
"إزفيستيا" الروسية: وزير الخارجية السوري قد يزور موسكو
الرأي الثالث - وكالات
نقلت صحيفة إزفيستيا الروسية في عددها الصادر اليوم الأربعاء، عن مصدر مطلع، قوله إن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني قد يزور روسيا، وسط توقعات بأن تعزز الزيارة الاتصالات بين موسكو ودمشق بعد إسقاط نظام بشار الأسد في نهاية العام الماضي.
وقال المصدر إن "الجانب السوري يجري النظر في إمكانية إجراء مثل هذه الزيارة"، دون الكشف عن موعد محدد لها.
وسبق لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن أعرب في نهاية مايو/أيار الماضي، عن ترحيب بلاده برفع العقوبات الأميركية عن سورية.
وحينها، أكد لافروف في ختام محادثاته مع نظيره التركي، هاكان فيدان، في موسكو أن الدعوة الروسية للشيباني إلى زيارة روسيا، لا تزال سارية المفعول، قائلاً: "بدعوة طيبة من صديقي هاكان فيدان، التقينا بحضوره وزير الخارجية السوري الشيباني،
وقد تلقى دعوة إلى زيارة روسيا"، في إشارة إلى لقاء جمع لافروف مع الشيباني في تركيا.
من جهته، اعتبر الباحث بمركز دراسات القضايا العامة للمشرق المعاصر بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير أحمدوف، أن زيارة الشيباني لموسكو "ليست واردة فحسب، بل ضرورية أيضاً في الظروف الراهنة".
ونقلت الصحيفة عن أحمدوف قوله: "هذه الزيارة لها أهمية بالدرجة الأولى لسورية نفسها التي تمر بمرحلة حرجة، ولكنها مهمة بالنسبة إلينا أيضاً من وجهة نظر الحفاظ على مواقع صامدة في المنطقة، بما في ذلك من جهة وجودنا العسكري".
واعتبر المستشرق ليونيد تسوكانوف هو الآخر، أن إجراء زيارة الشيباني لموسكو يبدو واقعياً ومنطقياً في سياق الاستراتيجية الروسية الحالية في الشرق الأوسط،
قائلاً: "لا عقبات جدية أمام مثل هذا اللقاء، إذ يتلخص النهج الروسي في المنطقة جزئياً بتبني مقاربة متزنة والقدرة على إقامة حوار متعدد الاتجاهات مع مختلف القوى السياسية".
ولفت إلى أن دمشق لا تزال معنية بالحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع موسكو والدفع بها.
ومع ذلك، أقر تسوكانوف بأن مواقف الحكومة السورية الجديدة حيال موسكو تتسم بالفتور مع هيمنة التوجه نحو تعميق الحوار مع الولايات المتحدة وأوروبا، ما يقلل المجال للمناورة أمام روسيا.
ولا تخلو مواقف موسكو ودمشق من تباينات خرجت ملامحها إلى العلن في الأسابيع الأخيرة، بعد أن صرحت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن موسكو تنتظر من السلطات السورية الجديدة خطوات نشطة نحو حل مشكلة المقاتلين الأجانب.
وتعليقاً على الأنباء حول محاولات دمج 3500 من عناصر "الحزب الإسلامي التركستاني" المحظور في روسيا، ضمن الجيش السوري، قالت زاخاروفا: "يجب ألا يكون هناك مكان في سورية لأشخاص تلطخت أيديهم بالدماء ولا يمتون إلى الشعب السوري بصلة".