• الرئيسية
  • من نحن
  • الإفتتاحية
  • اتصل بنا
  • English
إذهب إلى...
    الرأي الثالث الرأي الثالث
    • أحدث الأخبار
    • أخبار خاصة
    • قضية ساخنة
    • حوارات
    • كتابات وآراء
      • فؤاد المنتصر
      • أمة الله الحجي
      • حنان حسين
      • محمد عايش
      • صبحي غندور
      • سمر أمين
      • عبدالعزيز العقاب
      • اسكندر شاهر
      • كمال عوض
      • عبدالوهاب طواف
      • سامية الأغبري
      • حسين الوادعي
      • شيرين مكاوي
      • د. مـروان الغفوري
      • ديمة ناصيف
      • الدكتور زارا صالح
      • خالد الرويشان
      • محمد المسوري
      • د. عادل الشجاع
      • بشير عثمان
      • فتحي بن لزرق
      • الدكتور فيصل الحذيفي
      • علي البخيتي
      • محمد عياش
      • سامي كليب
      • هند الإرياني
      • عبدالإله المنحمي
      • نهى سعيد
      • محمود ياسين
      • حسن عبدالوارث
      • فتحي أبو النصر
      • محمد جميح
      • أ.د. أيوب الحمادي
      • أمل علي
      • منى صفوان
      • ياسر العواضي
      • د. أروى أحمد الخطابي
      • د. أبوبكر القربي
      • ضياء دماج
      • نبيل الصوفي
      • أحمد عبدالرحمن
      • محمد سعيد الشرعبي
      • فكري قاسم
      • د. منذر محمد  طارش 
      • Maria Zakharova
      • د. باسل باوزير
      • عادل الحداد
      • خليل القاهري
      • د. محمد الظاهري
      • أمين الوائلي
      • سارة البعداني
      • سمير الصلاحي
      • محمد النعيمي
      • د محمد جميح
      • حسن عبدالله الكامل
      • نائف حسان
      • عبدالخالق النقيب
      • معن بشّور
      • جهاد البطاينة
      • د.عامر السبايلة
      • محمد محمد المقالح
      • الدكتور إبراهيم الكبسي
      • أحمد سيف حاشد
      • القاضي عبدالوهاب قطران
      • حسين العجي العواضي
      • نايف القانص
      • همدان العلي
      • مجاهد حيدر
      • حسن الوريث
      • د.علي أحمد الديلمي
      • علي بن مسعود المعشني
      • خميس بن عبيد القطيطي
      • د.سناء أبو شرار
      • بشرى المقطري
      • م.باسل قس نصرالله
      • صالح هبرة
      • عبدالرحمن العابد
      • د. عدنان منصور
      • د. خالد العبود
    • صحف عربية وعالمية
    • تقارير عربية ودولية
      • تقارير عربية
      • تقارير دولية
    • أدب وثقافة
    • إقتصاد
    • فن
    • رياضة
    • المزيد
      • وسائل التواصل الإجتماعي
      • إستطلاع الرأي
      • أخبار المجتمع
      • علوم وتكنولوجيا
      • تلفزيون
      • من هنا وهناك
      • فيديو
    إذهب إلى...

      شريط إخباري

      • سيناريوهات قاتمة مع عودة التصعيد العسكري.. السودان إلى أين؟
      • إطلاق جبايات حوثية بذريعة إعادة تشغيل مطار صنعاء
      • الرئيس اللبناني يزور الكويت غداً في أول زيارة رسمية منذ توليه الرئاسة
      • احتجاج نسوي واسع يطالب بإنهاء التدهور الخدمي والمعيشي في عدن
      • اتفاق هندي باكستاني لوقف النار بوساطة أمريكية سعودية
      • المهاجرون الأفارقة.. الفرار إلى جحيم اليمن والصراع يضاعف معاناتهم
      • الرئيس السوري يلتقي العاهل البحريني في المنامة
      • دبلوماسية سعودية نشطة.. هل تنجح بوقف الحرب بين الهند وباكستان؟
      • قوّات الاحتلال تتوغّل في ريف القنيطرة وتخطف مواطنَيْن سوريين
      • لا تطورات جدية بين الإدارة الأميركية ودمشق

