استعداد محموم.. منافسة شرسة تنتظر منتخبات "خليجي 26"
إثارة كبيرة ينتظرها الجمهور الخليجي والعربي مع انطلاق منافسات بطولة كأس الخليج العربي الـ 26 في الكويت يوم السبت 21 ديسمبر 2024 وتستمر حتى 3 يناير 2025.
وستُقام بطولة "خليجي 26" ضمن مجموعتين، كل مجموعة تضم 4 منتخبات، في حين يتأهل المتصدر والوصيف إلى نصف النهائي، ثم المباراة النهائية التي ستقام في الثالث من يناير.
وأوقعت نتائج القرعة التي أقيمت في الكويت، السبت 9 نوفمبر، في المجموعة الأولى الكويت (الدولة المضيفة)، وقطر، والإمارات، وسلطنة عمان، أما في المجموعة الثانية فقد حل كل من العراق (حامل اللقب)، والسعودية، والبحرين، واليمن.
استعدادات تنظيمية
وبذلت الكويت، التي تستضيف البطولة للمرة الخامسة في تاريخها، جهوداً كبيرة ضمن استعداداتها لاستضافة بطولة "كأس الخليج 26"، إذ حرصت على تجهيز عدد من الملاعب والمرافق الرئيسية لاستقبال المباريات والجماهير.
ويعد ملعب "جابر الأحمد الدولي" واحداً من الملاعب الرئيسية التي ستحتضن مباريات البطولة، ويتميز بقدرته على استيعاب 60 ألف متفرج، ويعتبر أكبر الملاعب في الكويت.
كما تم اختيار ملعب نادي الصليبيخات كموقع إضافي لاستضافة بعض المباريات والتمارين، وأجريت زيارات تفقدية للتأكد من جاهزية هذه المنشآت وتلبية المعايير المطلوبة.
ووفرت الكويت كذلك خدمات البنية التحتية الحديثة، ووضعت خططاً متكاملة لتسهيل الوصول إلى الملاعب، بجانب تجهيز أماكن مخصصة للجماهير، ومن ذلك مناطق للفعاليات والمرافق العامة بهدف تعزيز تجربة المشجعين داخل وخارج الملاعب.
قطر
وفي يونيو الماضي، أكد عبد الله أحمد الشاهين، رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، أن البطولة ستمثل نقطة انطلاق جديدة للرياضة الكويتية التي تجاوزت كثيراً من الصعاب في الماضي.
وأكد مجلس الوزراء الكويتي في أكتوبر الماضي، أهمية تضافر جهود الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة لضمان إظهار هذه البطولة بصورة تليق بسمعة الكويت ومكانتها.
استعدادات المنتخبات
وتطمح المنتخبات الخليجية لإقصاء المنتخب العراقي حامل لقب النسخة الماضية 25، للمرة الرابعة في تاريخه، بعد فوزه على منتخب سلطنة عُمان بـ3 أهداف مقابل 2.
واعتبر مهدي علي، مدرب المنتخب الإماراتي السابق، في تصريحات تلفزيونية عقب الكشف عن قرعة البطولة أن "المجموعتين الأولى والثانية في كأس الخليج قويتان، ولا توجد أي مجموعة سهلة"، مؤكداً "وجود توازن في القرعة".
لكن تجدر الإشارة إلى أن "خليجي 26" هي النسخة الأولى التي تجمع منتخبات الكويت وقطر والإمارات وعمان في مجموعة واحدة، لتكون المجموعة الأولى هي "الحديدية" والتي يتوقع أن تضم حامل لقب البطولة.
السعودية
ويطمح المنتخب السعودي لإعادة لقب البطولة الخليجية إلى خزائنه التي غاب عنها منذ العام 2003.
وستمنح عودة المدرب الفرنسي الجديد هيرفي رينارد دفعة قوية لنجوم المنتخب السعودي من أجل تقديم أفضل ما لديهم في البطولة المرتقبة، لا سيما بعد أن واجه الأخضر سلسلة عقبات خلال إدارة الإيطالي روبيرتو مانشيني.
وفي أول تصريح له بعد عودته في أكتوبر الماضي، لم ينكر أو يقلل رينارد من صعوبة المهمة التي تنتظره، إلا أنه أكد "جاهزيته لفترته الثانية".
وشدد في تصريحه لصحيفة "الرياضية" المحلية قائلاً: "أريد أن أخوض هذا التحدي مع الجميع؛ لاعبين وإدارة وجماهير، وأرغب في التأهل إلى المونديال من أجل السعوديين".
