
استكمالاً لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في شهر رمضان ...وفد سعودي في صنعاء
الرأي الثالث
يبدو أن الحفاظ على التهدئة صار هدفاً مشتركاً وأولوية قصوى للأمم المتحدة وأطراف الصراع، كونها المكسب «اليتيم» من كلّ الجهود الديبلوماسية التي بُذلت على مدى السنوات الماضية.
ولذا، عاد الوفد العماني إلى صنعاء حاملاً مقترحات أممية وإقليمية وأمريكية تربط تنفيذ بنود الملف الإنساني بالموافقة على تمديد الهدنة لستة أشهر جديدة قابلة للتمديد، مع ضمان قيام الأمم المتحدة بعقد مفاوضات بشأن عدد من الملفات الخلافية، وعلى رأسها الرواتب والأسرى والطرقات.
ومن بين ما جرى اقتراحه، بحسب المعلومات، رفع معدّل الرحلات التجارية الجوية من مطار صنعاء، وفتح وجهات جديدة إلى القاهرة وعواصم أخرى، مع بقاء «التسهيلات» المقدَّمة لميناء الحديدة، في مقابل استمرار ربط صرف المرتبات بموافقة الحوثيين على المشاركة في حوار يمني - يمني.
وفي السياق قالت مصادر مطلعة انه أستكمالاً لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في نهاية شهر رمضان بشكل فوري وعاجل، توصل الوفد العًماني لمسودة إعلان إتفاق مع حركة الحوثي..
حيث من المقرر أن يصل وفد سعودي رفيع المستوي، خلال الساعات القادمة إلى العاصمة صنعاء، بعد أن تلقت الرياض صباح اليوم نسخة من مسودة الإتفاق، حيث سيعقد الوفد السعودي اجتماعات مكثفة مع القيادات الحوثية والوسيط العُماني، والمؤشرات تشير أن السعودية تتجه للتوقيع بموافقة أمريكية وبريطانية مع تحفظ بعض الأطراف.
وقالت المصادر إن المشاورات التي أجرها الوفد العُماني في صنعاء انتهت مساء أمس بالتوافق على ثلاثة ملفات إنسانية هامة، تلخصت في الملفات الاقتصادية والإنسانية وتمديد الهدنة.
وقالت المصادر انه تم التوافق على الية صرف المرتبات وإعادة فتح مطار صنعاء والحديدة بشكل كامل أمام حركة الملاحة الدولية وابرام هدنة في الجبهات طويلة الأمد.
إلى ذلك كشفت مصادر مطلعة في صنعاء، إن عودة الوفد العُماني إلى صنعاء جاء بطلب من زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، والذي طرح عدة بنود، على الوفد العُماني للتفاوض، لم يتم الإعلان عنها.
وأضافت المصادر أن الحوثيين تراجعوا جزئياً عن شروطهم بشأن تسليم رواتب الموظفين المدنيين والعسكرين، والتي تشمل تشكيل لجنة من كل الأطراف للإشراف على تسليم الرواتب.
مصادر اخرى قالت إن جماعة الحوثي: تريد الخروج بحل ينهي أزمة الرواتب العالقة مع استمرار الضغوط من المعلمين والموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتها.
وأشارت إلى أن ملفات أخرى سيجري مناقشتها لاحقاً كـــــــ"توحيد العملة الوطنية وإيجاد حلول لها، ورفع الحظر المفروض عن تصدير النفط والغاز، وفتح وجهات جديدة من مطار صنعاء الدولي مع زيادة عدد الرحلات، وفتح الطرقات، وإنهاء ملف الأسري".
ولم تشر المصادر إلى "طريق تعز - الحوبان" لكنها أكدت أن هناك حديث حول فتح الطرقات نحو مأرب والجوف وبعض المناطق الأخرى.
وبحسب المصادر فان الأمم المتحدة والمبعوث الدولي سيتولى لاحقا الترتيب لإعلان هذه التوافقات بشكل رسمي.
وجاء طلب الحوثي من العمانيين، بالتزامن مع وصول الاحتقان الشعبي، إلى ذروته، ودخول قطاع التعليم الحكومي في إضراب للأسبوع الثالث على التوالي، احتجاجاً على قطع الحوثيين لرواتب المعلمين منذ أكثر من سبع سنوات.
وعلى الرغم من نفي جماعة الحوثي بأنها من طلبت عودة الوفد العماني، في وقت سابق، إلا أن قيادات من الجماعة اعترفت أمس الجمعة بأن وصول وفد سلطنة عُمان إلى صنعاء جاء "في سياق التفاعل مع خطاب الحوثي".
بدوره، دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، خلال إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن، «كل الأطراف إلى الامتناع عن الخطاب التصعيدي»، محذّراً من تبعات التهديدات العلنية، ومشدّداً على ضرورة التوصّل إلى اتفاق سياسي، وانتزاع التزامات فعلية بالمضيّ نحو استئناف عملية سياسية يمنية شاملة.
ووصل الوفد العماني، إلى العاصمة صنعاء، الخميس، في زيارة هي السادسة خلال عام وثمانية أشهر، لبحث استئناف المفاوضات، المتعثرة منذ مارس الماضي..
تأتي الزيارة العُمانية ضمن حراك دبلوماسي نشط، تشهده اليمن ومنطقة الخليج هذه الأيام..