      أدب وثقافة

      أدونيس: نحو صورة جديدة للمسلمين وللإسلام (بيان لا يُلزِمُ أحداً غيري)

      أدونيس: نحو صورة جديدة للمسلمين وللإسلام (بيان لا يُلزِمُ أحداً غيري)

      04 ديسمبر, 2023

       ما زال أدونيس (1930) يُشعل الحرائق في مواقفه كما في أعماله في الشعر والنقد والفلسفة والتفكير ومقارعة الموروث والمؤسّسة الدينية و«تجّار الأديان الذين وضعوا الإسلام جانباً منذ 1400 سنة، وحوّلوه أيديولوجيا تخدم صراعاتهم من أجل السلطة» على حدّ تعبيره. أحد آباء «مشروع الحداثة» في بيروت، يتوقّف في هذا النصّ عند الواقع الإسلامي اليوم والقوى الاستعمارية التي كشفت عن وجهها العاري في العدوان الصهيوني على غزة
      _1_
      صار واضحاً لكلّ مَن يريد أن يرى بعينه أو بعقله، أو بهما معاً، أنّ صورةَ الإسلام في العالم الحديث، بخاصَّةٍ منذ 11 أيلول 2001 قد تَغيّرت كلّيّاً، نحو الأكثر سوءاً، لا في عين العالم غير المُسلِم وحده، وإنّما كذلك في عين العالم المُسلمِ نفسِه ــ لكن على نَحْوٍ أكثرَ تَفاوُتاً وانشقاقاً.
      صارت هذه الصّورة في القرن الحادي والعشرين تَشويهاً لِما كانت عليه في القرون الأمويّة والعبّاسية والأندلسية: تُخجِلُ حيناً، وتُحَيِّرُ حيناً، وتُقلِقُ أحياناً كثيرة. وها هي اليوم تنفصِلُ كلّيّاً عن السّياق الإسلاميّ الأساس في التّحَوُّلَين الكبيرَين اللّذَين أسَّس لهما، بعد وفاة النّبيّ، وقادَهما عمر بنُ الخَطّاب، على صعيد السّلطة والسّياسة، وعليّ بن أبي طالب، على صعيد العدالة والرّؤيا «الرّوحيّة» ــ الثّقافيّة ــ الإنسانيّة.


      أدونيس: الإنسان، بوَصفِهِ إنساناً، وبوصفه صورة الخالِق، هو القضِيّةُ الأولى. والقضايا كلُّها، مهما علا شأنُها، خُلِقَت من أجله

      كان التّحَوُّل العُمَريّ تجسيداً لفهمٍ عَمَليٍّ إستراتيجيّ لمعنى السّلطة ولِما يكون عليه وضْعُ المسلمين العرَب بعد وفاة النَّبيّ الذي ترك قبائلَهم المُتَفَرِّقة، اجتماعيّاً، تحت مظلّة الوحدة الدّينيّة. وكان التّحَوُّلُ الذي قادهُ عليّ بن أبي طالب ينهض على رؤيةٍ للإنسان تعطي الأوّليّةَ للخُلُقِ الكريم الفعّال، وللعمل الإنسانيّ الخلّاق، وللفكر المُبْدِع الذي يرى ويستشرف ويبني الإنسانَ وعالمَه في اتّجاه العدالةِ، والرّحمة، والحقّ.
      ثقافة السّلطة والإدارة والعدالة قادَها الأوّل، وثقافة الحرّيّة والحقّ والنُّبْل، قادَها الثاني ــ في وحدة مُضْمَرة، لم يُتَحْ لها أن تظهرَ إلى العَلَن إلا نادراً وفرْدِيّاً، وتلك لحظةٌ أتاحَت للخليفة عمر أن يقول كلمتَه العالية المُضيئة في قضيّة حياةٍ أو موت تتعلّق بامرأةٍ اتُّهِمَت خطأً أو زوراً، وبَرَّأها عليٌّ بعد أن كان عمر موشِكاً أن يُدينَها وهي الكلمة التّالية: «لولا عليٌّ لَهَلَكَ عُمَر». ويمكن أن نترجمها سياسيّاً: «لولا العدالة لهلَكَت السّلطة».
      _2_

