تحرك برلماني عراقي بوجه التهديدات: واشنطن تواصل التهويل باسم العدوّ
الرأي الثالث - الأخبار
استنكرت مختلف الأوساط العراقية تهديدات العدو الإسرائيلي لبلادها، فيما دعا البرلمان إلى عقد جلسة خاصة لمناقشة خطورة تلك التهديدات وتداعياتها، مؤكداً أنه سيتخذ جميع الخطوات والإجراءات ضمن المسارات القانونية والدبلوماسية، وسيدعم توجّهات الحكومة الرافضة لتحويل أرض البلاد إلى ساحة حرب.
وكان من المقرر أن يعقد البرلمان جلسة خاصة بهذا الشأن، أمس، وفقاً لما أعلنه رئيسه، محمود المشهداني، في حديث إلى وسائل الإعلام في وقت سابق، بيد أن الأخير أجّل الموعد بناءً على طلب بعض النواب الذين يقطنون في محافظات بعيدة،
بينما أشار مصدر نيابي، إلى أن الجلسة تحوّلت إلى اجتماع سري وليس معلناً. وجدد المشهداني، الذي تسلّم منصب رئاسة المجلس منذ شهر، موقف بغداد الثابت تجاه القضية الفلسطينية، معتبراً التهديدات الإسرائيلية ذريعة لشن الكيان الصهيوني حرباً على العراق،
ولذا، يتوجّب الحذر من الانجرار وراء التصعيد والاستقطابات.
وقد حذّرت السفيرة الأميركية لدى العراق، ألينا رومانوسكي، من ردود أفعال مخيفة ناجمة عن توسيع دائرة الصراع، مشيرة إلى أن «بغداد لا تريد الانجرار إلى دائرة الصراع».
وقالت رومانسكي، لوسائل إعلام محلية، إن إدارة الرئيس جو بايدن «ملتزمة بخفض التصعيد بأي شكل من الأشكال وبكل الطرق الممكنة، لأن النتائج وردود الأفعال يمكن أن تكون مروّعة».
وأضافت أن «إدارة بايدن تعمل بلا ملل ولا كلل إلى آخر يوم، لخفض التصعيد والوصول إلى حلول مستدامة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية قدر المستطاع إلى لبنان وغزة والضفة الغربية وجميع مناطق الصراع المحتدمة».
وأشارت إلى أن «الإسرائيليين حذّروا حكومة العراق كي توقف الفصائل عن اعتداءاتها المتكرّرة والمستمرة، وأن رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الفصائل المنفلتة التي لا تأتمر بأوامر الحكومة وأوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء، وإسرائيل أمة لها سيادتها، وهم سيقومون بالردّ على أي اعتداء من أي مكان ضدهم»، وفق زعمها.
وتعليقاً على تصريحات السفيرة، يرى القيادي في «الإطار التنسيقي»، حيدر الموسوي، أن «كلامها هو بمثابة إعطاء الضوء الأخضر للكيان الصهيوني لقصف العراق، والحجج موجودة، وهي وجود فصائل مسلحة تعمل ضده».
ويضيف ، أن «واشنطن وقواعدها في العراق هي من تدعم وتساعد وتموّل الكيان الصهيوني»، مشيراً إلى «كذب السفيرة في الحديث عن مساعدة الحكومة العراقية في توفير غطاء حماية ضد أي اعتداءات خارجية، بينما عندما يصل الأمر إلى إسرائيل تتحدّث بالسيادة والحقوق وما إلى ذلك».
ويؤكد الموسوي أن «العراقيين رافضون تلك التصريحات الخالية من المصداقية، والتي تُجامل فيها إسرائيل، وتبرّر أفعالها الشنيعة بحق اللبنانيين والفلسطينيّين، وهي تريد أن يكون العراق جزءاً من هذا الدمار».
أما النائب في البرلمان العراقي، حسين السعبري، فيرى أن «الكيان الصهيوني يريد خلط الأوراق، من أجل توسيع عملية الغزو ودمار البلاد بحجج واهية».
ويؤكد ، أن «مجلس النواب عازم على عقد جلسات خاصة لمناقشة التهديدات الإسرائيلية، وآلية التعاون مع الحكومة للخروج بمسارات تخلّص البلاد من خطورة الحرب وجرّه إلى دائرة الدمار والخراب».
ويتابع أن «الحكومة ووزارة الخارجية وجميع الأطراف السياسية ذاهبة في اتجاه إبعاد العراق عن القتال والحرب، لأن الوضع الحالي لا يحتمل أي أزمة، بينما الكيان الصهيوني هو من يدفع نحو الحرب وتنفيذ هجمات ضد البلاد».
ويبيّن أن «الجهود التي تبذلها الحكومة وأيضاً البرلمان، غرضها تبيان موقف العراق أمام العالم، والمتمثّل بعدم تفضيل الحرب ولا الصراع، وأن هذه التهديدات ستشكّل خطورة كبيرة على أمن واستقرار مواطنيه الذين لا يرغبون في التصعيد».
فقار فاضل