
الرئيس الباحث عن ماجستير.. أم الماجستير الباحثة عن رئيس
المشاط رئيسًا.. المشاط باحثًا. تبدو معادلة منطقية. فالرئيس هو الباحث عن ماجستير، وليست الماجستير هي الباحثة عن رئيس. وبالتالي، فإن الصورة الملتقطة للمشاط باحثًا، وهو محاط بثلاثة وجوه إحداها امرأة، كانت في غاية الانسجام والألق، خصوصًا وقد التقت صلعته مع عنوان الرسالة في اللوحة الخلفية، فأخفت كلمة (ريفليوشن)، والتي يبدو أنه تهجّاها هكذا فحفظها مع بقية الكلمات الأخرى،
حيث أراد لعنوان رسالته أن يأتي باللغة الإنجليزية أيضًا، لا أن يكتفي كالآخرين بالعربية فحسب.
وسواء كان خارجًا لتوّه أو داخلًا لفوره، فإن بين التوّ والفور مساحة زمنية مهمة بالنسبة للقصر الرئاسي ومديره أحمد حامد، لالتقاط صورة تاريخية للرئيس المشاط وهو يناقش رسالة الماجستير التي أنجزها باقتدار، ونال فيها درجة الامتياز مع مرتبة الشرف من لجنة معتبرة تعاملت معه كطالب لا أكثر.
وإذن، فالمشاط باحثًا مثله رئيسًا، بحيث تستطيع وكالة سبأ وبكل ثقة أن تطلق عليه من الآن فصاعدًا لقب “الرئيس الباحث”. ليس ذلك فحسب، بل إن عنوان الرسالة في موضوع حساس جدًا: (ثورة الـ21 من سبتمبر وتأثيراتها على الجمهورية اليمنية والمنطقة العربية)، بحيث اضطر فيه الباحث إلى إيراد اسمه الرباعي (مهدي محمد حسين المشاط) وجعل من المناقشة علنية بامتياز.
صحيح أن الباحث وأعضاء اللجنة حجبوا بأجسادهم ما يتعلق بمكان وموعد المناقشة، فلم يتبين ما إذا كانت قد جرت في كلية التجارة أم القصر الجمهوري، لكن في النهاية كان هناك لجنة مؤلفة من مناقش داخلي وعضوين خارجيين ومشرف.
بل، وبحسب وكالة سبأ وهي تورد الخبر بكل أبعاده الخطيرة، فقد حضر المناقشة “عدد من الأكاديميين والباحثين، بالإضافة إلى زملاء الباحث”.
أما المشرف على الرسالة، فبالتأكيد لن يكون من أولئك الذين يملؤون المؤسسات والوزارات وكافة مرافق الدولة تحت مسمى مشرف أمني وآخر ثقافي وثالث اجتماعي وما إليه،
بل هو مشرف حقيقي وبدرجة أكاديمية عالية استحق نيل شرف أن تكون مناقشة رسالة “الرئيس الباحث عن ماجستير” تحت إشرافه.
وأي شرف أعظم من ذلك، حيث المشاط - المشير الركن والرئيس الفخامة الذي تحدى الشرق والغرب - يبدو بين يدي اللجنة، وفي صورة ملتقطة بشكل عفوي جدًا، مجرد طالب عادي يشق دربه بإخلاص ويحرص على إكمال تعليمه الأكاديمي خطوة خطوة، بلا بَرِيَّة ولا نياشين.
فلا الراعي سيمنحه هنا لقبًا أكاديميًا مثلما منحه الرتبة العسكرية الفخمة، ولا الرهوي يستطيع التدخل للضغط على تلك اللجنة فتمنحه درجة “الامتياز مع مرتبة الشرف”.
وإنما وحده الجهد الكبير والدؤوب الذي بذله الرئيس المشاط - عفوًا، الرئيس الباحث - هو الذي جعله ينال ما ناله بجدارة واستحقاق.
كل هذا وما زلنا في حاشية الموضوع، حيث الخوض في عمق “الرسالة المشاطية” يتطلب متخصصين كبارًا كنصر عامر، للحديث عنها وتنزيلها كتطبيق في متجر جوجل بلاي، حتى تكون الاستفادة شاملة، خصوصًا وهي تتناول التأثيرات التي أحدثتها “ثورة الحادي” على الشعب والجمهورية، لدرجة أنه لم يعد هناك لا شعب ولا جمهورية.