      اليوم صار المُسلِمون يفكِّرون ويعملون خارجَ هذا الأفق الإنسانيّ النّموذجيّ. صاروا فِرَقاً: لكلّ فرقةٍ مَرجِعٌ، ولكلّ مرجِعٍ مرجِعٌ. وخَبا ضَوءُ التّحَوُّل الثّقافيِّ العُمَريّ، وتلاشى ضوءُ التّحَوُّلِ الذي أسّس له صديقُه ورفيقُه عليّ بن أبي طالب. صار المسلمون جيوشاً وسلطات: لكلّ جيشٍ جيشٌ آخَر، داخِلاً وخارِجاً، ولكلّ سلطةٍ سلطةٌ أخرى، داخِلاً وخارِجاً.
      صار «جمهورُهم» أشلاء، وأنقاضاً، وأدواتٍ وتابعين.
      وها هو إسلامُ هذا الجمهور يبدو اليوم، في الممارسة وفي النّظَر، أنّهُ عالَمٌ ليس فيه من الإسلام إلّا الاسم والشّكل، وليس فيه من سياسة النّبيّ أو عمر أو عليّ وفكرِهم إلّا الاسم والشّكل أيضاً. وها هو يصل إلى مكانٍ من تاريخِهِ لم يَعُدْ فيه أيُّ مكانٍ للعدالة والحقّ، والحرّيّة، والمحبّة، ويعني ذلك أنّ الإنسانَ نفسه يبدو كأنّما لم يعُدْ له مكانٌ إلّا بالاسم والشّكل، بالرّقم والعَدَد.
      وهذا يعني أنّ الإسلامَ الحديث، ابتعَدَ كلّيّاً عن المَآثِرِ العظيمة التي حَقَّقَها هذان التّحَوُّلان الكبيران، كلٌّ في ميدانِه. يعني أيضاً أنّ القطيعةَ مع المُنجَزات الإبداعيّة التي صَنَعَت تاريخَه ـــ في الشعر، والفلسفة، والتّصَوُّف، وفي الفنون والعلوم قد اكتملت، وها هو يعيش في تَحَوُّلٍ ثالثٍ يكاد أن يصيرَ فيه مُجَرَّدَ سلطةٍ، ومجرّد ثكنةٍ، ومجرَّدَ جهادٍ للحماية والدفاع و «الهجوم» ــ أفراداً وجماعاتٍ، وِفقاً لمصالح السّلطة في علاقاتها مع الغرب المُستَعمِر، بخاصّةٍ الغرب الأميركيّ.
      وعلينا هنا ألّا نملَّ أبداً من التّذكير بالواقِع الأسود، على جميع المستويات، الواقع الذي يعيشه المسلمون في مُعظَمِهم والذي يتمثّل في أنّ القائدَ الأوّلَ لهذا الواقع الأسود هو الإسلام المُتَعَثْمِن في عباءة الإخوان المُسلِمين. وعلى المسلمين جميعاً أن يتذَكَّروا، على الأقلّ، أنّ الخلافةَ في صورتها العثمانيّة، دمَّرَت الإسلامَ الحضاريّ ولم تُبْقِ منه إلّا الهيكل السّلطويّ والسّيف، ودمَّرت العرب على جميع المستويات، على مدى ما يزيد عن أربعة قرون، كما لم يفعل أيّ أجنبيٍّ أو أيُّ مُستعمِر.
      _3_

