إياكم ونسيان غزة
إياكم ونسيان غزة
الانشغال عنها
او اليأس وأنه لم يعد بوسعكم الرجاء والأمل ، وعلى أن نتني اهو انتصر وخلص والحمد لله رب العالمين
لا لم ينتصر حتى اللحظة ولو احتل جبل الشيخ ووصل تخوم دمشق .
لا يزالون يقاتلون بكل جسارة وإباء وكبرياء في غزة .
يخوضونها بعناد واستبسال من لا يخالج قلبه وهن او ارتياب في عدالة قضيته وحتمية خلاصه .
أذكرهم ،اتصورهم وتجيش روحي إزاء فرسان الزمن الأخير .
يدفن احدهم عائلته ،يصلي عليهم وحيدا ثم يننثني لحمل سلاحه ميمما صوب مدرعة ينسفها بمن فيها ويعود ليصلي المغرب لاهجا : رب إني مظلوم فانتصر .
لا كلل لا قنوط ولا خذلان يفت في عضد الفلسطيني .
يقيم الجوار طقوس الهزيمة والتملق والخيانة والرقص والسعي لترك الفلسطيني ،والمتروك هناك اقدامه في اعماق التراب ويديه تعترك مع المجنزرة ونلوي عنق الدبابة ورأسه يطاول السحاب .
هذا قدرهم ،اختاروا معركة خلاص وسيخوضونها حتى النهاية .
نصخب بشان الترهات وهم بصدد تفتيت الفولاذ
نستدفئ بالبرامج والبطانيات الثقيلة والابطال في الصقيع يجلمدون الإليات وبصوبون بنادقهم في قلب العدو .
منشغل هذا العالم بمايشغله والفلسطيني منهمك في معركته الاعظم من كل العظائم .
راضيين وموجهين وجه الله ،
يذكرونك بالفيلق المتبقي من كل جيش تقهقر لحظة يأس ، وبالفرقة المستميتة على تخوم الجغرافيا في كل حرب غير متكافئة واقاموا شوكة الميزان وعدلوها بشجاعتهم واستبسالهم بما يدفعك للاحساس بمزيج من الحزن والفخر في آن .
الفيلق الاخير المتبقي من امة ادمنت الهزيمة وترك الاخ لمواجهة مصيره .
اربعمائة يوم والفلسطيني يدفن طفلته ويلوي ليدفن دبابة عدوه .
اربعمائة يوم من النزف والجلد والمصابرة وكأن كل مقاتل جيش ،وكل قذيفة معسكر .
سنظل نتحدث عنكم
نشيع معكم الاطفال ومعهم نشيع مروءة العرب تحت تراب منطقة لم تعد لأهلها ، وعلى ايقاع حياة رخيصة لا تمتلك شجاعة التحديق في عيون موتكم العظيم .
أسد تبقى
أسد كسر قوانين الغابة وقد تخلى عنه إخوته للضباع
أسد جريح تردد جنبات الكون صدى زئيره الملتاع الضاري بين قطيع من ضباع الزمن الأخير .