
تفشي الكوليرا في اليمن: أكثر من 60 ألف إصابة منذ مطلع العام
يواصل مرض الكوليرا تفشّيه في مختلف محافظات اليمن وسط ضعف جهود المكافحة من قبل السلطات الصحية الوطنية،
مع توقع بتسجيل المزيد من الحالات خلال الأشهر المقبلة مع بدء موسم الأمطار، التي من المتوقع أن تؤدي إلى تدهور البنية التحتية لخدمات الصرف الصحي، وإعاقة قدرة عمّال الإغاثة على الوصول إلى المناطق المتضرّرة، ما قد يزيد الوضع سوءاً.
ويسجّل اليمن ثاني أعلى معدل في حالات الإصابة بالكوليرا في إقليم شرق المتوسط بعد أفغانستان، تليهما السودان وباكستان والصومال، بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية في 17 يونيو/ حزيران 2025.
ووفق التقرير ذاته، فإنّ اليمن يُعدّ خامس أكبر دولة في تفشّي مرض الكوليرا على مستوى العالم، بعد كلّ من جنوب السودان وأفغانستان والكونغو الديمقراطية وأنغولا.
وبحسب إحصائية رسمية أعدّتها وزارة الصحة في الحكومة المُعترف بها دوليّاً، فقد بلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة بالكوليرا في المحافظات المحرّرة 9,589 حالة،
بينما بلغ عدد الوفيات نتيجة المرض 54 حالة وفاة، وذلك خلال الفترة الممتدة من 1 يناير/ كانون الثاني حتى 16 أغسطس/ آب 2025.
وفي تقرير مشترك، كشفت مجموعة الصحة ومنظمة الصحة العالمية أن مناطق عدّة تحت سيطرة جماعة الحوثيين سجّلت أكثر من 71 ألف إصابة بالكوليرا والحصبة وحمّى الضنك والسعال الديكي والدفتيريا منذ مطلع العام،
حيث أشار التقرير إلى أنّ حالات الإصابة بمرض الكوليرا بلغت 38,120 حالة، بينها 105 وفيات مرتبطة بالمرض، وسُجّل أعلى عدد منها في محافظات حجة وصنعاء وعمران والحديدة.
وكانت أكثر المديريات تضرّراً بالمرض مدينة حجة، وبني الحارث في ريف صنعاء، ومدينة ذمار، وذلك خلال الفترة من مطلع العام حتى 14 يوليو/ تموز الماضي.
وكشفت منظمة الصحة العالمية عن تفشٍّ واسعٍ لمرض الكوليرا في اليمن، مع تسجيل ما يقارب 61 ألف حالة إصابة وأكثر من 160 حالة وفاة منذ بداية العام الجاري.
وقالت المسؤولة التقنية في المنظمة لشؤون الكوليرا، كاثرين ألبيرتي، خلال مؤتمر صحافي عُقد أمس الجمعة في مقرّ الأمم المتحدة بجنيف، إنّ عدد حالات الإصابة بالكوليرا المُبلغ عنها في اليمن خلال عام 2025، بلغت أكثر من 60,794 حالة، بينها 164 وفاة مرتبطة بالمرض.
وأضافت ألبيرتي أنّ التفشّي الواسع للكوليرا في كلّ من اليمن وجنوب السودان والسودان والكونغو الديمقراطية، "يثير قلقاً بالغاً، ففي كلّ هذه البلدان تغذّي الصراعات والفقر تفشّي المرض".
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، في 15 أغسطس/ آب الحالي، أن تفشّي الكوليرا يزداد في مناطق الصراع، بحسب ما نقلته وكالة أسوشييتد برس.
وقالت ألبيرتي إنه سُجِّل 390 ألف حالة إصابة، بينها 4300 حالة وفاة بالمرض في 31 دولة.
وأوضحت أن الصراعات تفاقم من انتشار الكوليرا في كلّ هذه الدول. ويحصل الأشخاص في مخيمات اللاجئين على ثلاثة لترات من الماء يوميّاً، للشرب والاغتسال والطهي. ويُعتبر الحصول على مياه الشرب النظيفة عاملاً رئيسياً في مكافحة المرض.
وكانت وفيات الكوليرا في اليمن قد بلغت العام الماضي 879 حالة، فضلاً عن أكثر من 260 ألف حالة يُشتبه في إصابتها بالمرض. وتبذل الحكومة المُعترف بها دوليّاً جهوداً لمكافحة الكوليرا،
حيث أطلقت وزارة الصحة اليمنية بالشراكة مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي)، ومنظمة الأمم المتحدة للأطفال "يونيسف"، ومنظمة الصحة العالمية، حملة اللقاحات الفموية ضد الكوليرا في ديسمبر/ كانون الأول 2024، مستهدفة 3.8 ملايين شخص في ستّ محافظات، هي: عدن ولحج وأبين والضالع وتعز ومأرب.
وقال الدكتور عارف الحوشبي، المدير العام للمركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني في وزارة الصحة بالحكومة المُعترف بها دوليّاً، إنّ الوزارة قامت بتشغيل سبعة مراكز عزل وإمدادها بالأدوية والكوادر وكلّ المستلزمات، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية وبتمويل رئيسي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية،
بالإضافة إلى تحريك فرق الاستجابة السريعة عند الإبلاغ عن الاشتباه في أي إصابة بالكوليرا، وكذلك تنفيذ حملات توعية، لافتاً إلى أن "إمكانات الوزارة شحيحة وغير كافية، لأن مرض الكوليرا يُعدّ من الأمراض التي تحتاج إلى جهود جهات وقطاعات متعددة تعمل بالتنسيق فيما بينها، ولا تنحصر فقط بجهود وزارة الصحة".
إلى ذلك، تواصل جماعة الحوثيين منع اللقاحات في مناطق سيطرتها، حيث تصفها بأنّها "مؤامرة صهيو - أميركية" بحسب قولها، وهو ما يفاقم عدد حالات الإصابة بالكوليرا.
كذلك فإنّ الحرب المندلعة في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات قد أدّت إلى تعطيل البنية التحتية للرعاية الصحية، وتدمير منظومة المياه والصرف الصحي، ما جعل أكثر من 17 مليون يمني محرومين مياه الشرب النظيفة، وبالتالي أكثر عرضةً للإصابة بالكوليرا.
فخر العزب
صحافي يمني