      أدّى هذا كلُّه إلى ممارسة سياسةٍ، داخليّة وخارجيّة، أدّت بدورها إلى الظّواهر الخطيرة التّالية:
      أوّلاً ــ إبقاءُ الجمهور الإسلاميّ في جهلٍ كاملٍ، معرفِيّاً بشكل عامّ، ودينيّاً بشكل خاصّ. والحقّ أنّ هذا «الجمهور» لا يعرف أن يقرأ حتّى نصوصه الدّينيّة التي يُقَدِّسها، فكيف يقدر إذاً أن يتأمّل فيها أو أن يفهمها؟
      ثانِياً ــ إبقاء المرأة كما هي في عبوديّتها وقيودها وغيابها شبهِ الكامل عن حركيّة المجتمع، وهو غيابٌ يطمس نصفَ طاقاتِ المجتمع، عدا الازدراء المُهين الذي ينطوي عليه.
      هذا الغياب ليس حجاباً للمرأة وحدها، وإنّما هو حجابٌ للرجل نفسه. الحرّ لا يَستعبِد، الحرّ يُحَرِّر.
      الرجل المسلمُ العربيّ هو، في ما يتعلّق بوضع المرأة، العبدُ الحقيقيّ.
      ثالثاً ــ الاستمرار في إبقاء هذا الجمهور الإسلاميّ العربيّ سجينَ الثقافة القديمة، ثقافةِ القرونِ الوسطى، ثقافةِ الفقْهِ والشرع، كما رأتْها ثقافةُ القبيلة والثّـأر، ثقافةُ التكفير والكراهية، في إقصاءٍ كاملٍ لثقافةِ الإنسان، حقوقاً وواجبات، وحرّيّات. وهكذا لم يقدر المسلمون العرب، على مدى أكثر من أربعة عشر قرناً، أن يؤسِّسوا دولةً واحدة بالمعنى الحديث، دولة مُواطَنةٍ يتساوى فيها الجميع. وهكذا لا تزال البلدان العربية ممالكَ وإماراتٍ وسلطاتٍ تقوم على الانتماء القبليّ أو الطّائفيّ أو العشائريّ. وما يُسمّى «المجتمع» ليس إلّا رُكاماً من البشر يتساوون في القيام بالواجبات إزاء السّلطة، ولكنّهم لا يتساوون في الحقوق.
      رابعاً ــ إبقاء السّلطة في ارتباطٍ مباشرٍ باللّاهوت، لكي يستمرّ الطّغيان تحت حجاب الغطاء اللاهوتيّ.

