وريثيات .. أتمتة البلاطجة
اجتماع طويل عريض ضم اثنين من كراتين الحكومة ..
كرتون المالية وكرتون النقل والأشغال العامة يناقش اتمتة اعمال وزارة النقل وخدماتها والتحصيل الإلكتروني في اطار الحرص على محاربة الابتزاز والفساد الناتج عن التحصيل اليدوي عبر السندات والقسائم ومناظر القربعة والمقربعين المزرية والمخزية في الشوارع ..
هناك نقطة تم اغفالها ربما عمدا وهي عملية نشر البلاطجة في الشوارع والطرقات وفرز النقل للتحصيل وجمع الاتاوات بالقوة والصميل في غياب واضح للدولة والحكومة بل وانتهاك صارخ لكل القوانين والانظمة والاخلاق واهانة الناس ..
فهل يمكن ان يتم اتمتة هؤلاء البلاطجة واللصوص الذين ينتشرون في الشوارع والطرقات خاصة ونحن في القرن الحادي والعشرين ?
ام ان الوضع مقصود وان هؤلاء اللصوص والبلاطجة يتقاسمون الغلة مع بعض مسئولي وموظفي الجهات الحكومية التي تسمح لهم بالبقاء في الشوارع والطرقات?
وهل يمكن اضافة كرتون الداخلية الى الاجتماع على اساس ان الاجهزة الامنية وشرطة المقربعين يتولون حماية هؤلاء البلاطجة واللصوص ?
وهل يمكن اتمتة شرطة المقربعين الذين يشكلون اسوأ صورة لكيان الدولة والحكومة? وهل يمكن ان يتم اتمتة البلاطجة الذين يتحصلون ضرائب القات ويتقطعون للسيارات ويفتشونها بحجة البحث عن مهربي القات ?
فهل عجزت الدولة والحكومة واجهزتها الامنية التي نشاهدها تتنمر على المواطن البسيط والمسكين لكنها صديق حميم للبلاطجة واللصوص ? وهل هذه الصور المخجلة تجعل هؤلاء الكراتين يستحون على انفسهم ام ان الحياء مفقود عندهم? ..
اعتقد جازما ان كل هذه المظاهر والظواهر والمناظر مقصودة لاذلال الناس وتشويه صورة الدولة والحكومة اذ لايعقل ان تعجز عن ازالة هؤلاء اللصوص والبلاطجة او على الاقل ادخالهم ضمن التحصيل الالكتروني واتمتتهم ورفعهم من الشوارع والطرقات ..
فهل وصلت الرسالة وسنرى نتائج الاجتماع تتجسد في اتمتتة البلاطجة ام ان كل تلك الاجتماعات مجرد حبر على ورق وديكورات لتجميل صورة حكومة الكراتين وسيبقى البلاطجة واللصوص لان المصالح المشتركة تجمعهم ??..