
الرياض: أبرز مـستجدات مفاوضات السلام في نهاية اليوم الخامس
الرأي الثالث - خاص
أعلنت حركة الحوثي، مساء اليوم الثلاثاء، عودة وفدها التفاوضي برفقة الوسيط العُماني إلى العاصمة صنعاء، بعد جولة تفاوض في الرياض استمرت 5 أيام، ولم تورد أي تفاصيل أخرى.
مصادر سياسية مطلعه، أشارت، أن مفاوضات الرياض، أتسمت بالجدية والإيجابية والتفائل، في تجاوز التعثر وحلحلة العُقد لمعالجات الملفات الاقتصادية والإنسانية، ذات الأولوية لتخفيف المعاناة على الشعب اليمني، جراء الحرب والصراع منذ تسع سنوات.
وأكدث المصادر، أن هناك جولة جديدة من المفاوضات، سوف تستئناف خلال المرحلة القادمة، لاستكمال نقاشات اللقاءات والمفاوضات الحالية والسابقة.
وفي السياق كشفت وكالة رويترز، عن تقدم في المفاوضات بين السعودية والحوثيين، وأخر ما توصلت اليه المفاوضات في الرياض خلال خمسة ايام مضت.
وفي التفاصيل قالت الوكالة أن وفد الحوثي المفاوض عاد اليوم الثلاثاء إلى صنعاء بصبحة وفد الوساطة التابع لسلطنة عمان بعد خمسة أيام قضوها في العاصمة السعودية.
وأضافت الوكالة نقلاً عن مصادر ، إن بعض التقدم أٌحرز بشأن النقاط الشائكة الرئيسية، وأن المحادثات تركزت على معاودة فتح الموانئ التي تسيطر عليها حركة الحوثي ومطار صنعاء بشكل كامل، ودفع أجور الموظفين العموميين، وجهود إعادة البناء، وتحديد جدول زمني لخروج القوات الأجنبية من اليمن..
وقالت مصادر الوكالة أن الجانبين سيجتمعان لإجراء مزيد من المحادثات والمشاورات قريباً.
ووسط غموض أكتنف مصير مفاوضات الرياض، أفادت مصادر استخباراتية بأن السعودية عرضت منطقة عازلة منزوعة السلاح، بعمق 20 كيلومتراً على الحدود، مؤكدة رفض صنعاء هذا العرض الذي يتضمن أيضاً بناء سياج حدودي..
وأفادت وكالة "سيبا انتلجينس" بان جماعة "الحوثيين" ابدوا أستعدادهم، في منع ومحاربة تهريب السلاح، والمخدرات، والممنوعات، وتهريب المهاجرين الأفارقة على الحدود، إضافة إلى المشاركة بنزع الألغام التي زُرعت في مختلف المناطق اليمنية أثناء الصراع والحرب..
واعتبرت المصادر بان ملف الحدود لا يزال العقبة الرئيسية أمام مناقشة التوصل إلى اتفاق سلام شامل يتضمن إعادة الاعمار بـأعتباره شرط سعودي لتعزيز بناء الثقة.
كما دخلت الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، على خط المفاوضات التي تقودها سلطنة عمان..
وأفادت مصادر صحفية بأن أمريكا تقدمت برؤية جديدة تتضمن تشكيل حكومة مشتركة ، واجراء انتخابات في البلاد التي تعاني تمزق غير مسبوق، جراء الحرب والصراع..
وكانت الخارجية الـأمريكية أفادت بمشاركتها في المفاوضات الحالية.. وربط متحدث الخارجية ماثيو ميلر في تصريح سابق بين ما يدور من مفاوضات في الرياض، وجولة مسؤولين أمريكيين في المنطقة، على راسهم المبعوث الأمريكي ومستشار الامن القومي..
خصوصاً وان الرؤية الـأمريكية تتزامن مع محاولة تركيز النقاش على الجانب الإنساني، التي كانت ضمن العقبات الشائكة لإجهاض أي مساعي إقليمية ودولية للسلام...
واليوم الثلاثاء أصدرت خارجيتي قطر والإمارات بيانات اكدتا فيهما دعمهما للمفاوضات التي تقودها سلطنة عٌمان بين الحوثيين والسعودية .. والبيانان يعدان الأول منذ انطلاق المفاوضات وسط دعم وتأيد محلي ودولي كبير..
وجاء أصدار البيانات عقب لقاء جمع وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن مع نظرائه الإماراتي والقطري، وفق بيان لمكتبه.. وتطرق اللقاء لمناقشة دعم جهود إحلال السلام في اليمن..
توقيت البيان يشير إلى محاولة واشنطن الزام تلك الدول بالمشاركة في إعادة الاعمار في اليمن، كشرط لتقاسمه مع بقية حلفائها وأبرزها الدوحة وابوظبي..
خصوصاً وأن الاجتماع الأمريكي وما تلاه من بيانات جاء في اعقاب حديث السعودية عن إتفاق بين دول مجلس التعاون الخليجي على الدعوة لعقد مؤتمر للمانحين بشأن إعادة اعمار اليمن ..
وفي حين تحتضن الرياض منذ أيام مفاوضات مباشرة مع الحوثيين بوساطة عُمانية، أشارت مصادر مطلعة أن هناك تقدم كبير في كثير من الملفات، حيث تم التوصل إلى الاتفاق حول القضايا الأساسية، وخاصةً الجوانب الأقتصادية والإنسانية ومنها:
1_ فتح كل مطارات اليمن والموانئ والطرقات بين المحافظات .
2_ السماح لشركات الطيران بالوصول الى المطارات الدولية في اليمن .
3_ توحيد العملة الوطنية بين كل المحافظات.
4_تسليم رواتب الموظفين وفق كشوفات ٢٠١٤م .
5_ إسقاط الأسماء المطلوبه للتحالف والسماح لكل القيادات من جميع الأطراف بالسفر .
6_ تشكيل لجان مشتركة لبناء الثقة وبناء جسور للتواصل بين الشرعية وجماعة الحوثي.
7_ ضمانات دولية واقليمية لإعادة بناء اليمن جراء الحرب ومساعدة اليمن اقتصادياً ومنع تدهور العملة الوطنية .
8_ التمهيد لمشاورات مباشرة بين الحوثيين والشرعية.
والخميس الماضي أعلنت السعودية أنها وجهت دعوة لحركة الحوثي لاستكمال النقاشات حول وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، وجاء ذلك بعد وصول الوفد الحوثي برفقة وفد عُماني إلى العاصمة السعودية على متن طائرة عُمانية قادمة من صنعاء.
وتأتي الزيارة بعد نحو نصف عام من زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء، ولقاء قيادات حوثية في منتصف إبريل/ نيسان الماضي، ورغم أنها انتهت بتصريحات إيجابية من الطرفين على أن يتم استكمال المناقشات والاتفاق، إلا أنها تجمدت خلال الأشهر الماضية في ظل استمرار حالة الهدنة على الأقل بين السعودية والحوثيين بشكل كلي.
وتحاول أطراف دولية وإقليمية تسهيل العقبات أمام المفاوضات الحالية بغية التوصل إلى اتفاق سياسي ولو بهدنة مطولة.