      _4_

      وها هو الإسلام، اليوم، ليس «عِلماً» وليس «فِكراً» وليس «فنّاً»، وليس «شعراً» وليس «فلسفة»، وليس «صناعة» وبالأخصّ، ليس رؤيا للمستقبل البشريّ، إلخ. فلقد حوّلَتْه السّلطة إلى مجرَّد حارسٍ مهمّتُهُ السّهَرُ على بابها وحمايتها والدّعاءُ لها.
      لم أعُدْ أذكرُ اسمَ ذلك المتصوِّف الذي قال: «إذا رأيتَ عالِماً يلوذُ ببابِ سلطان، فاعلمْ أنّه لصّ». وإذا نظرنا إلى هذه الكلمة بعين الحاضر، وأصغَيْنا فإنّنا نسمع فيها ما يشبه تحويراً لعبارة ماركس: «يا عُمّالَ العالم اتَّحِدوا»!
      بما أنّ الإسلام، في يقين المُسلم، هو الكلمة الأخيرة التي قالَها الله للإنسان، ونقَلَها نبيُّهُ الأخير الذي لا نبيَّ بعده، فإنّ علاقة المسلم بالعالم تقوم عمليّاً على هذا المبدَأ الإلهيّ: ليس الإسلامُ هو ما يجب أن يتغيّر لكي يتشبَّه بالعالم، وإنّما العالم هو ما يجب أن يتغيّر لكي يتشبّه بالإسلام. وهو مبدأ يفسِّر امتناعَ المسلمين، أو عجزَهم [الإلهيّ] عن إقامة دولةٍ بالمعنى الإنسانيّ، على مدى أكثر من أربعة عشر قرناً كما أشرنا، يُنظَرُ فيها إلى الإنسان بوصفه إنساناً، مواطِناً، بواجبات واحدة، وحقوقٍ واحدة، ويفسِّر كيف صارت جميع الأنظمة العربيّة الإسلاميّة، من دون استثناء، أدواتٍ في أيدي العالم، وخَدَماً في قصور السياسة الأجنبية.
      وهكذا نفهم كيف أنّ المسلمين العرب الذين جسّدوا ظاهرةً اجتماعيّة ثقافيّةً لا مثيلَ لها في التاريخ: يزدادون تخلُّفاً طرداً مع تقدُّم العالم. الإسلام العربيّ في العصر الأمويّ وفي العصر العبّاسيّ أكثر وعياً ومعرفةً وانفتاحاً على العالم، منه في العصر الذرّيّ، وعصر الغزو الفضائيّ، في القرنين العشرين والحادي والعشرين.

      _5_

      استمرار المسلمين في هذا التّخلُّف - «التّقدُّم!»، يعني استمرار الحياة الإسلامية في جمودها. وأبسط ما يُقال في هذا الصّدَد هو إنّنا لا نجد فكراً دينيّاً إسلاميّاً «حديثاً»، كما نقول: «هناك فكرٌ دينيٌّ يهوديٌّ حديث، وفكرٌ مسيحيٌّ دينيٌّ حديث».
      لا أشكّ في أنّ «المجاهدين» باسم الإسلام، أولئك الذين حقّقوا «الربيع الغربيّ» الذي سُمِّيَ «الرّبيع العربيّ»، «قادةَ» القرن الحادي والعشرين و«علماءَه» يقدّمون الدّليل الدّامِغ على أنّ انهيار المسلمين كامِنٌ فيهم وفي «العقل الإسلاميّ السّائد» ذاته، وعلى جميع الصُّعُد. ولم يَعُدْ ممكناً أن يحجبه أيُّ خطاب. إنّه تحت الوسادة، وعلى المائدة. ولم يعُدْ يتربَّص على العتبة. ولم يعُدْ، لدى هذا الإسلام المُتَعَثْمِن، أو المُتَأمْرِك، إلّا «ثقافة الإبادة»: كمثل النّظام الأميركيّ، وثقافة التّبَعيّة الغربية الأميركيّة.
      _6_

      لا تكون المقاومة المادّيّة، بمختلِف أشكالها، فعّالةً وخلاقةً إلّا إذا كانت المقاومةُ المعنويّة والفكريّة والأخلاقيّة فعّالةً وخلّاقةً، وفي مختلف أشكالها وأبعادها، في مَعْزِلٍ كاملٍ عن المَذهبيّة الدينيّة، في مختلف أشكالها وأبعادها.
      إذاً، ما يكون، إسلاميّاً، الخطاب الفلسطينيّ اليوم؟ دفاعاً، ورؤيةً، ومشروعاً؟
      وها هو الشعب الفلسطينيّ يموت كلَّ يوم، بطرقٍ صريحةٍ وماكرة، إقليميّة ودوليّة، لم يُواجِهْ ما يشبهها أيُّ شعبٍ في التّاريخ.

