حوار مع صديقي الصحفي (18)

 .. هيئة المقابر ورحلة ابن بطوطة ومحاكم التفتيش .. 

قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز..لماذا تأخرت جنازة والدة زميلنا الاعلامي؟ ..

قلت له يا صديقي العزيز.. هل تصدق أنهم ظلوا يبحثون عن مقبرة لدفنها لان معظم المقابر أغلقت ابوابها أمام الأموات فقد امتلأت ولم يعد فيها متسع للمزيد وبالكاد وعبر وساطات  تم تأمين قبرها.. 

 وهناك الكثير من الناس يعانون بل ان رحلة البحث عن مقبرة صارت مثل رحلات ماجلان والادريسي وابن بطوطة مغامرات واستكشافات  .. 

قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز.. اين هيئة الاوقاف من كل هذا ؟ وهل يعلم رئيس الهيئة معاناة الناس في الحصول على قبر ؟ .. 

قلت له يا صديقي العزيز.. هيئة المقابر مشغولة بأمور أخرى اهمها الجبايات ورفع إيجارات دكاكين وبيوت واراضي الوقف ومشاغلة المواطنين وتلميع نفسها بمشاريع وهمية أو صغيرة .. 

اما بقية الأمور فليست في أجندتها ومنها أوضاع المقابر التي يفترض أن تمثل أولوية بالنسبة لها اما رئيس الهيئة فهو غائب تماما عما يجري وربما تم اشغاله بأمور أخرى من قبل لوبيات الفساد ليخلو لهم الجو للعبث كما يشاءون وكما يحلو لهم..  

وهم الان ادخلوا الهيئة في معمعة جديدة من خلال إنشاء محاكم تفتيش على غرار محاكم التفتيش التي أنشئت في أوروبا وأصبحت وصمة عار ولا نتمنى أن تكون هذه المحاكم كذلك ..

قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز.. فعلا موضوع المقابر في غاية الأهمية ولابد أن تعمل هذه الهيئة على معالجته من كافة النواحي من حيث تنظيم المقابر الحالية وتنظيفها وتحديد اسعار القبور.. 

 وايضا البحث عن أراضي من أراضي الأوقاف في مختلف المناطق بأمانة العاصمة لتكون مقابر جديدة ولكن يتم تنظيمها لتستوعب أكبر عدد من الأموات .. 

قلت له يا صديقي العزيز.. كلامك صحيح وفي محله ويمكن أن تنشئ الهيئة قطاعا خاصا بالمقابر ليتولى هذا الأمر واختيار أشخاص أكفاء ومحترمين لادارته وليس من اللوبي الموجود حاليا في الهيئة حتى لا يتحول إلى ابتزاز وجبايات كما تحولت كثير من قطاعات الهيئة وصارت عبئا على المواطن وليس عونا له ..

قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز.. هذه فكرة رائعة ويمكن الاستفادة من تجارب  دول أخرى نجحت في هذا الأمر ولم يعد موضوع الحصول على قبر يشكل معاناة تضاف إلى معاناة أهل الميت.. 

 وكما يقول المثل " موت وخراب ديار ورحلة ابن بطوطة للبحث عن مقبرة وأيضا هناك نقطة مهمة لابد أن تتنبه لها الهيئة لأنها تمثل محورا مهما وهي تحديد أسعار القبور ولا تتركها للمبتزين كما هو حاصل الآن .. 

انا وصديقي الصحفي والإعلامي المتميز نتمنى أن تكون الرسالة وصلت وان يتم معالجة  موضوع المقابر ومحاكم التفتيش لانه في غاية الأهمية للتخفيف من معاناة الناس.. 

 ونأمل أن يسمعنا رئيس الهيئة وان لا يكون مجرد كرتون أو مثل الأطرش في الزفة مثل كثير من الوزراء والمسئولين  ؟؟؟ ..