ما خسره اليمن لا يمكن تبريره بشعارات وخطابات
تدمير ميناء رأس عيسى وكل البنية التحتية المرتبطة به جريمة بحق الشعب اليمني، تقع مسؤوليتها المشتركة على الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى من اتخذ قرارًا متسرعًا وغير مدروس زج باليمن في مواجهة عسكرية مباشرة وغير متكافئة مع قوى دولية فاجرة ومجرمة، تحت مبرر “نصرة غزة”.
لكن، ماذا تحقق لغزة؟
هل أُوقف العدوان؟
هل جرى استهداف هدف استراتيجي واحد يوازي ـ ولو بنسبة 2% فقط ـ ما خسرناه في رأس عيسى اليوم؟
الواقع يقول: لا.
إن محاولة تصدير الأزمات الداخلية، والهروب من الاستحقاقات الوطنية، وعلى رأسها دفع المرتبات وضمان الحقوق والحريات، عبر التلويح بعدو خارجي تم استجلابه بقرار داخلي ارتجالي غير مدروس العواقب، هو عبء جديد يُضاف إلى معاناة اليمنيين.
ما خسره اليمن اليوم لا يمكن تبريره بشعارات، ولا يمكن تعويضه بخطابات.
العدو الذي يدمر مقدرات الوطن معروف، لكن من يمنحه الذريعة، ويغلق أبواب السياسة والعقل، يتحمّل مسؤولية لا تقل خطورة.
* دبلوماسي وسياسي يمني