      في هذا السِّياق، أكرِّرُ أسئلتي للأنظمة الإسلاميّة ــ العربيّة، الأسئلة التي طرَحْتُها كثيراً بأشكالٍ مختلفة وفي مناسباتٍ متنوِّعة:
      لماذا لا تكونين صادقةً، في ما يتعلَّق بقضايا المَصير الإسلاميّ ــ العربيّ، على جميع الصُّعُد، وفي طليعتها القضيّة الفلسطينيّة؟ لماذا يُواصِلُ بعضُكِ المشاركة بطريقةٍ أو بأخرى في تدمير الشّعب الفلسطينيّ؟ تُمَدُّ له يدٌ، وتُمَدُّ الأخرى إلى مَن يدمِّرونه في الوقت نفسه. أتَرَيْنَ هذا جديراً بالتّاريخ الذي تنتَمين إليه؟ أتَرَيْنَه لائقاً بالإنسان بوصفه إنساناً؟ ولماذا هذا الارتباط العضويّ بالنِّظام الأميركيّ؟
      وهذا النِّظام هو الجحيم على هذه الأرض ــ الجنّة؟

      _7_

      الإنسان، بوَصفِهِ إنساناً، وبوصفه صورة الخالِق، هو القضِيّةُ الأولى. والقضايا كلُّها، مهما علا شأنُها، خُلِقَت من أجله.
      لا يُعرَفُ الإنسان بالقضيّة، وإنّما تُعرَفُ القضيّةُ بالإنسان. والأساس، إذاً، هو في تربية الإنسان العظيم، والعمل لمجتمعٍ إنسانيٍّ عظيمٍ وخلاق، يُشارِك في بناء الإنسان، على مستوى الكون، وخلقِ حضارةٍ عظيمة في مستوى العظمة الإنسانيّة.
      _8_

      هُوَ ذا عالمُنا الإسلاميّ ــ العربيّ: لا مكانَ في مدُنِه العواصِم، إلّا لسَديمٍ سياسيٍّ ــ ثقافيٍّ ــ أخلاقيّ يُهَيْمِنُ ويقود. وها هي خرائطُ البشر الذين يعيشون فيه، ويبدون كأنّهم لُهاثٌ في حنجرةِ الوقت.
      إنّها الإبرةُ الضّخمة المُلَقَّحَةُ بسُمِّ الهاوية الأميركيّة تَخيطُ جسمَ الفضاء الإسلاميِّ العربيّ، وهواءَه.
      وآهٍ من دواءٍ هو نفسُه الدّاء.

      _9_

      السّؤال ــ التّحدّي، إسلاميّاً وحضاريّاً، الذي يُوَجِّهُهُ التّاريخ إلى العالم الإسلاميّ العربيّ اليوم هو التّالي:
      هل يمكن للمسلمين اليوم، في مُواجَهَة الغرب السِّياسيّ، أن يُعطوا لإسلامهم صورةً جديدة تليقُ بتاريخه المُضيءِ العظيم، في ضَوء التّجربة التي تعيشها غزّة ــ حياةً ورمزاً ــ غزّة الحاضر، وغزّة المستقبل؟

        مشاركة :
      • طباعة

      مقالات متنوعة

      • أدب وثقافة 09 مايو, 2025

        المجلات الثقافية اليمنية.. منصات في وجه الحرب والنسيان

        المجلات الثقافية اليمنية.. منصات في وجه الحرب والنسيان
        أدب وثقافة 07 مايو, 2025

        عواصم الكتاب.. ما الجدوى وراء اللقب؟

        عواصم الكتاب.. ما الجدوى وراء اللقب؟
        أدب وثقافة 02 مايو, 2025

        المدينة طُعماً.. اصطياد الإنسان في عصر "الكليك بايت"

        المدينة طُعماً.. اصطياد الإنسان في عصر "الكليك بايت"
      • أدب وثقافة 30 ابريل, 2025

