
"إسرائيل" تشن هجوماً واسعاً على إيران وتغتال قادة بارزين
الرأي الثالث - وكالات
في موجة هجمات إسرائيلية على الأراضي الإيرانية طاولت مواقع نووية وعسكرية وحارات سكينة، خاصة في العاصمة طهران، تعرضت شخصيات إيرانية عدة إلى عمليات اغتيال،
أكدت وسائل إعلام إيرانية مقتل بعضهم وإصابة آخرين بجروح.
وأبرز من تأكد اغتيالهم حتى الآن وفق الإعلام الإيراني الرسمي، اللواء محمد باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية،
إضافة إلى القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي والرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي ورئيس الجامعة الحرة الإسلامية مهدي طهرانجي ورئيس مقر خاتم الأنبياء التابع للحرس الثوري اللواء غلام علي رشيد.
كذلك، أكدت وكالة نور نيوز الإيرانية إصابة مستشار المرشد الإيراني الأمين السابق لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني بـ"جروح بالغة" في استهداف مقر إقامته في طهران، مشيرة إلى أنه جرى نقله إلى المستشفى.
إلى ذلك، تحدثت وكالة تسنيم الإيرانية عن مقتل ستة علماء نوويين إيرانيين في الهجمات الإسرائيلية، هم رئيس كلية الهندسة النووية في جامعة بهشتي الدكتور عبدالحميد مينوجهر، وعضو الهيئة العلمية في الكلية الدكتور أحمد رضا ذوالفقاري، ونائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أمير حسين فقيهي رئيس معهد العلوم النووية،
والعالم النووي مطلبي زادة ورئيس جامعة آزاد الإسلامية العالم النووي محمد مهدي طهرانجي، والرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية البرلماني فريدون عباسي.
ولم تعلن السلطات الإيرانية بعد أرقام القتلى والمصابين في الهجمات الإسرائيلية بعد، لكن وسائل إعلام إيرانية أعلنت حتى الآن بشكل متفرق عن مقتل ما لا يقل عن 16 شخصاً، من بينهم ستة علماء نوويون،
وقائدان عسكريان، ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة محمد باقري وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، فضلا عن ستة مواطنين من بينهم أطفال ونساء.
وذكر مراسل التلفزيون الإيراني عن استهداف ثلاثة مبان سكنية مكونة من ستة طوابق في حارة باتريس لومومبا شمال غربي طهران وإخراج أربعة شهداء من تحت الركام.
كما أعلنت السلطات المحلية في مدينة قصر شيرين في محافظة كرمانشاه، غربي إيران، عن مقتل ما لا يقل عن شخص وإصابة 31 شخصاً آخرين في هجمات إسرائيلية على مواقع مدنية في القضاء منها مركز خسروي للنقل الحدودي بشكل مباشر.
إلى ذلك، أعلنت السلطات المحلية في محافظة لرستان، غربي إيران، عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين في هجوم على مقر 24 العسكري في مدينة بروجرد بالمحافظة.
في المقابل، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، فرض حالة طوارئ خاصة في الجبهة الداخلية، مشيراً إلى "تغيير فوري" في سياسة الدفاع الداخلي ابتداء من الساعة 03:00 فجراً.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن العملية استهدفت علماء نوويين يعملون على إنتاج قنبلة نووية إيرانية، إضافة إلى قلب برنامج الصواريخ الباليستية، واصفاً الهجوم بأنه "خطوة حاسمة لضرب البنية التحتية النووية الإيرانية".
وشدد على استمرار الحملة العسكرية ما اقتضت الضرورة، زاعماً أن إيران "خصبت يورانيوم يكفي لتسع قنابل نووية".
200 مقاتلة شاركت
بدوره صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي دفرين، بأن 200 مقاتلة شاركت في تنفيذ الهجوم، وتم استخدام 300 قنبلة لاستهداف أكثر من 300 موقع داخل إيران، أبرزها منشآت نووية ودفاعية.
وفي واشنطن، قال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو: إن "إسرائيل أبلغتنا مسبقاً بنيتها تنفيذ الضربة، لكنها اتخذت القرار بشكل أحادي دون مشاركة أمريكية".
وأوضح أن الإدارة الأمريكية اتخذت إجراءات لحماية قواتها، ووجه تحذيراً لطهران من استهداف المصالح أو القوات الأمريكية في المنطقة.
من جهتها أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم ترصد أي ارتفاع في مستويات الإشعاع في موقع نطنز النووي، في حين أبلغتها السلطات الإيرانية بأن مفاعل بوشهر لم يتعرض لأي استهداف خلال الهجوم.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول رسمي تأكيده اغتيال أكثر من 10 علماء نوويين في العملية، مشيراً إلى أن الهجوم استهدف بشكل دقيق بنية البرنامج النووي والعسكري الإيراني.
وفي طهران، أعلنت وسائل إعلام رسمية تعيين اللواء أحمد وحيدي قائداً جديداً للحرس الثوري الإيراني، خلفاً لحسين سلامي، فيما عُين حبيب الله سياري رئيساً مؤقتاً لهيئة الأركان العامة بأمر من المرشد الإيراني علي خامنئي، بعد مقتل الجنرال باقري في الهجوم ذاته.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن علي شمخاني مستشار المرشد الأعلى الإيراني، قتل بالضربات الإسرائيلية، وذلك بعد أنباء عن تعرضه لإصابة بالغة نقل على إثرها إلى المستشفى.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين إيرانيين أن قتل شمخاني يستهدف القضاء على المفاوضات النووية، الجارية بين طهران وواشنطن بوساطة مسقط.
أول رد إيراني
وبأول رد رسمي من طهران، قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية إن الهجوم الإسرائيلي استهدف مناطق مدنية وعسكرية، وأدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، إلى جانب عدد من القادة العسكريين.
ووصفت الهيئة الهجوم بأنه "عدوان صارخ ومخالف للقواعد الدولية"، متوعدة برد "ساحق ومحبط" على منفذي الهجوم وداعميه.
وأكد الحرس الثوري اغتيال قائده العام سلامي ومرافقيه، واصفاً إياه بأنه "أحد أبرز قادة الثورة الإسلامية"، ومتوعداً إسرائيل بـ"ثمن باهظ" على ما سماه "الجريمة المرتكبة بعلم الإدارة الأمريكية".
من جانبه، قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي، إن الهجوم تم "بدعم أمريكي مباشر"، واستهدف منازل مسؤولين ومناطق سكنية، داعياً الإيرانيين إلى عدم القلق، وشدد على أن القوات المسلحة "على أهبة الاستعداد".