رئيس الوزراء المصري: استقرار لبنان جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة
الرأي الثالث - رويترز
قال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إن "استقرار لبنان ووحدته الوطنية هما جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة العربية بأسرها"
وذلك في أعقاب محادثات موسعة بين وفدين من البلدين واجتماع ثنائي أجراه اليوم الجمعة في بيروت مع نظيره اللبناني، نواف سلام، جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
وأوضح سلام أن الزيارة المصرية "تأكيد على عمق العلاقة الأخوية بين لبنان ومصر، وتجسيدٌ لإرادة مشتركة في بناء شراكة فعلية، مسؤولة، ومنتجة".
وأضاف سلام، وفق بيان عممه مجلس الوزراء اللبناني، "ناقشنا اليوم أولويات التعاون في عدد من القطاعات الحيوية: من الطاقة إلى النقل، من الصناعة إلى الاقتصاد الرقمي، ومن البنى التحتية إلى التعليم والري، وشددنا على ضرورة المتابعة الدقيقة لما اتُّفق عليه"،
معرباً على تقدير بلاده "للدور المصري في دعم لبنان في عمله على انهاء الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من جنوبه الغالي، ولوقف الأعمال العدائية الإسرائيلية المستمرة، والإفراج عن أسرانا،
وكذلك تقديرنا لمواكبة مصر الدائمة للبنان في مسيرته الإصلاحية، وتمسّكها الدائم بوحدته وسيادته، في كل الظروف".
من جانبه، قال مدبولي "عقدنا اليوم اجتماعاً موسعاً وبنّاء، تناول مختلف أوجه التعاون الثنائي، إلى جانب مناقشة التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تمر بها المنطقة"،
مثنياً على جهود الرئيس اللبناني، جوزاف عون، والحكومة اللبناني "من توجهات ترمي إلى تحقيق الاستقرار، وصون السلم الأهلي، واستعادة فاعلية مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها الجيش اللبناني، وتمكينه من بسط سلطته على كامل الأراضي اللبنانية".
كما أثنى على الجهود التي يبذلها الجيش اللبناني "لتحقيق هذا الهدف، في إطار نهج مُتدرج ورؤية وطنية شاملة تحفظ للبنان وحدته وتماسكه، استناداً إلى اتفاق الطائف
والقرارات الدولية ذات الصلة". وتابع مدبولي "أكدتُ خلال اللقاء اليوم موقف مصر الثابت والداعم للبنان، قيادة وحكومة وشعباً، وحرصها الدائم على مساندة لبنان".
وشدد "تُعيدُ مصر تأكيد موقفها الثابت والرافض لانتهاكات إسرائيل المتكررة ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها،
وَتشدد على ضرورة الانسحاب الفوري غير المشروط من كامل الأراضي اللبنانية واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية".
وخلال استقباله مدبولي والوفد المرافق في القصر الجمهوري، أعلن عون أنّ لبنان يعوّل على الدور السياسي الأساسي لمصر في المنطقة العربية، وعلى مساعدتها في هذه المرحلة الصعبة.
ورأى الرئيس اللبناني أن تفعيل عمل اللجنة العليا المشتركة بين البلدَين أمرٌ ضروري لمصلحتهما، معرباً عن تمنياته بنجاح الجهود في تثبيت الاستقرار في لبنان وإحلال السلام في المنطقة.
من جهته، قال مدبولي: "هدف الزيارة هو نقل رسالة دعم مصر الكامل وبكل ما تملك من قوة للبنان رئاسة وحكومة وشعباً في هذه المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها،
ولكل الخطوات التي يقوم بها الرئيس عون والحكومة اللبنانية لتحقيق الاستقرار فيه، وفرض الجيش والمؤسّسات اللبنانية السيطرة على كامل الأراضي اللبنانية وبسط السيادة عليها".
وأضاف: "إنّنا موجودون اليوم من أجل تفعيل عمل اللجنة العليا اللبنانية ـ المصرية التي انعقدت الشهر الماضي في القاهرة لأول مرة منذ ستّ سنوات، وللمناقشة تالياً مع الحكومة اللبنانية حول أوجه التعاون في كلّ المجالات المهمة، وعلى رأسها مواضيع الطاقة والكهرباء والغاز ومجالات الصناعة والنقل،
وللإعراب عن استعداد مصر، حكومةً أو قطاعاً خاصاً، لتقديم الدعم للبنان في كل المشاريع التي نتمنى أن تحقق كل التقدم للشعب اللبناني، ومنها إعادة الاعمار في الجنوب اللبناني الذي تأثر بالعدوان الإسرائيلي الغاشم.
وفي هذا الإطار، تقف مصر كلياً مع لبنان في كل الخطوات التي يقوم بها والجهود التي يبذلها الرئيس عون في المجالات كافّة".
وتأتي الزيارة فيما تتواصل التصريحات الإسرائيلية بأن احتمال تصعيد العدوان على البلد كبير، وأن المواجهة حتمية، رغم حديث الولايات المتحدة بإيجابية عن دور الجيش اللبناني في نزع سلاح "حزب الله" بعد أكثر من عام على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تواصل إسرائيل خرقه في لبنان.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الجمعة، عن مسؤول إسرائيلي لم تسمّه، قوله إن "احتمال تجديد الحرب في لبنان مرتفع".
وتتجه الأنظار إلى مقر قوات الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) في بلدة الناقورة جنوبي لبنان حيث يرتقب أن تنعقد ثاني محادثات مباشرة بين لبنان وإسرائيل.
ومنذ دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية على مواقع "حزب الله" في الجنوب، وصولاً إلى تنفيذ غارات داخل العاصمة بيروت، وسط تشكيك إسرائيلي متواصل في مدى جدية الجيش اللبناني بتنفيذ خطة نزع سلاح الحزب.