
مباحثات موسّعة في القاهرة تبحث التهدئة و«اليوم التالي»
الرأي الثالث - وكالات
بعد أقل من 24 ساعة على حديثه عن أحلامه في إسرائيل الكبرى، التي أدانها الفلسطينيون وحكومات عربية، جدد رئيس وزراء حكومة أقصى اليمين في إسرائيل تهديداته بتوسيع حروبه في فلسطين، والشرق الأوسط.
وتباهى نتنياهو بأنه يخوض حربا في 8 جبهات، 7 منها ضد إيران ووكلائها.
وقال “سنعيد كلمة النصر إلى معجم الجيش الإسرائيلي، فنحن إما أن ننتصر أو أن يقضوا علينا”.
وزعم أن حرب دولته ضد “حماس” و”حزب الله” وإيران كانت بالتكامل بين المؤسسات الأمنية والعسكرية وبتوجيه المستوى السياسي.
وقال “لن أتخلى عن تحقيق النصر على أعدائنا بمساعدة المعارضين أو من دونهم”.
وكانت حكومات عربية نددت بحديث صحافي بثّ الثلاثاء، تحدث فيه نتنياهو عن ارتباطه الشديد بـ”رؤية إسرائيل الكبرى” القائمة على التوسع واحتلال مزيد من الأراضي العربية وتهجير الفلسطينيين.
وسئل نتنياهو في مقابلة مع قناة “i24” عما إذا كان يشعر بأنه “في مهمة نيابة عن الشعب اليهودي”.
ومعربا عن تمسكه بتهجير فلسطينيي غزة، دعا نتنياهو إلى السماح للمدنيين بمغادرة القطاع.
ورأت وزارة الخارجية الأردنية في تصريحات نتنياهو “تصعيدا استفزازيا خطيرا، وتهديدا لسيادة الدول، ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
وفي القاهرة، يجري وفد من حركة المقاومة الإسلامية “حماس” مباحثات مع المسؤولين المصريين تتعلق باتفاق تهدئة محتمل في غزة.
وقالت مصادر إن اللقاءات التي شرع المسؤولون المصريون في عقدها في القاهرة جرى توسيعها لتشمل عدة فصائل فلسطينية، إلى جانب حركة “حماس”.
وكانت “قناة القاهرة الإخبارية” قد نقلت عن مصدر وصفته بالمطلع قوله إن “وفد حركة “حماس” التقى رئيس المخابرات العامة المصرية حسن محمود رشاد لبحث سبل دفع جهود التهدئة في غزة”، وإن “حماس” أكدت حرصها على سرعة العودة إلى مفاوضات وقف إطلاق النار والتهدئة.
كما أن الجانب المصري، إلى جانب دعوة حركة “حماس”، وجّه دعوات أخرى إلى حركة “الجهاد الإسلامي” و”الجبهة الشعبية” و”الجبهة الديمقراطية”، وأن وفود هذه الفصائل وصلت تباعًا إلى القاهرة.
وإلى جانب هذه اللقاءات، تقوم القاهرة بالتنسيق والاتصال مع مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، لإطلاعهم على الترتيبات الجديدة. ولا يُستبعد أن ترسل القيادة الفلسطينية أحد المسؤولين الكبار إلى القاهرة خلال الفترة المقبلة.
وحسب المعلومات، فإن البحث يتركز بالأساس على إدارة غزة، وفقًا للخطة المصرية التي اقترحت قبل عدة أشهر، وجرى الاتفاق عليها فلسطينيًا من قبل الرئاسة والتنظيمات، وتشمل تشكيل لجنة من 15 شخصية فلسطينية مستقلة، تكون برئاسة وزير فلسطيني، وتتبع النظام والبرنامج السياسي لـ “منظمة التحرير”.
أما في غزة، فمزقت الصواريخ الإسرائيلية جثامين الضحايا المدنيين، بينهم أطفال، خلال استهدافات عنيفة استهدفت مناطق النزوح ومراكز المساعدات الإنسانية.
وقالت مصادر في مستشفيات غزة إن أكثر من 81 فلسطينيًا استشهدوا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر أمس الأربعاء، بينهم 45 في مدينة غزة.
ومع استمرار مأساة السكان بسبب قلة المواد الغذائية، وعدم سماح سلطات الاحتلال للمنظمات الأممية بإدخال الكميات اللازمة من المساعدات للسكان، حذر “برنامج الأغذية العالمي” من وصول الجوع وسوء التغذية في غزة إلى أعلى مستوياتهما منذ بدء الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
مساع لرأب «الصدع» بين كاتس وزامير
تصاعدت الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل على خلفية احتلال قطاع غزة، الذي أقرّ جيش الاحتلال خططا له أمس الأربعاء.
وحسب صحيفة “هآرتس” يقول رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير إن بنيامين نتنياهو يريد إقالته بعد رفضه خطة السيطرة على غزة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن لقاء مقررا عقده بين وزير الحرب يسرائيل كاتس، ورئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير على ضوء التوتر المتصاعد بينهما في الأيام الأخيرة. وقالت إن مكتب الوزير وكذلك مكتب رئيس الأركان يرغبان في تسوية الخلافات قبيل توسيع المناورة البرية في غزة.
وكشفت أنه خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية حاول الجيش الإسرائيلي تنسيق لقاء بين كاتس وبين وزامير، حيث فاقمت الأزمة بينهما التعيينات في رتبة عميد في الجيش الإسرائيلي.
كما نشأ التوتر بين زامير والمستوى السياسي حول قرار المجلس الوزاري الأمني المصغر “الكابينت” باحتلال مدينة غزة، خلافًا لتوصية الجيش الإسرائيلي، ونظرًا للمخاوف من المساس بحياة المحتجزين.