واشنطن تعزّز وجودها العسكري: ضغوط «مبطنة» على أنقرة
الرأي الثالث - وكالات
رغم إعلان وزارة الدفاع التركية أنه لا وقف للقتال مع «قسد» و»وحدات حماية الشعب» الكردية، إلا أن الاشتباكات توقّفت بين المقاتلين الأكراد السوريين وفصائل «الجيش الوطني» الموالية لأنقرة، في ظل إعلان أميركي سابق عن الاتفاق على هدنة بين الطرفين حتى نهاية الأسبوع، لإفساح المجال للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض.
ومع أن الهدنة التي كانت مقرّرة في الأساس لأربعة أيام فقط، ثم مُدّدت حتى نهاية الأسبوع، لم تشهد أي اشتباكات بين «قسد» والجيش التركي نفسه، لكنها شهدت قصفاً جوياً تركياً عبر الطائرات الحربية والمُسيّرة، تركّز على منطقتي سد تشرين وجسر قرقوزاق في ريف حلب الشمالي الشرقي، من بينها غارة قتلت صحافييْن بالقرب من سد تشرين.
ومع ذلك، يبدو أن الولايات المتحدة وفرنسا تضغطان على الطرفين لإنجاز هدنة طويلة نسبياً لمدة لا تقل عن شهر، حتى تولّي إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، مهامها، وتبيّن استراتيجيتها حيال مناطق شمال شرق سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، في ظلّ إصرار تركيا على شن هجمات واسعة على المناطق الواقعة تحت سيطرة «قسد».
وفي الانتظار، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية ارتفاع عدد الجنود المتواجدين في سوريا إلى نحو 2000 جندي، بعد أن كان الرقم المعلن هو 900 جندي فقط.
وربّما يشكّل هذا الإعلان، أداة ضغط على الأتراك لعدم النظر فقط في الحلول العسكرية للمشكلة مع «قسد»، بالإضافة إلى إمكانية نشر هذه القوات في محيط سجون «داعش» ومخيماته، في حال تطورت الاشتباكات بين «قسد» والفصائل الموالية لأنقرة.
وفي ظل تكثيف الجهود السياسية للبحث عن تسوية سياسية، صعّد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ضد «قسد»، قائلاً إن «الوقت حان لتحييد التنظيمات الإرهابية من وحدات حماية الشعب وحزب العمال وداعش»، مضيفاً أن «صلاحية تنظيم pkk في سوريا انتهت».
وجاء ذلك في وقت واصلت فيه «قسد» اتخاذ مزيد من الإجراءات الهادفة إلى امتصاص الهجمة التركية، من خلال الإعلان عن عودة الدوائر الحكومية إلى العمل في محافظة الحسكة، مع إعادة افتتاح المدارس الحكومية التي كانت تدرّس المنهاج الحكومي في الفترة التي سبقت سقوط نظام الأسد.
وكان القائد العام لـ»قسد»، مظلوم عبدي، أكّد أولَ أمس أن «المقاتلين الذين قدموا إلى سوريا من مختلف أنحاء الشرق الأوسط لدعم قواتنا، يمكن أن يغادروا إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع تركيا».
وفي المقابل، نقلت وسائل إعلام عن مسؤول لم تسمّه في «إدارة العمليات السياسية» في دمشق قوله إن «الإدارة تتوقّع التوصل إلى اتفاق سياسي مع قسد والإدارة الذاتية خلال الفترة القصيرة القادمة».
ومن جهته، اعتبر تجمع للمثقفين والسياسيين الكرد عُقد في مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، أن «الحل الوحيد لتجنيب مناطق شمال شرق سوريا الحرب مع تركيا هو سحب مقاتلي حزب العمال الكردستاني من المنطقة».