سهولة الانتقال نابعة من التكوين الانتهازي الرخيص للسياسة
مسألة الانشقاقات في صفوف الميليشيا الحوثية، التي يحتفي بها البعض، ليست جديدة، ولا تدلّ على قرب انهيار كما يتحمّس آخرون. فمن الناحية المقابلة، هناك أيضًا انشقاقات في صفوف الشرعية، وانضمام قادة عسكريين منها إلى صف الحوثي.
تغيير الشريحة والانتقال السهل والسلس من صفٍّ إلى آخر سلوكٌ أصيل من سلوك الممتهنين للسياسة في اليمن منذ الحرب الجمهورية–الملكية حتى اليوم.
وسهولة الانتقال نابعة من التكوين الانتهازي والنفعي الرخيص للسياسة في اليمن.
كما أن غياب العدالة الانتقالية، ونجاة المجرمين المستمرة من العقوبات، يجعلهم يستسهلون القفز من سفينةٍ إلى أخرى، مهما كان حجم الجرائم التي ارتكبوها في الصف الآخر.
أما ترحيب قادة الشرعية بالمنشقين عن الحوثي، والعكس، فهو ترحيب الشبيه بشبيهه؛ فالتكوين النفسي والأخلاقي الرخيص في الصفين هو ذاته.
فلا عجب أن يرى القيادي في الشرعية نفسه في المنشق عن الحوثية ويتعاطف معه، لا من باب التوبة ولا من باب العودة إلى صفّ الدولة، ولكن من باب أن هذا الانقلاب، والقفز إلى صفوف الميليشيا، قد يكون الخيار الوحيد المتاح للقيادي في الشرعية إذا ما تغيّرت الظروف وسارت في طريق سيطرة الميليشيا على الوطن