوسعي الجاري شرق البلاد متمثلاً في محافظتي حضرموت والمهرة الاستراتيجيتين بعد أعوام من سيطرته على جنوبها، بما فيها مدينة عدن التي تتخذها الحكومة الشرعية عاصمة موقتة للبلاد بديلة عن العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي والمحافظات المجاورة لها.
ويسعى الكيان الجنوبي للتفرد بالقرار الجنوبي في إطار مشروعه السياسي المتمثل في "استعادة الدولة" الجنوبية اليمنية التي دخلت في وحدة طوعية مع شمال اليمن عام 1990،
خصوصاً ومحافظة أبين تمثل واحدة من أبرز معاقل تنظيم "القاعدة" التي استبقها بعملية مماثلة سميت بـ"سهام الشرق" ملاحقتها في جبال المراقشة وجعار ومودية وغيرها.
ضمن قراءة لتطورات المرحلة المقبلة في ظل الدعوات الإقليمية والحكومية لـ"الانتقالي" بالتراجع عن خطواته الأحادية،
يوضح صالح أن "مهمة القوات الجنوبية هي تأمين محافظتي حضرموت والمهرة من أية مهددات أو اختراقات من ميليشيات الحوثي أو التنظيمات الإرهابية، ومن ثم تمكين أبناء المحافظتين من إدارة وحماية محافظتيهما وإدارتهما مدنياً وعسكرياً وأمنياً مع تغطية أي فراغ".
بين التراجع والتهدئة
والسبت الماضي قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي إن مجلسه "ماض بثبات" في مشروعه السياسي الرامي إلى استعادة "دولة الجنوب"،
وذلك غداة لقاء جمعه بوفد سعودي – إماراتي في عدن ناقش تطورات الأوضاع السياسية والعسكرية داخل محافظتي حضرموت والمهرة شرق البلاد.
الإجراءات التي قوبلت برفض الرئيس العليمي وحكومته تعني للشرعية وللسعودية توسع نفوذ "الانتقالي" على مناطق استراتيجية جديدة،
وسط قلق أبناء حضرموت "الجنوبية" التي تشهد منذ عامين حال احتقان وتحشيد متصاعد، وهو ما قوبل باحتجاج محلي خصوصاً من قوات حماية حضرموت وحلف قبائلها بزعامة الشيخ عمرو بن حبريش الذي يدعو إلى إقامة حكم ذاتي للمحافظة.
يعد زعيم "الانتقالي" أن المرحلة الحالية تمثل "محطة مفصلية" في تاريخ الجنوب، مستنداً إلى ما وصفه بـ"الزخم الشعبي المتصاعد في عدد من المحافظات"
ويعني حد قوله، عن "إرادة جماهيرية واضحة" تدعم مشروع المجلس الانتقالي الذي قال إنه "بات قريب التحقيق".
وخلال الأسابيع الماضية تمددت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" إلى محافظتي حضرموت والمهرة اللتين تشكلان نحو نصف مساحة البلاد، المثقلة بالصراع والمهددة بالانقسام والتشظي.
و قال المسؤول الإعلامي لحلف قبائل حضرموت صبري بن مخاشن إن قوات "الانتقالي" شنت خلال الأيام الماضية عمليات عسكرية،
وهاجمت مواقع تابعة لقوات حلف القبائل الذي يطالب بحكم ذاتي لحضرموت قبل أن تسيطر على عدد من حقول النفط، فارضة نفوذها على كامل وادي وصحراء حضرموت.
توفيق الشنواح
صحافي يمني