ترقب في حضرموت والمهرة مع انتهاء المهلة ورفض "الانتقالي" الانسحاب
الرأي الثالث - متابعات
تعيش محافظتا حضرموت والمهرة، شرقي اليمن، حالة من الترقب مع انتهاء المهلة التي منحتها السعودية ورئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، أمس الثلاثاء، لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي بالانسحاب خلال 24 ساعة.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر محلية أن قوات حماية حضرموت، بمساندة قوات من النخبة الحضرمية المنشقة عن المجلس الانتقالي، سيطرت على منطقة وادي نحب في وادي حضرموت من قوات الانتقالي.
ونفت المصادر أن تكون قوات الانتقالي قد انسحبت من وادي خرد وغيل بن يمين، لافتة إلى أنها عززت وجودها في مناطق أخرى بوادي حضرموت،
ومشيرة إلى اندلاع مواجهات محدودة بين قوات الانتقالي وقوات حماية حضرموت في منطقتي ضبة وجول مسحة وغيل بن يمين فجراً.
وبحسب المصادر المحلية، فإن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي عملت، منذ مساء أمس الثلاثاء، على إعادة انتشارها، ونصبت المتاريس، تحسباً لاحتمال اندلاع مواجهات مع قوات درع الوطن، التي لا تزال تتمركز في منطقة العبر الحدودية مع السعودية.
وقال المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، أنور التميمي، إنه "لا وجود لما يسمّى قوات حماية حضرموت، فهذه مجاميع مسلحة انتهت بعد إخراجها من معسكر حماية الشركات وسيطرة النخبة الحضرمية عليه"
لافتاً إلى أن الأوضاع الميدانية في حضرموت "كما هي على الأرض، باستثناء استكمال حملة الملاحقة والتتّبع التي شنّتها النخبة الحضرمية لعناصر مطلوبة هربت إلى الجبال".
وأضاف أنّ "القوة التي نفذت المهمة عادت إلى مركزها الرئيسي في الهضبة، بعد أن كانت منتشرة على شكل سرايا وفصائل خارج مسرح عمليات تمركزها الدائم، وستعود للانتشار والتحرك إذا استدعت الضرورة ذلك".
بدوره، نفى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في وادي وصحراء حضرموت، محمد عبد الملك الزبيدي، خلال بث مباشر، ما وصفها بـ"الشائعات التي يروّج لها أعداء الجنوب"، التي تتحدث عن انسحاب قيادة المجلس والقوات الحكومية الجنوبية من القصر الرئاسي في سيئون، مؤكداً أن "المعنويات عالية".
تصعيد سعودي ومحاولة احتواء إماراتية
ودخلت الأزمة في شرق اليمن، التي اندلعت على خلفية سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على محافظتي حضرموت والمهرة في الثالث من ديسمبر/كانون الأول الحالي، منعطفاً جديداً بعدما قصفت السعودية، أمس الثلاثاء، شحنة أسلحة في ميناء المكلا.
وجاء ذلك بالتوازي مع طلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، انسحاب القوات الإماراتية من اليمن خلال 24 ساعة، وإعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد لمدة 90 يوماً قابلة للتمديد، وفرض حظر جوي وبحري وبري مؤقت على الموانئ والمنافذ لمدة 72 ساعة، وهو موقف أيدته الرياض.
وعلى وقع هذه التطورات، سارعت أبوظبي إلى احتواء المواجهة العلنية مع الرياض، معلنة الاستجابة لمطلب سحب قواتها من اليمن، مع محاولة التأكيد على عدم علاقتها بالتوتر القائم.
وقالت مصادر محلية ، إن طائرة شحن إماراتية غادرت مطار الريان في المكلا عاصمة محافظة حضرموت، وعلى متنها قوة عسكرية،
وذلك بعد إعلان وزارة الدفاع الإماراتية، أمس الثلاثاء، عن "إنهاء ما تبقى من فرق مكافحة الإرهاب في اليمن بمحض إرادتها، وبما يضمن سلامة عناصرها، وبالتنسيق مع الشركاء المعنيين، نظراً للتطورات الأخيرة، وما قد يترتب عليها من تداعيات على سلامة وفاعلية مهام مكافحة الإرهاب".
وعسكرياً، تشير المعلومات إلى وجود قوة عسكرية يزيد قوامها عن أكثر من 30 ألف مقاتل عند منفذ العبر الحدودي مع السعودية، وتستعد لمعركة محتملة مع قوات المجلس الانتقالي في محافظتي حضرموت والمهرة في حال تلقيها أوامر بالتحرك.
وفي هذا السياق، قال قائد الشرطة العسكرية وقوات العمليات الخاصة الأسبق، مجلي مجيديع، إن الانتقالي "سيستمر في المراوغة من دون تدخل الطيران السعودي"، لافتاً إلى أنه "قد يصعب حسم الأمر عسكرياً".
وأضاف: "إذا كان هناك مساندة من الطيران ومن قبائل حضرموت، فالحسم العسكري ممكن".
تفاعل عربي ودولي مع التطورات
وعلى الصعيدين العربي والدولي، تفاعلت عدة دول مع التطورات المتصاعدة في اليمن.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير ماركو روبيو بحث مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان آل سعود التوترات المستمرة في اليمن وأمن المنطقة، مؤكداً دعم واشنطن المساعي السياسية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار.
في المقابل، شددت كل من قطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين ومصر والأردن على وحدة اليمن واستقرار المنطقة، في وقت دعا فيه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى التحلي بضبط النفس.
وقالت الخارجية القطرية إنها "تثمن البيانات الصادرة عن السعودية والإمارات، والتي تعكس الحرص على تغليب مصلحة المنطقة"، مؤكدة دعم الدوحة الكامل للحكومة اليمنية الشرعية وأهمية الحفاظ على وحدة اليمن.
من جهتها، أشادت الخارجية الكويتية "بالنهج المسؤول للمملكة العربية السعودية والإمارات وحرصهما على دعم استقرار المنطقة"، مؤكدة دعمها "الثابت للحكومة اليمنية الشرعية"، ومشددة على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن.
كما أعلنت الخارجية العمانية أن سلطنة عمان تؤيد المواقف الداعية إلى خفض التصعيد واحتوائه، واحترام سيادة اليمن وأمنه واستقراره.
وبدورها، أعربت البحرين عن تقديرها لدور السعودية والإمارات في دعم أمن اليمن، مؤكدة "ثقتها في حكمة قيادتي البلدين"، وقدرتهما على احتواء أي خلافات ضمن إطار البيت الخليجي الواحد.
أما الخارجية المصرية، فأكدت في بيان "ثقتها التامة في حرص الأشقاء في كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على التعامل بحكمة مع التطورات الحالية في اليمن".
ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية إن الأردن "يتابع باهتمام بالغ تطورات الأوضاع في الجمهورية اليمنية الشقيقة"
مشددة على دعم الجهود الهادفة إلى خفض التصعيد، وضمان أمن اليمن واستقراره، واحترام سيادته، وتلبية طموحات شعبه.
صدام الكمالي
صحافي يمني