وقرر رينارد إعادة التشكيلة القديمة للمنتخب بقيادة الأسطورة سلمان الفرج، إضافة إلى وجود بعض الأسماء المميزة أمثال فراس البريكان، وسالم الدوسري، وصالح الشهري، وعلي البليهي، وسلطان الغنام، وسعود عبد الحميد.
وسيمثل عامل الخبرة للمنتخب السعودي دافعاً قوياً للمنافسة على اللقب، رغم وجود منتخبات قوية .
قطر
وتدخل قطر البطولة مستفيدة من خبرات لاعبيها في مونديال 2022 وكأس آسيا 2023، ومن أداء المنتخب القوي في تصفيات مونديال 2026 حيث تصدر مجموعته في دون أي خسارة حتى الآن.
ويعتمد المنتخب القطري على خبرة لاعبيه في المنافسات الدولية، حيث يمتلكون تجربة كبيرة، ما يمنحهم ميزة إضافية في مواجهة الفرق الخليجية، كما يمتلك الفريق القطري بقيادة المدرب الجديد الإسباني، لويس غارسيا، جهازاً فنياً متميزاً ومتماسكاً يركز على تعزيز الانسجام بين اللاعبين، إضافة إلى رفع اللياقة البدنية.
ويمتلك المنتخب القطري في رصيده ثلاثة ألقاب "خليجي"؛ آخرها في عام 2014، ويطمح في بطولة 26 للظفر باللقب الرابع.
وقبيل البطولة بأيام، أعلن الاتحاد القطري لكرة القدم (11 ديسمبر)، انتهاء العلاقة مع الإسباني ماركيز لوبيز مدرب المنتخب الأول وتعيين مساعده ومواطنه غارسيا خلفاً له مؤقتاً.
الكويت
أما صاحب الأرض المنتخب الكويتي، والأكثر تتويجاً في تاريخ البطولة بواقع 10 ألقاب، فيطمح لإعادة الكأس الخليجية لخزائنه حيث إن آخر فوز له في نسخة عام 2010.
ويعتمد المدرب الأرجنتيني خوان أنتونيو بيتزي في تشكيلة "الأزرق" على جيل شاب واعد، معززاً بجهود اتحاد الكرة لتحسين أداء الفريق على الصعيد التكتيكي والفني، كما سبق أن أكد مسؤولون في اتحاد الكرة الكويتية.
كما يولي الاتحاد الكويتي لكرة القدم اهتماماً كبيراً لتحضيرات المنتخب، حيث تم التنسيق مع أندية الدوري الكويتي لتسهيل مشاركة اللاعبين في المعسكرات التدريبية، وهو ما يعزز التفاهم والانسجام بينهم، كما سبق أن أكّد رئيس الاتحاد عبد الله الشاهين.
العراق
وأما المنتخب العراقي حامل لقب البطولة 4 مرات آخرها في النسخة الماضية، فيعمل تحت إشراف المدرب الإسباني جيسوس كاساس لتعزيز قوة الفريق، حيث أبدى حرصه على دعوة لاعبين محترفين من أوروبا ودول الخليج لتطوير الأداء قبيل البطولة.
لكن إدارة المنتخب العراقي أكدت أن منتخب "أسود الرافدين" يشعر بالضغط، وذلك بعدما أوقعته القرعة في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات السعودية والبحرين واليمن.
وقال المدير الإداري للمنتخب العراقي مهدي كريم (10 نوفمبر): "بطولة كأس الخليج عادة ما تشهد مباريات مثيرة ومميزة، نظراً لتقارب المستويات بين جميع الفرق المشاركة، حيث يصعب التكهن بالفريق الفائز لأن كل المواجهات هي ديربي، ولا تخضع للمعايير الفنية في أغلب الأوقات حسب ما شاهدناه في البطولات السابقة".
وأضاف: "منتخب العراق سيدخل بطولة كأس الخليج، وهو بطل للنسخة السابقة، ومن ثم فإن المسؤولية ستكون مضاعفة لأن المشاركة كبطل ليست كحال بقية الفرق الأخرى".
كما شدد قائلاً: "أعتقد أن بطولة خليجي 26 ستشكل ضغطاً كبيراً على الفريق؛ لأنه بالتأكيد يريد أن يقدم أفضل مستوى لديه، وأن يظهر بأفضل حالاته كما فعل في النسخة السابقة بالبصرة".
اليمن
المنتخب اليمني الذي لم يسبق له الفوز بالبطولة، بدأ استعداده بخوض مباراتين وديتين أمام سريلانكا، يومي 16 و19 نوفمبر 2024، في العاصمة القطرية الدوحة.
