حَراك روسي متصاعد لإحياء عملية السلام اليمنية
الرأي الثالث
على رغم غموض الموقف الروسي تجاه اليمن، إلا أن موسكو تعمل على تجاوز الشروط الأميركية التي ترهن أي تقدّم في مسار السلام، بقبول حركة الحوثي وقف الهجمات العسكرية في البحر الأحمر.
وحاولت روسيا، أخيراً، لعب دور الوسيط بين حركة الحوثي والسعودية، لإحياء مسار السلام، مستفيدة من علاقتها المتوازنة مع كل الأطراف اليمنية.
وتحدّثت مصادر سياسية مقرّبة من الحكومة اليمنية، عن تصاعد الدور الروسي في اليمن، مشيرة إلى زيارة قام بها وزير الخارجية ، شائع الزنداني، إلى موسكو، التقى خلالها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي عبّر عن رفضه للتصعيد البحري وللعمليات العسكرية الجوية الأميركية والبريطانية ضد اليمن.
وفي الاتجاه نفسه، أكّد أكثر من مصدر ، أن روسيا تقود وساطة منذ أكثر من أسبوع بين الأطراف اليمنية، محاوِلةً دفعها إلى تشكيل لجنتين اقتصاديتين بمشاركة صنعاء وعدن، وأن المسعى الروسي لإحياء مسار السلام يأتي مكمّلاً للجهود التي يبذلها المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، منذ منتصف الشهر الفائت، لإحداث اختراق في الملف الاقتصادي والإنساني.
ووفقاً لوكالة «سبأ» الحكومية ، فإن التحرك الروسي يأتي في ظل الحديث عن حراك فرنسي تجاه الحكومة الشرعية، يتركز على مناقشة تدابير خفض التصعيد في اليمن.
وكان باحثون في «مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية» في نيويورك، أكّدوا، في ندوة عُقدت عبر الإنترنت الأسبوع الماضي، أن روسيا تسعى للحفاظ على خطوط اتصال مع جميع الأطراف في اليمن، ما يمكّنها من لعب دور الوسيط، وتحاول أيضاً الحفاظ على توازن دقيق في مصالحها بين السعودية وإيران، مع التركيز على دورها المؤثّر في مجلس الأمن كمرجعية لأي تسوية سياسية في اليمن.
واستبعد المشاركون دعماً عسكرياً روسياً لحركة الحوثي، مشيرين إلى أن موسكو التي دانت أكثر من مرة الهجمات الجوية الأميركية والبريطانية في اليمن، لم تستخدم حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الذي أتاح للقوات الأميركية تنفيذ «عمليات دفاعية في البحر الأحمر».