حوار مع صديقي الصحفي (20)
صنعاء القديمة جوهرة في غبار الإهمال ..
ذهبت مع صديقي الصحفي والإعلامي المتميز إلى صنعاء القديمة وأول شيء لفت نظرنا انتشار القمامة وتراكمها في الشوارع وأمام البيوت وفي كل مكان ..
قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز.. هل تصدق أن النفايات اصبحت جزءًا من المشهد اليومي واكوام القمامة تشوه جمال المدينة والروائح الكريهة تزكم الأنوف وشبكات المياه والصرف الصحي متهالكة ما يؤدي إلى تسربات مستمرة وتراكم للمياه العادمة في الشوارع الضيقة وهو ما لا يهدد صحة السكان فحسب بل يهدد أيضًا أساسات المباني التاريخية التي بُنيت لتتحمل الزمن لا الإهمال ..
قلت له يا صديقي العزيز.. الأمر مؤلم وهناك أيضا نقطة مهمة تتعلق بالإهمال الكبير الذي يطال المباني وتعرض بعضها للدمار والانهيارات وهروب كافة المسئولين من واجباتهم تجاهها ولكن في رايك من يتحمل المسئولية عن كل مايحدث لمدينة صنعاء القديمة ؟ ..
قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز.. اعتقد ان الجميع يتحمل المسئولية ابتداء من سكان صنعاء القديمة والدولة والحكومة وأولها امانة العاصمة ومنظمات المجتمع المدني وحتى نحن كصحفيين واعلاميين نتحمل جزء منها ..
قلت له يا صديقي العزيز كلامك صحيح.. لايمكن أن تكون هناك نظافة مالم يبدأ المواطن بنفسه والنقطة الثانية وهي مسئولية الدولة والحكومة في وضع قانون خاص للحفاظ على صنعاء القديمة ونظافتها وفرض العقوبات على من يخالف القانون والأهم أيضا تعيين مسئولين أكفاء ومحترمين لإدارة صنعاء القديمة وتوفير الإمكانات والأدوات والمعدات اللازمة التي تتناسب مع وضع مدينة صنعاء القديمة
وهناك جانب مهم يتمثل في الوعي المجتمعي وهذا مسئولية الجميع من الدولة والحكومة والاعلام بكافة الوسائل والاساليب والخطباء والمرشدين والمدارس ومنظمات المجتمع المدني ..
قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز.. كلام صحيح وفي محله فإهمال صنعاء القديمة ليس مجرد مشكلة محلية بل هو خسارة للبشرية جمعاء فهذه المدينة التي أدرجتها منظمة اليونسكو على قائمة التراث العالمي تواجه اليوم تحديات وجودية تتطلب تضافر الجهود لإنقاذها
ومن الضروري أن تتحمل الجهات المسؤولة والمجتمع المحلي مسؤولية مشتركة تجاه هذه المدينة التاريخية ..
قلت له يا صديقي العزيز.. صحيح ويجب وضع خطة شاملة لإعادة تأهيل البنية التحتية وتفعيل نظام فعال لجمع القمامة والتخلص منها وتنظيم حملات توعية مجتمعية بأهمية الحفاظ على نظافة المدينة وبيوتها وشوارعها لأنها إرث عالمي يستحق كل العناية والتقدير ولو أن هذه الجوهرة في بلد آخر لكان لها وضع آخر لكنها عند من لا يقدرها وكما يقال " جوهرة في يد فحام " ..
اتفقت انا وصديقي الصحفي والإعلامي المتميز ان الوضع في مدينة صنعاء القديمة صعب جدا ووصل إلى مرحلة تستوجب تدخل عاجل لإنقاذها وإعادة الاعتبار لها لان ذلك ليس مجرد واجب تجاه الماضي بل هو استثمار في مستقبل يعتز بتراثه ويصونه للأجيال القادمة..
فهل وصلت الرسالة ؟ وهل من مجيب ؟
وهل سنجد تجاوبا من قبل الدولة والحكومة وامانة العاصمة والمواطنين أنفسهم ام أن الأمر سيبقى كما هو وتظل صنعاء القديمة هذه الجوهرة التاريخية تعاني من إهمال متزايد وسوء خدمات يكاد يطمس جمالها ويشوّه صورتها الأصيلة ناهيك عن مشكلة انعدام النظافة التي تفاقم الوضع سوءً وتبقى مدينتنا الجملية الرائعة جوهرة في غبار الإهمال ؟؟؟ ...