وجاءت المباراتان بمنزلة تحضير قوي لمنتخب اليمن الذي يسعى لتحسين مستواه الفني والتكتيكي، قبل التحديات الكبرى في "خليجي 26".
كما يأمل المنتخب اليمني في تحقيق استعدادات إيجابية عبر هذه المباريات، لمواصلة تطور الأداء وضمان دخول البطولة الخليجية بأفضل حالة ممكنة.
لكن يتوقع أن يكون المنتخب اليمني الحلقة الأضعف في البطولة، نظراً لأدائه المتواضع في النسخ الماضية.
الإمارات
يستعد المنتخب الإماراتي حامل اللقب مرتين (2007 و2014) لخوض هذه البطولة بحماس كبير، حيث أجرى سلسلة من المعسكرات التدريبية والمباريات الودية لتحسين أداء اللاعبين وتجهيزهم للبطولة.
كما ركز الجهاز الفني بقيادة المدرب البرتغالي باولو بينتو على تطوير التكتيكات الدفاعية والهجومية، لضمان تقديم أداء مميز يليق بتاريخ الفريق ومكانته في الخليج العربي.
واعتبر مدرب المنتخب الوطني الأسبق لكرة القدم، مهدي علي، أن "منتخب الإمارات يمتلك حظوظاً للفوز بالبطولة"، مضيفاً في تصريحات لقناة الشارقة الرياضية (9 نوفمبر): "المجموعتان متساويتان والمنتخبات المشاركة كلها متقاربة المستوى".
عمان
تعتبر عمان وصيف النسخة الماضية من المنتخبات الخليجية، وتتمتع بتاريخ مشرف في البطولات السابقة، وتستعد للبطولة الحالية بمعسكرات تدريبية مكثفة داخل البلاد وخارجها.
ويشمل البرنامج التدريبي للمنتخب مباريات ودية مع فرق آسيوية وأفريقية لزيادة التحدي ورفع مستوى اللياقة البدنية، فضلاً عن تطوير الجوانب التكتيكية في الفريق لزيادة القدرة الهجومية والتوازن الدفاعي.
وحقق المنتخب العماني إنجازين تاريخيين بالتتويج باللقب مرتين، الأولى في مسقط والثانية في الكويت عامي 2009 و2018، كما وصل إلى المباراة النهائية في 3 مناسبات أخرى.
وفي تصريح لموقع "عمان" المحلي (10 نوفمبر) أكّد خالد الرواس، مدير المنتخب العماني الأول، أن "القرعة متوازنة بنسبة كبيرة، ولعلها من أكثر البطولات التي تشهد هذا التكافؤ".
وأضاف: "التنافس في بطولة الخليج له طابعه الخاص، ومنتخبنا سيدخل البطولة كما جرت العادة بجاهزية تامة، ولدينا متسع من الوقت للتحضير والظهور بالصورة التي تتناسب مع أهمية الحدث".
البحرين
البحرين بطلة "خليجي 24"، وحاملة لقب البطولة في مناسبتين، استعد منتخبها الوطني لهذه البطولة بتجهيزات عالية، وتحسين للأداء الهجومي وزيادة التماسك بين خطوط الفريق، كما يخوض معسكرات تدريبية خارجية لزيادة الاستعداد لمواجهة التحديات المنتظرة.
وأبدى خليفة بن علي آل خليفة نائب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم، رضاه عن نتائج قرعة بطولة "خليجي 26" قائلاً: "المجموعة طيبة ونعرف منتخباتها جيداً".
وأوضح أيضاً أن "مستويات منتخبات المجموعة متقاربة، والكل ينتظر البطولة"، وشدد على رغبة منتخب بلاده في رفع اسم البحرين عالياً قائلاً: "اللاعبون يرغبون في لعب هذه المباريات والمنافسة موجودة".
كما قال اللاعب البحريني السابق، راشد الدوسري، في تصريحات لصحيفة "الوطن" المحلية: "ثقتنا كبيرة بالأحمر البحريني في العبور للدور قبل النهائي، فالمنتخب يملك حظوظاً في المجموعة الثانية رغم وجود منتخبين مرشحين كذلك، هما السعودية والعراق".
وأضاف: "المنتخب اليمني أتوقع أن يكون عنصر مفاجأة في هذه المجموعة، فعلى منتخبنا احترام جميع المنتخبات وعدم التهاون في المباريات، لتحقيق الهدف الأول وهو تجاوز عقبة دور المجموعات، ومن ثم التفكير في المرحلة القادمة من المنافسات في هذه الدورة".