«مهرجان البحر الأحمر»... «انقلاب» في جدة؟
أعلن «مهرجان البحر الأحمر» عن تنحّي رئيسه التنفيذي لثلاث دورات متتالية، محمد التركي، من منصبه وتولّي محمد عسيري المهمة بدلاً منه.
خبر أكثر من روتيني لولا أنّه حصل فجأة وفي منتصف طريق الإعداد للدورة الرابعة من الحدث السينمائي السعودي التي ستُقام في شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
وفي معرض تبرير التنحّي، ذكر بيان رسمي أن التركي يفضّل «التفرغ لمشاريعه كمنتج سينمائي»، وأنه سيستمر كمستشار للمهرجان!
توقيت غريب لاختيار التفرّغ للأعمال الخاصة، وهو ما زاد من صحة الأنباء عن وجود أزمة كبيرة تصاعدت حدّتها في الأشهر الأخيرة بعد مشاركة التركي على رأس وفد من لجنة المهرجان في الدورة الأخيرة من «مهرجان كان السينمائي الدولي».
اللافت أيضاً أنّ التغيير اقتصر على منصب الرئيس التنفيذي، فيما احتفظت جمانة الراشد بمنصبها كرئيسة لـ «مؤسسة البحر الأحمر السينمائية».
علماً أنّها تتولّى أيضاً منصب الرئيسة التنفيذية لـ «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام». كذلك، حافظ كلّ من المديرة التنفيذية شيفاني بانديا، ومدير البرامج العربية أنطوان خليفة على منصبَيْهما.
وفي ما يخص محمد العسيري، فلم يتضمن البيان أي معلومات مفصّلة عنه، مكتفياً بالقول إنّه «رئيس تنفيذي مكلّف».
خلفيّة العسيري المهنيّة تساعد أيضاً في فهم دوافع «تنحّي» التركي المفاجئ، وخصوصاً أنّه يأتي من عالم الإدارة والمال وليس الفن السابع.
وعلى خطٍّ موازٍ، يتردّد منذ نهاية العام الماضي أنّ ملاحظات تطال أداء المهرجان ورئيسه التنفيذي المتنحّي في الدورات الثلاث الماضية، ولا سيّما في ما يتعلّق بتجاوز الحد الأقصى للإنفاق بسبب استضافة عدد قياسي من النجوم سنوياً.
كما شملت الانتقادات غياب أي دراسة حقيقية تشرح كيفية جني الإيرادات لتعويض المبالغ التي صُرفت على المهرجان منذ بدايته، إلى درجة تجهيز موقع خاص في مدينة جدة التاريخية لإقامة الدورة الرابعة فيها.
بناءً على كلّ هذا، ستشمل مهمات الرئيس التنفيذي الجديد دراسة ملف الرعاة وحجم النفقات وما يقابلها من إيرادات حتى يستحيل المهرجان مؤسسة قائمة بذاتها مالياً.
هذا فضلاً عن زيادة الاهتمام بالسينما المحلية، عوضاً عن الانحياز الطاغي إلى السينما العالميّة، وهو ما دفع عدداً من السينمائيين السعوديين إلى الشكوى من توقيت عرض أشرطتهم ضمن جدول المواعيد، أو عرضها في ظروف لا تماثل تلك التي تتوافر للأعمال العالمية، بشكل جعل المهرجان منفصلاً عن السينما المحلية وكأنّه حدث سياحي مهمته جذب النجوم إلى جدة، لا دعم الفنّ السابع في المملكة.