مانديلا ينتصر مجدداً
على طريق نيلسون مانديلا العظيم مضت #جنوب_أفريقيا
وعلى طريقته في إسقاطه نظام الفصل العنصري في بلده جنوب أفريقيا بعد 27 عاماً من السجن والاعتقال، نجح بلده جنوب أفريقيا في منازلته التاريخية للغرب الأميركي ومعسكرهم المتقدم في قلب الوطن العربي.
هذا ما تقوله خطوة جنوب أفريقيا التاريخية الجريئة، بمحاكمة كيان الاحتلال وقادته الإرهابيين دولياً، وقد توجت اليوم بقرار تاريخي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بإدانة نتنياهو و ووزير دفاعه السابق غالنت وملاحقتهم بأمر اعتقال دولي كمجرمي حرب.
قرار تاريخي لم يكن ليصدر، لو لم تقدم جنوب أفريقيا على خطوتها الجريئة. لطالما كانت من أكثر الدول إدانة لجرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وكثيراً ما شبهت سياساته ضد الفلسطينيين بنظام الأبارتهايد،
وأعادت إلى الأذهان نهج مانديلا، الرمز العالمي الذي وقف بثبات وإيمان وشجاعة ضد الفصل العنصري ودعا إلى العدالة والمساواة، ولم يتوقف طيلة حياته عن دعم الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية، وكثيراً ما شبه نضاله الطويل بنضال شعبه ضد الأبارتهايد، والقرار الدولي يترجم جزءاً من إرث مانديلا الإنساني، الذي لم يقتصر في نضاله ضد الأبارتهايد كنظام عنصري لا إنساني، بل اتسع إلى فلسطين ومناطق أخرى في العالم، ما جعله مصدر إلهام عالمي لكل الشعوب المضطهدة.
من كان يتوقع صدور قرار كهذا؟!
في الواقع لم يكن هكذا قرار يخطر على بال كائن في هذا الزمن الأميركي، وفي ذروة وحشيته ولا إنسانيته
إنه انتصار غير مسبوق ليس لجنوب أفريقيا فحسب، بل ولكل الأحرار والمظلومين والمضطهدين في هذا العالم.
وأهمية هذا الانتصار النوعي الذي حققته جنوب أفريقيا، لا تكمن فقط في محاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين، بل أيضًا في فضح ازدواجية المعايير الغربية وشعاراته الإنسانية الفضفاضة.
لقد أسقطت فلسطين و غزة و لبنان قديماً وحديثاً كيان الاحتلال و الولايات المتحدة_الأمريكية ونظامها الدولي الغربي، وكشفت وحشيته وتوحشه وعرته على مدى عقود، نجحت جنوب أفريقيا في إسقاط هذا الغرب اللاإنساني وأدانت هذا الغرب و"حضارته" الوحشية بقوانينه وتشريعاته الإنسانية الدولية وبوضوح لا لبس فيه.
هو انتصار إذن لا يقل أهمية عن انتصار مانديلا، حين أسقط نظام الفصل العنصري الغربي في جنوب أفريقيا مطلع تسعينيات القرن الماضي، وما بعثه من أمل حينذاك بإمكانية انتصار العدل والحق على الظلم والقوة، يبعث هذا القرار بصيص أمل في هذا العالم وإنسانيته المهددة أكثر من أي وقت مضى في وجودها وبقائها.
لا شك أن جنوب أفريقيا، قد نجحت في حشر الغرب بقيادة الولايات المتحدة في الزاويه، ووضعته أمام اختبار حقيقي بالفعل، فهل سيخضع هذا النظام العالمي الأميركي لقوانينه التي وضعها بنفسه ويُعيد الاعتبار لمبادئه المعلنة؟
أم سيمضي في دهس تلك القوانين كما فعل وداس أهم مؤسستين في هذا النظام العالمي وليد الحرب العالمية الثانية، وهما الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي حتى وقد حولهما إلى واجهة لتبرير التدخلات العسكرية والانتهاكات المتكررة لسيادة الدول واستقرارها، ولاسيما في الوطن العربي وأفريقيا.
الآن، وقد صدر هذا القرار التاريخي غير المتوقع، يبدو النظام الغربي أمام خيارين اثنين: إما الخجل والتراجع أمام شعوبه والعالم وإعادة النظر في سياساته وازدواجيته، أو التجرد كلياً والانغماس أكثر في وحشيته التي تهدد البشرية بأكملها.
النظام الدولي الأميركي على المحك. العالم كله في الواقع على المحك، بما في ذلك وسائل التواصل الأميركية هذه هي الأخرى على المحك.
هل بالغت؟
أرجو ألا أكون قد فعلت على الأقل في تفاعلي مع هكذا قرار قضائي دولي تأخر كثيراً.
في كل الأحوال
لقد انتصر مانديلا مرة أخرى
بعيد سنوات قليلة من مغادرته جسدا هذا العالم
وانتصر نهجه وإرثه الإنساني الخالد في جنوب أفريقيا
شكراً #مانديلا
شكراً #جنوب_مانديلا_أفريقيا
شكراً #المحكمة_الجنائية_الدولية
شكراً قاضي #كريم_خان
شكراً قضاة المحكمة وتحية إجلال لشجاعتكم.