        ثقافة أدمتها الحرب ولم تخضع للمنظومات الرسمية

        ثقافة أدمتها الحرب ولم تخضع للمنظومات الرسمية
        أدب وثقافة 28 ابريل, 2025

        الثورة السورية لغز رائع فُسِّر أم لم يفسر

        الثورة السورية لغز رائع فُسِّر أم لم يفسر
        أدب وثقافة 25 ابريل, 2025

        اتحاد الأدباء والكتاب اليمنييّن.. كيانٌ ميّت من يجرؤ أن يكتبَ نعوته؟

        اتحاد الأدباء والكتاب اليمنييّن.. كيانٌ ميّت من يجرؤ أن يكتبَ نعوته؟

      أترك تعليق

      تبقى لديك ( ) حرف

      الإفتتاحية

      • فيديو ترامب …الفضيحة الحوثية!
        فيديو ترامب …الفضيحة الحوثية!
        07 ابريل, 2025

      الأكثر قراءة

      • المعارضة السورية تطوّق دمشق وتدخل مدينة حمص
        المعارضة السورية تطوّق دمشق وتدخل مدينة حمص
        07 ديسمبر, 2024
      • المعارضة السورية تسطر الإنتصارات على أبواب حماة
        المعارضة السورية تسطر الإنتصارات على أبواب حماة
        04 ديسمبر, 2024
      • المعارضة السورية تسيطر على رابع مطار عسكري وتتقدم بريف حماة
        المعارضة السورية تسيطر على رابع مطار عسكري وتتقدم بريف حماة
        03 ديسمبر, 2024
      • فصائل المعارضة السورية تدخل دمشق وتبث «بيان النصر»
        فصائل المعارضة السورية تدخل دمشق وتبث «بيان النصر»
        08 ديسمبر, 2024
      • الوجه الجديد للمملكة العربية السعودية
        الوجه الجديد للمملكة العربية السعودية
        02 يونيو, 2023

      تقارير عربية

      • ثورة النساء في عدن: صوت الحق يعلو في وجه الإهمال
        ثورة النساء في عدن: صوت الحق يعلو في وجه الإهمال
        10 مايو, 2025
      • القول الفصل: نحن واليمن وغزة والحوثي
        القول الفصل: نحن واليمن وغزة والحوثي
        10 مايو, 2025
      • عندما يتحدّث علي سالم البيض...
        عندما يتحدّث علي سالم البيض...
        09 مايو, 2025
      • "أسوأ من الموت بغارة جوية"
        "أسوأ من الموت بغارة جوية"
        09 مايو, 2025
      • لحم اليمن الحي
        لحم اليمن الحي
        09 مايو, 2025

      تقارير دولية

      • دول إقليمية "كبرى" على حساب العرب
        دول إقليمية "كبرى" على حساب العرب
        10 مايو, 2025
      • قراءة محدّثة في رؤية صهيونية لتفتيت العالم العربي
        قراءة محدّثة في رؤية صهيونية لتفتيت العالم العربي
        10 مايو, 2025
      • شرق أوسط جديد في طور التشكّل إسرائيلياً
        شرق أوسط جديد في طور التشكّل إسرائيلياً
        09 مايو, 2025
      • تابوت الهويات
        تابوت الهويات
        09 مايو, 2025
      • إيران لحلفائها... لكم حواركم ولي حواري
        إيران لحلفائها... لكم حواركم ولي حواري
        09 مايو, 2025

      Facebook

      فيديو

      حوارات

      • الزنداني: هجمات البحر الأحمر أضرّت بخريطة الطريق والخيار العسكري ممكن
        12 مارس, 2025
      • الشرع: تجربتي في العراق علمتني ألا أخوض حرباً طائفيةً
        11 فبراير, 2025
      • آلان غريش: نتنياهو يخوض حرب الغرب الجماعي
        18 اكتوبر, 2024
      • الرئيس علي ناصر محمد : الشعب اليمني عصيّ على الطغاة والغزاة عبر التاريخ
        14 يونيو, 2024
      • غروندبرغ: التصعيد في البحر الأحمر أثر على مسار السلام في اليمن
        11 ابريل, 2024
      © 2017 alrai3.com