في النهاية، العدو لم ينتصر وغزة لم تُهزم!
لكنّ غزة أصبحت مالئة الدنيا وشاغلة العالم!
حتى بايدن عشية رحيله وترمب عشية قدومه .. غزة .. غزة!
انتصرت غزة سياسياً ودمّرت عصرائيل أخلاقياً درجة محاكمتها وإدانة قادتها والمطالبة بالقبض عليهم دولياً!
صحيح لم تنتصر غزة عسكرياً في النهاية .. بل تم تدمير المدينة وحرق أطفالها، وذلك، لعدم تكافؤ القوة المريع بين الطرفين .. !
لكننا ننسى أن غزة أذهلت العالم يوم 7 أكتوبر!
أهمية تلك العملية ليس في نتائجها بل في دلالاتها وإمكاناتها الكامنة البشرية والمستقبلية وهو مايدركه الاحتلال جيداً
انتصرت غزة بصمودها الأسطوري في معركة صراع الإرادات
نحن ننسى أن مقاومة غزة في النهاية حركة تحرر وليست دولة
لم تدخل غزة رصاصة دعم واحدة طوال 470 يوما من الحرب
وتلقت دولة الاحتلال خلال هذه الفترة ملايين الأطنان من القنابل والصواريخ .. والدولارات! ولولا هذا الدعم الهائل لاجتاحت غزة كل الأرض المحتلة!
لقد استمرت غزة بالقتال والصمود حتى البارحة رغم الحصار والتجويع وخيانة الأخ وعجز الصديق! .. هذا هو انتصار غزة الخاص والفريد!
الاحتلال قتل وجرح 150000 من أطفال ونساء وأبناء غزة المدنيين ودمر 90% من بنية ومباني غزة
هذا ليس انتصاراً للعدو ولا هو هزيمة لغزة وأبطالها في نفس الوقت!
هذه إبادة جرّمها العالم من اليابان وإندونيسيا شرقا للبرازيل وفنزويلا غرباُ
ولذلك أدان العالم هذه الإبادة وحاكم الاحتلال وقادته
من فضلك، إذا كنتَ تعتقد أن تدمير غزة وإبادة أهلها من قِبَل العدو هو انتصارٌ حقيقي للاحتلال فلا داعي لأن تكمل قراءة سطوري هنا!
صحيح أن غزة لم تنتصر عسكرياً .. لكنها سحقت العدو سياسيا وأبانت عن شخصيته المجرمة
تاريخياً تنتصر الشعوب بإرادتها وصمودها وهذا ما حدث في الجزائر وفيتنام
هذا انتصارٌ دفعت غزة ثمنه بصمودها وبطولة أبنائها ودماء أطفالها
فتحت الأنستجرام قبل قليل فأذهلني العدد الهائل من أخبار الفعاليات الداعمة لغزة.. بالآلاف! وكل يوم!
وكل هذه الفعاليات هي في الولايات المتحدة وأوروبا والعالم
ولا أتذكر أنني رأيت الليلة فعالية عربية واحدة!
هذا انتصارٌ سياسيٌ له ما بعده وهو أكبر من كل جهود العرب منذ 75 عاماً
لكن العرب وخصوصاً في قنوات العربية والحدث وإسكاي مشغولون جداً منذ البارحة بالجدل التافه درجة المحاكمة لتأكيد هزيمة غزة!
وكأن هذه القنوات تكمل و تأتمر بأمر الاحتلال وتهديده لعائلات المفرج عنهم الليلة بعقابهم لو أنهم احتفلوا!
الإعلام العربي وقنواته هزم أُمّة بكاملها في كل بيت عربي للأسف
أصبح مجرد بوقٍ لبيانات وخطابات العدو طوال 24 ساعة!
غزة ثلاثة حروف فقط لكنها أصبحت اليوم كل حروف ولغات العالم!
وهذا انتصارٌ فريد وغالٍ ونفيس يراه العالم ولا يراه العرب
أصبحت فلسطين أغنية العالم
وما دولة فلستاين ببعيدة بعد اليوم!