جماعة الحوثي تعتقل موظف أممي وتعلن محاكمة 43 من الموظفين الأمميين
الرأي الثالث - متابعات
أكدت الأمم المتحدة أن عشرات من موظفيها لا يزالون رهن الاحتجاز "التعسفي" لدى جماعة الحوثي في شمال اليمن، على الرغم من الجهود المكثفة التي تبذلها المنظمة للإفراج عنهم.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة؛ فرحان حق، في مؤتمر صحفي، الخميس: ""رغم المذكرة التي أصدرناها، الأربعاء، بشأن جهود الإفراج عن موظفينا المحتجزين تعسفياً على يد الحوثيين في صنعاء، إلا أنه وحتى اليوم، لا يزال ما لا يقل عن 59 موظفاً رهن الاحتجاز، بعضهم منذ عدة سنوات".
وأوضح حق أن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانز غروندبرغ، والمسؤول الأممي المكلف بملف المحتجزين، معين شريم، عقدا لقاءات في العاصمة العُمانية مسقط مع مسؤولين عمانيين وممثلين عن جماعة الحوثيين ، في إطار المساعي الرامية إلى إطلاق سراح الموظفين الأمميين المحتجزين، إلا أن هذه الجهود لم تسفر عن نتائج حتى الآن.
وأشار إلى أن المبعوث الأممي غروندبرغ بحث أيضاً مع المسؤولين العمانيين والفريق التفاوضي للحوثيين سبل الدفع نحو تسوية سياسية شاملة تنهي الحرب المستمرة في اليمن منذ سنوات.
وفي السياق اعتقلت عناصر امنية تابعة لجماعة الحوثي موظفا أمميا جديدا في سياق حملة اعتقالاتها المتواصلة ضد العاملين في المنظمات التابعة للأمم المتحدة.
وكشف الصحفي فارس الحميري في تغريدة على منصة إكس أن عناصر امنية تابعة لجماعة الحوثي اعتقلت الموظف اليمني ممدوح الكثيري، مسؤول تقنية المعلومات (IT) في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR).
وأشار الحميري إلى أن ذلك يأتي بعد أيام من اقتحام مقر المفوضية في شارع الجزائر بصنعاء، والتمركز فيه لأيام؛ مضيفا: "وعقب ذلك، تم استدعاء عدد من الموظفين للتحقيق، حيث أُفرج عن بعضهم، فيما تم اقتياد الكثيري إلى جهة مجهولة".
وتابع بالقول إنه "خلال عملية الاقتحام، عبث الحوثيون بمحتويات المقر الأممي وصادروا أصولًا مهمة، بما في ذلك قاعدة بيانات المستفيدين من مشاريع المفوضية الخاصة بالنازحين واللاجئين، والفئات الأخرى المستفيدة من برامج ومشاريع المفوضية الأممية".
بالمقابل، قال القائم بأعمال وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها عبد الواحد أبو راس، لوكالة "رويترز"، إن 43 من موظفي الأمم المتحدة المحليين المحتجزين سيُحاكمون للاشتباه في صلتهم بالغارة الجوية الإسرائيلية التي اغتالت كبار قادة الجماعة في أغسطس/آب الماضي.
وقُتل رئيس الحكومة التي يديرها الحوثيون وعدد من الوزراء في غارة إسرائيلية على العاصمة صنعاء في أغسطس، في أول هجوم من نوعه يغتال مسؤولين كباراً.
ورفضت الأمم المتحدة مراراً اتهامات الحوثيين بضلوع موظفيها أو عملياتها في اليمن في الأمر.
وقال أبو راس في مقابلة مع رويترز: "الخطوات التي قامت بها الأجهزة الأمنية تحت إشراف الجانب القضائي بشكل كامل و(يتم) إطلاع النيابة أولاً بأول مع كل خطوة يتم القيام بها".
وأضاف أبو راس: "وبالتالي ما دامت النيابة مطلعة، مؤكد أن هذا المسار مستتب إلى نهايته وصولاً إلى المحاكمات وإصدار أحكام قضائية".
وذكر أن "خلية" داخل برنامج الأغذية العالمي مشاركة بشكل واضح في استهداف الحكومة المباشر.
ولم يصدر أي تعليق بعد من متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي. ورفضت الأمم المتحدة مراراً الاتهامات الموجهة لموظفيها بالتجسس.
وتقول الأمم المتحدة إن الحوثيين يحتجزون ما لا يقل عن 59 من موظفيها، ونددت بما وصفته بالاعتقالات التعسفية ودعت إلى الإفراج الفوري عن موظفيها وغيرهم من المحتجزين. وهؤلاء المتهمون يمنيون. وبموجب القانون اليمني، قد يواجهون عقوبة الإعدام.
جاءت الاعتقالات الأخيرة بعد أن دخلت قوات الأمن التابعة لجماعة الحوثيين عدة مكاتب للأمم المتحدة في صنعاء يوم الأحد. واتهمت الأمم المتحدة الحوثيين باتخاذ خطوات زادت من صعوبة تقديم المساعدات للمحتاجين في اليمن.
وتأتي هذه التطورات بعدما أعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي تكليف معين شريم، النائب السابق للمبعوث الأممي إلى اليمن، بقيادة وتعزيز الجهود الرامية لإطلاق سراح موظفيها المحتجزين لدى الحوثيين.
ومنذ شهر أغسطس/ آب الماضي، بدأ الحوثيون بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة ضد موظفي الأمم المتحدة ومنظمات دولية، عقب اقتحام مقارها في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر بأنّ مسلحين تابعين لجماعة الحوثي اقتحموا، السبت الماضي، مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، ومكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" في صنعاء.
وأضافت المصادر أنّ المسلحين الحوثيين عبثوا بمحتويات المكتبين وصادروا أشياء منهما، كما اعتقلوا عدداً من الموظفين.