
عون لوفد إيراني: لبنان تعب من حروب الآخرين على أرضه
الرأي الثالث - وكالات
أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون، يوم الأحد، خلال لقائه رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف ووفد مرافق له، أن دولة لبنان دفعت الكثير من الثمن، وتعبت من حروب الآخرين على أرضها، مؤكداً أن حل الدولتين هو الحل الأمثل بالنسبة إلى القضية الفلسطينية.
واستقبل عون، يوم الأحد، رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجي، والسفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني مع وفد مرافق، وذلك في حضور وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي.
ونقل قاليباف إلى الرئيس عون تحيات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ودعوته له للقيام بزيارة رسمية إلى طهران. كما هنأه بانتخابه رئيساً للجمهورية، ثم تحدث عن العلاقات اللبنانية - الإيرانية، وضرورة تطويرها في المجالات كافة.
وشدد قاليباف على وحدة الأراضي اللبنانية وسلامتها وسيادة الدولة عليها، مبدياً استعداد بلاده في المشاركة مع دول عربية وإسلامية في إعادة إعمار ما هدّمه العدوان الإسرائيلي على لبنان،
مؤكداً أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترغب في رؤية لبنان بلداً مستقراً وآمناً ومزدهراً"، مشيراً إلى أن "بلاده تدعم أي قرار يتخذه لبنان بعيداً عن أي تدخل خارجي في شؤونه".
ورحّب عون بالرئيس قاليباف والوفد المرافق، لافتاً إلى أنه على مدى عقود طويلة، خسر لبنان زعامات كبيرة، وخلال العدوان الإسرائيلي الأخير، سقط شهداء دفاعاً عن وحدة لبنان واستقراره.
وقال: لقد تعب لبنان من حروب الآخرين على أرضه، وأوافقكم الرأي بعدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأفضل مواجهة لأي خسارة أو عدوان، هي وحدة اللبنانيين.
ونشارككم في ما أشار إليه الدستور الإيراني في مادته التاسعة التي تؤكد أن "حرية البلاد واستقلالها ووحدة أراضيها وسلامتها، هي أمور غير قابلة للتجزئة"،
كما يؤكد أن الحكومة وجميع أفراد الشعب يتحملون مسؤولية المحافظة عليه (الدستور)، ولا يحق لأي فرد أو مجموعة أو أي مسؤول أن يلحق أدنى ضرر بالاستقلال السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي أو العسكري للبلاد، أو أن ينال من وحدة أراضي البلاد بحجة ممارسة الحرية".
ونوّه عون بما صدر عن قمة الرياض الأخيرة التي شاركت فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا سيما على تأكيد حل الدولتين بالنسبة إلى القضية الفلسطينية، وعلى أن السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للفلسطينيين.
وقال عون إن "لبنان دفع ثمناً كبيراً دفاعاً عن القضية الفلسطينية"، معرباً عن أمله بالوصول إلى حل عادل لها. وأكد رئيس الجمهورية حرص لبنان على إقامة أطيب العلاقات مع طهران، لما فيه مصلحة البلدين والشعبين.
وبعد اللقاء، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني إن "ما شهدناه اليوم خلال مراسم التشييع أعبّر عنه كنقطة فارقة للمقاومة والشعب اللبناني برمّته، ومدى حبهم ومودتهم لهذا الشهيد العظيم الذي يعتبر شخصية وطنية ليست للبنان فحسب بل لكل الأمة الإسلامية"،
مشيراً إلى أنه "كانت هناك مشاركة بمئات الآلاف في هذا الحدث العظيم وهناك مئات آلاف آخرون لم يتسنَّ لهم الحضور في هذا المشهد، لكن قلوب هؤلاء وكل الأمة الإسلامية كانت تخفق لمحبة هذين الشهيدين العظيمين".
وتمنى قاليباف أن "تؤدي هذه الزيارة إلى مزيد من علاقات التعاون بين كل من الجمهوريتين اللبنانية والإيرانية، خصوصاً مع بدء أعمال الحكومة الجديدة، لكي يكون لبنان مزدهراً ومستقراً. ومن الضرورة بمكان أن يكون هناك إجماع بين مختلف مكونات الشعب اللبناني بمن فيهم الحكومة والشعب والمقاومة، وأريد التأكيد على هذه النقطة المهمة بأننا سنقف إلى جانب أي قرار يصدر عن الحكومة اللبنانية والشعب والمقاومة اللبنانية".