
اتفاق تركي - روسي على وحدة سوريا ورفض الحركات الانفصالية
الرأي الثالث - وكالات
أكدت تركيا وروسيا تمسكهما بوحدة أراضي سوريا وعدم القبول بوجود الجماعات الانفصالية المدعومة أميركياً فيها.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن تركيا وروسيا اتفقتا بشأن إنهاء وجود التنظيمات والحركات الانفصالية في سوريا.
وأضاف فيدان أنه ناقش مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، آخر المستجدات في سوريا، وقال: «نؤمن بوجوب الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا، ولدينا آراء متشابهة بشأن ضرورة منع وجود الحركات الانفصالية، وأنه من غير الوارد التسامح مع التنظيمات الإرهابية الموجودة في سوريا».
وتابع فيدان في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف في ختام مباحثاتهما بأنقرة الاثنين: «نعتقد أنه من الممكن إرساء بيئة سلام حقيقية في منطقتنا، ونرى أن الأحداث والتطورات التي شهدتها سوريا في الأشهر الثلاثة الماضية تبعث على الأمل وتبشر بالخير».
وزاد: «أنهى الشعب السوري نظاماً قمعياً دام 60 عاماً، والآن يريد تأسيس دولة مستقرة ومزدهرة تعيش في سلام مع جيرانها، ونحن في تركيا سنقف إلى جانب الشعب السوري في هذه العملية أيضاً، وسنواصل دعمه».
في الوقت ذاته، قال فيدان: «نتوقع أن يحترم الجميع مخاوف تركيا الأمنية، ونتوقع من المجتمع الدولي أن يظهر موقفاً مشتركاً في مكافحة التنظيمات الإرهابية؛ (حزب العمال الكردستاني) وامتداداته، و(داعش)».
وأضاف: «تحدثنا عن سوريا مع السيد لافروف، وأكدنا أن موقفنا بشأن وحدة الأراضي السورية واضح، وأنه من غير المقبول أن نغمض أعيننا عن المنظمات الإرهابية التي تتمركز في سوريا، ونتوقع من الجميع احترام مخاوفنا الأمنية».
وتابع فيدان: «نتشارك وجهات النظر ذاتها مع روسيا بشأن منع الحركات الانفصالية في سوريا»، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تقود قوات سوريا الديمقراطية (قسد)».
بدوره، قال لافروف: «لقد أعربنا عن ارتياحنا لمستوى التعاون بين بلدينا بشأن القضية السورية، وأكدنا اهتمامنا المتبادل بإعطاء زخم للعمل المشترك لحل الوضع في ذلك البلد، مع الأخذ في الاعتبار الحقائق الجديدة».
وأكد: «اتفق الجانبان الروسي والتركي على أهمية ضمان وحدة الأراضي السورية وسيادة الدولة على كامل الأراضي والعيش بسلام مع جيرانها».
وبشأن موقف روسيا من التطورات في سوريا، قال لافروف: «نراقب كيف سيتم التقدم في عقد المؤتمر الوطني السوري الجامع لمختلف القوى والأطياف السياسية، إذا رأينا تقدماً في هذا المجال فإن ذلك سيلعب دوراً كبيراً في دفع التعاون بين موسكو ودمشق».
وأجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أول اتصال هاتفي مع الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، في وقت سابق من فبراير (شباط) الحالي،
أكد فيه استعداد روسيا للمساعدة في تحسين الوضعين الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية لسكانها.
وجاء اتصال بوتين بعد أيام من لقاء الشرع، في دمشق، الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف.
وعن الوجود العسكري الأميركي في سوريا، قال لافروف إن «هذا السؤال يجب توجيهه إلى القيادة السورية الجديدة، وبالأحرى إلى الشعب السوري».
وأضاف أن «الوجود الأميركي في سوريا قبل سقوط نظام بشار الأسد لعب دوراً سلبياً، فأولاً جاءت القوات الأميركية دون أي دعوة رسمية من السلطات الشرعية آنذاك،
وثانياً، كان هدفهم السيطرة على الأراضي الغنية بالنفط والغاز واستغلال الإيرادات العائدة من بيع ثروات الشعب السوري لتمويل شبه الدولة التي عمل الأميركيون على إقامتها بنشاط كبير في شمال شرقي سوريا،
بهدف تغذية ودعم الجماعات الكردية الانفصالية، قبل كل شيء».
ورأى لافروف أنه على ضوء ذلك يصعب تقييم دور الأميركيين بالإيجابي، مشيراً إلى أنه يجب أن ننظر كيف ستتعامل الحكومة السورية الجديدة مع وجود القوات الأميركية.
واستقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لافروف، عقب مباحثاته مع وزير الخارجية هاكان فيدان، حيث تم استعراض كثير من القضايا الخاصة بالعلاقات التركية - الروسية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في سوريا.
ومن المقرر، بحسب ما أعلنت «الخارجية» الروسية الأسبوع الماضي، أن يتوجه لافروف إلى طهران لإجراء مباحثات مع نظيره الإيراني، عباس عراقجي، الثلاثاء، ستكون التطورات السورية مدرجة على أجندتها أيضاً.
وكان آخر اجتماع لوزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران في إطار مسار آستانة للحل السياسي في سوريا، عقد على هامش منتدى الدوحة في قطر في 7 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عشية سقوط نظام بشار الأسد.