
لماذا وصف ترامب زيارته للمنطقة العربية بالتأريخية ؟
لماذا وصف ترامب زيارته للمنطقة العربية بالتاريخية ؟ ولماذا لم تشمل جولته لبعض دولها الدولة المصرية بالتحديد ؟
تعرفوا لماذا يصرح الرئيس الامريكي ترامب وهو يشعر بالتفاخر والنشوة وبزهو وهو يقول لوسائل الإعلام ان زيارته للسعودية والامارات وقطر (المنطقة العربية) ويصفها بالزيارة التاريخية ؟
لأن ترامب يعلم ان دول المنطقة العربية هي المنطقة التي يعتقد انها لازالت هشة وضعيفة دون بقية المناطق في العالم، وانها المنطقة التي يعتقد انه يستطيع تغير الخارطة السياسية والجغرافية لها وتغير ديمغرافيتها السكانية ، وانها المنطقة التي لازالت صالحة ليحقق بها كل رغباته ومكاسبه وهو مرتاح وبدون ان تعترضه اي صعوبات جوهرية وقوية ، بعكس بقية مناطق العالم في مختلف قارات العالم .
ارض العرب هي المنطقة التي ينظر اليها تراب على انه يستطيع ان يعود منها وقد حقق تريليونات الدولارات لخزينة دولته بفرض مايريد على دولها ، لأنه يعتبر ان هذه الاموال وهذه الثروات التي يملكونها حكام العرب وشعوبهم ليس عليهم إمتلاكها وليس ولا يجب ان تكون لهم وحدهم ، ولا يستحقونها .
ارض العرب هي الارض الوحيدة المتبقية التي ينظر لها ترامب وجيشة وحليفته إسرائيل على انها الارضالتي من الممكن ان يتوسعوا بها جغرافيا وان يسيطروا على مناطقها الاستراتيجية عبر( الضم ) او (القواعد العسكرية ) بعكس بقية مناطق العالم الاخرى .
ارض العرب هي الارض والمنطقة الوحيد من مناطق العالم التي لازال يعتقد ترامب انه بالامكان ان يتحكم بثرواتها وخيراتها بشكل كامل وشامل لصالح إقتصاد بلاده وبكل سهولة وبدون ان تعترضه اي خسائر .
ان ارض العرب بالنسبة لترامب هي ارض لازال من الممكن ان يتنتزع ملكيتها من شعوبها ودولها وكأن العرب من وجهة نظرة ولسان حاله يقول ليس من حقم القانوني او الطبيعي الدفاع عنها وان هذه الارض كبيرة عليهم ان تكون كلها ملكهم لوحدهم ، وبالتالي يتعامل مع حكامها على هذا الاساس .
لا حظوا :
كيف إتخذ قرار بطرف عين لنقل المهاجرين من امريكا الى ليبيا وبدون ان يستجدي او يتعب او يترجى من السلطات الليبية إستقبالهم او يتوقع ان تعترض على قراره ، كما يفعل مع بقية الدول الاخرى في بقية مناطق العالم ولا يستطيع ذلك ويتعثر ويواجه صعوبة كبيرة .
لإنه اساسا هو يعتبر ان حكام ليبيا وشعب ليبيا هولاء (العرب القلة) لا يستحقون ان يملكون كل هذه الارض الكبيرة وكل ماعليها من ثروات ، و يعتقد انه بالإمكان إنتزاع قطعة كبيرة منها وتحويلها الى ارض لتوطين المهاجرين الذي يبعدهم من دولته إمريكا ، و طبعا في المستقبل تتحول الى دويلة خاص بهم .
هذا مثال بسيط للتفكير الترامبي ونظرته للعرب كما تدل تصريحاته وافعاله وافعال إدارته على ارض الواقع ، ناهيك عن تصريحاته عن تهجير الفلسطينيين من ارضهم قالها بكل خفه ، كماانه من قبل و بشخطة قلم وبدون ان يتعب نفسه بالتفكير منح الجولان السوري المحتل لإسرائيل وبكل سهولة ، بل ان ترامب صرح اكثر من مرة عن انه مستغرب( أن إسرائيل على الخريطة صغير) ، وكأن الارض العربية ليس لها ملاك حقيقين او انه لازال من الممكن إنتزاع ملكيتها من ساكنيها وانها مستباحه ومهدورة له ولإسرائيل بعكس بقية مناطق وشعوب العالم ، هذه هي النظرة الترامبية التي ينظر بها ترامب لنا نحن العرب ، ويشعر انه يستطيع تمرير وتحقيق ما يريد فيها بعكس الصعوبات التي تواجه في بفية مناطق العالم .
الخلاصة :
عندما قال ترامب ان زيارته للمنطقة العربية تعتبر زيارة تاريخية كان متيقنا من ذلك ، لأنه يستطيع في هذه المنطقة العربية ودولها ان يحقق كل المكاسب الاقتصادية والسياسية والعسكرية وكل ما يريد او يرغب ويفعله ليسجله التاريخ له بهذه الزيارة .
*** فقط باقي دولة واحدة بالمنطقة العربية التي لازالت تنغص عليه حياته ويشعر انه لازال مقيدا بوجودها ليفعل اكثر أكثر ما يفعله في هذه المنطقة لو انها غير موجودة وهي الدولة المصرية .
ولذلك الرئيس الامريكي ترامب لن يزورها في( جولته التاريخية ) للمنطقة حسب وصفه .
(وإلى الله ترجع عاقبة ألامور )
* بقلم: أ. صلاح القرشي - كاتب وباحث بمني