
الشيخ مجاهد حيدر في كتاب "حكاية عداوة" (The Tale of a Feud)
الرأي الثالث - خاص
أعلن حديثاً عن صدور كتاب جديد بعنوان "حكاية عداوة" (The Tale of a Feud) من تأليف الاكاديمية في جامعة فيينا بالنمسا، الدكتورة ماريكابرندت .
يتناول الكتاب، قصة حياة مشوقة مليئة بالقدر والإثارة السياسية والدراما، قصة شيخ بقيى في معارضة مستمرة ومريرة للنظام السياسي الحاكم، منذ محن أواخر السبعينيات وحتى بداية حروب صعدة عام 2004م.
ويسرد هذا الكتاب حياة وأوقات الزعيم القبلي مجاهد حيدر، سليل سلالة محلية بارزة، ووكلائه في الصراعات السياسية في المرتفعات اليمنية من السبعينيات إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
عندما تقتل النخب السياسية في نظام صالح والده وإخوته الأكبر، يضطر إلى الانتقام وقيادة قبيلته خلال تقلبات دراماتيكية تبلغ ذروتها في كارثة حروب الحوثيين.
حياة الشيخ مجاهد حيدر هي قصة صراع مستمر، وبطولة، ومقاومة، والتزام بالدفاع عن الشرف، والخسارة، والنفي. تقدم سيرته الذاتية رؤى دقيقة ومبتكرة حول كيفية تأثير السياسات القبلية في اليمن على مجال الدولة وغالباً ما تتشابك معها - بحيث لا يمكن فهم أي منهما بشكل مستقل عن الآخر.
الكتاب أبحر في العمق التاريخي للقبيلة اليمنية، والعواطف المظلمة، ومأساة قضية ثأر، كسبب ومحرك لتفاعلات الشيخ مجاهد مع النظام الحاكم، والتي لم تقرر وجهته أو تتحدد طبيعته بإرادة الشيخ القبلي فحسب، بل أسهمت عوامل عدة في صياغته، بعضها يتعلق بالظلم والاغتيالات واحتجاز الرهائن والتلاعب البشري، وآثار السياسة المدمرة التي أنتهجها علي صالح في "فرق تسد" تجاه القبائل، هذا فضلًا عن الصورة النمطية للقبيلة، والظروف البئية للمجتمع اليمني.
الكتاب رصد "عبر فترة أمتدت على مدى 10 سنوات من الاستماع والبحث" الواقع القبلي اليمني في كل ساحاته وظروفه وتحدياته وأولوياته، ومخرجات كل منها، باعتبارها علامات تدل على المآل الذي أتجه نحوه الواقع السياسي في اليمن، أخذاً بالاعتبار الجوانب السياسية التي تظهر في حياة الشيخ بن حيدر، وتجربته لهذه المرحلة التاريخية المهمة، المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتأريخ السياسي لعصره، والمظالم والقلق والصراعات وآمال عصره بدرجة ملحوظة.
من جانبها، قالت الدكتورة ماريكابرندت، الباحثة في جامعة جامعة فيينا بالنمسا، والمهتمة بالدراسات الشرقية، واليمنية منها على وجه الخصوص، أن قصة حياة الشيخ مجاهد بن أحمد بن قايد بن حيدر شيخ سفيان بكيل، ونضاله ضد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح والشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ، منذ محن أواخر السبعينيات وحتى بداية حروب صعدة عام 2004م، يحكي قصة حياة مشوقة مليئة بالقدر والدراما المظلمة.
مضيقة، كتبت هذا الكتاب لأنني أعتبرت قصة حياة الشيخ مجاهد مقنعة، ومثيرة للاهتمام... إنها ليست القصة الشائعة العادية لدمج شيخ قبلي في النظام السياسي لعلي صالح، بل قصة شيخ بقيى في معارضة مستمرة و مريرة للنظام الحاكم السابق.
كنت مفتونًا بالجوانب السياسية التي تظهر في حياة الشيخ مجاهد،. قصة حياته مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتاريخ السياسي لعصره، وتتضمن المظالم والقلق والصراعات وآمال عصره بدرجة ملحوظة.
وحول تسمىة الكتاب (حكاية عداوة)؟ قالت الباحثة: الكتاب يغمر القارئ في العمق التاريخي والعواطف المظلمة، ومأساة قضية ثأر كسبب ومحرك لتفاعلات الشيخ مجاهد مع النظام السابق.
وبحسب الباحثة، فأن الكتاب يبين كيف يتسلل السياسات القبلية إلى مجال السياسة للنظام اليمني الشمالي والعكس صحيح، حيث لا يمكن فهم أي منهما بشكل مستقل، حيث تقوم شهادة الشيخ مجاهد بتفكيك الصورة النمطية المستمرة لقبائل المرتفعات، على أنها قوة محافظة وإسلامية متطرفة.
بدلاً من ذلك، تبرز الشهادة حقيقة أن العديد من القبائل الشمالية وخاصة قبيلة بكيل، كانت تمتلك نشاطًا يساريًا نشطًا، وكانت تتحالف مع الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي، وجنوب اليمن.
ووفق الباحثة، نتوصل أيضًا من خلال الكتاب إلى فهم أفضل للآثار المدمرة لسياسة علي صالح في "فرق تسد" تجاه القبائل، وذلك من خلال التركيز على الاغتيالات واحتجاز الرهائن والتلاعب البشري.
وأضافت الباحثة، لقد كتبت الكتاب عبر فترة تمتد على مدى 10 سنوات من الاستماع والبحث. كان هدفي هو فهم كيف عاش الشيخ مجاهد نفسه وتجربته لهذه المرحلة التاريخية المهمة في اليمن.
مؤكدة أن البحث والكتاب يهدف هذا على الوصول إلى إطارات وآراء أصيلة ومحلية وقبلية ويمنية، وإن قصة حياة الشيخ مجاهد مشوقة ومثيرة للاهتمام، وأجزاء من قصته تشبه قصص الإثارة السياسية.
وأختمتت الباحثة ، هل الكتاب جيد؟ بالتأكيد ..! تقدير المراجعين له بأنه "رائع" و "استثنائي" يعكس جودة وقيمة المحتوى.أنا شخصياً أحببت هذا البحث ، انه الكتاب الذي كنت أرغب دائمًا في كتابته.
الباحثة، أهدت هذا الكتاب الى محبي اليمن ولكل من يرغب في أن يصبح كذلك!.
الكتاب متوفر على الرابط :
https://brill.com/display/title/64934