
محادثات مباشرة بين تل أبيب ودمشق في أذربيجان برعاية تركيا
الرأي الثالث - وكالات
نقلت شبكة "سي أن أن " الأميركية، أمس الجمعة، عن مصدر إسرائيلي مطلع، قوله إن الاحتلال الإسرائيلي والحكومة السورية الجديدة أجريا مؤخرًا محادثات مباشرة.
وأضاف المصدر أن المحادثات عُقدت في أذربيجان وحضرها رئيس شعبة العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، اللواء عوديد بسيوك، مضيفًا أن بسيوك التقى ممثلين عن الحكومة السورية بحضور مسؤولين أتراك.
في السياق، أفادت "القناة 12" الإسرائيلية أوّل من أمس الخميس، بأن تل أبيب، تجري "محادثات سرية" مع الإدارة السورية، "في إطار عملية إقليمية، بوساطة الإمارات"،
مشيرةً إلى أن "أحد أهم اللقاءات، عُقد مؤخراً في أذربيجان". وطبقاً للقناة، فإن "رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، عوديد بسيوك، قد التقى خلال اللقاءات بأذربيجان، مع ممثلين مقربين من الرئيس السوري، أحمد الشرع، ومسؤولين أتراك".
وتقاطعاً مع ما سبق، لفت موقع "واينت" العبري، أمس الجمعة، إلى أنه في ظل التقارير بشأن "قناة سرية" بين الأطراف، التقى بسيوك ومسؤولو مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مع ممثلين رفيعين للرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة الأذرية باكو.
وأضاف أن لقاءات بسيوك هي جزء من المحادثات التي أجرتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مع تركيا حول الوضع في سورية، حيث حضر ممثلون أتراك هذه اللقاءات.
وبحسب الموقع، حضر الاجتماع الأول مع تركيا مسؤولون كبار، فيما مثّل الجانب الإسرائيلي رئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي؛
حيث تعتبر تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان قريبة جداً من نظام الشرع؛ ويُعد جهاز الاستخبارات التركي (MIT) حليفاً لدمشق، في إشارة إلى السبب الذي دفع إسرائيل إلى اختيار تركيا، بوساطة باكو، جانباً لإدارة هذه الاتصالات.
ووفقاً لما نقله الموقع عن مصادر مطلعة على التطورات فإنه "في الأيام الأولى بعد وصول الشرع إلى الحكم، كان العالم أجمع - بما في ذلك إسرائيل - لديه علامات استفهام حول طبيعة النظام الجديد.
لكن منذ ذلك الحين، شرع العالم الغربي باتصالات ومباحثات مع السلطة الجديدة، في محاولة للتأثير عليها والتحرك في الاتجاه المطلوب".
وبحسب المصادر فإنه "إضافة إلى اللقاء بين الشرع والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، زار الأوّل باريس قبل أيام، والآن هناك اتصال مع إسرائيل أيضاً".
وبحسب الموقع "تنظر إسرائيل إلى خطوة ترامب المتمثلة برفع العقوبات، بإيجابية رغم الخلافات"، معتبرةً أن "أهميتها تكمن في إبعاد سورية عن إيران، وربما حتى انضمامها لاحقاً – بعد الإيفاء بالتزامها – إلى اتفاقيات أبراهام"،
ويضيف الموقع أن "لدى إسرائيل مصالح واضحة في سورية، تتعلق بحماية الدروز وكذلك في نزع المنطقة الواقعة جنوب دمشق من السلاح"،
مشيراً إلى أن "استقرار سورية مفيد لأمن إسرائيل، ومن الواضح أنه إذا كانت هناك علاقات جيدة مع النظام الجديد، فقد يصبح بالإمكان الانسحاب من المواقع التي احتلتها إسرائيل حديثاً في المنطقة العازلة عقب سقوط نظام بشار الأسد".
وكان الشرع قد ذكر الأسبوع الماضي أن حكومته تُجري محادثات غير مباشرة مع إسرائيل لوقف هجماتها على بلاده "حتى لا تصل الأمور إلى حدّ يفقد فيه الطرفان السيطرة".
ولم يصدر أي تصريح من دمشق بشأن أي محادثات مباشرة مع إسرائيل. ولم يحدد الشرع الوسطاء أو التاريخ الذي بدأت فيه الاتصالات السورية الإسرائيلية ولكن وكالة رويترز نقلت عن مصادر "مطلعة" أن دولة الإمارات فتحت قناة اتصال لمحادثات بين إسرائيل وسورية.
ونقلت الوكالة أيضاً عن "مصدر مطلع ومسؤول أمني سوري ومسؤول مخابرات إقليمي" أن الاتصالات غير المباشرة تركز على مسائل أمنية ومخابراتية وبناء الثقة بين الجانبين.
بيد أن لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، قالت في تصريح لـ"رويترز" إن الادعاء أن الإمارات تتوسط في محادثات سرية بين سورية وإسرائيل، ادعاء كاذب تماماً، فالإمارات ليست طرفاً في أي محادثات من هذا القبيل.
وكان الشرع قد زار الإمارات منتصف إبريل/نيسان الماضي، في خضم اعتداءات إسرائيلية على سورية.
ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نظيره السوري أحمد الشرع إلى الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، وذلك خلال أول لقاء بينهما في الرياض الأربعاء الفائت، على هامش زيارة ترامب إلى الخليج.
وأفادت مصادر دبلوماسية ، بأن الرئيس أردوغان شارك عبر تقنية الفيديو (فيديو كونفرانس)، في الاجتماع الذي ضم ترامب والشرع، بالإضافة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. ويُعدّ هذا اللقاء الأول بين رئيسي البلدين منذ 25 عاماً.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد، سيطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المزيد من الأراضي في سورية وشنت هجمات متعددة تقول إنها تهدف إلى منع إعادة بناء القدرات العسكرية واجتثاث التشدد الذي قد يهدد أمنها.
وُصفت خطوة إسرائيل في الأراضي السورية في البداية بأنها مؤقتة، لكن المسؤولين قالوا منذ ذلك الحين إن الجيش سيبقى إلى أجل غير مسمى.