لقد أصبح حالنا مؤسفًا
طلع أمامي المتحف المصري، وبصراحة كان تحفةً فنيةً تُجسّد عظمة مصر وتاريخها العريق. لقد ترك قدماء المصريين آثارًا تُعد حقًا كنوزًا خالدة للأجيال.
ومع ذلك، يظل في ذاكرتي أن حضارتنا في اليمن أيضًا ضاربة في القِدم، غير أننا حتى اليوم لم نعثر على آثار تضاهي ما تزخر به أرض الكنانة.
وإذا كانت أجيال مصر القديمة خلّدت عظمتها بالآثار، فإن الجيل المصري الحالي أيضًا يبني أمجادًا حديثة، من بنية تحتية رائدة ومشاريع عملاقة، أبرزها المتحف المصري الجديد.
أما نحن في اليمن، فما الذي سنتركه للأجيال القادمة غير الجدل العقيم، والمهاترات، وغرف الواتس أب؟
وسؤالي الأخير: ألا تخجل القيادات اليمنية ومن هم في المشهد وهي ترى المنطقة من حولها تتغير، والمشاريع تتقدّم، والانفتاح يزداد، بينما يظل اليمني البسيط يفتقد ما يفاخر به من إنجازات قيادته سوى الكلمات والصور والاجتماعات الافتراضية؟
لقد أصبح حالنا مؤسفًا؛ جزءٌ منّا يُشيد بمصر ومنجزاتها، وآخر بالإمارات وإنجازاتها، وغيرهم بمنجزات تركيا أو منجزات قطر أو خطط المملكة، ومن بقي تاه بين مدح منجزات إثيوبيا والصومال وعُمان.