
ترامب يطالب "إسرائيل" بوقف قصف غزة فوراً
الرأي الثالث - وكالات
طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "إسرائيل" بالتوقف الفوري عن قصف قطاع غزة، المتواصل منذ نحو عامين، وذلك في أول رد فعل على بيان حركة "حماس" الذي أعلنت فيه قبولها خطة ترامب فيما يتعلق بتبادل الأسرى واستعدادها للتفاوض على تفاصيل الخطة.
وقال ترامب، في منشور عبر منصته "تروث سوشال"، مساء الجمعة، على "إسرائيل" أن توقف قصف قطاع غزة فوراً، لأن استمرار الغارات "يجعل من المستحيل إخراج الرهائن" الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس "بأمان وسرعة".
ولفت الرئيس ترامب، إن بيان حماس الأخير يظهر أنها "مستعدة لسلام دائم"، مشيراً إلى أن المباحثات جارية حول تفاصيل الخطة، مؤكداً في الوقت ذاته أن المبادرة "لا تتعلق بغزة وحدها، بل بالسلام المنشود منذ زمن طويل في الشرق الأوسط".
وأضاف: "على إسرائيل أن توقف قصف غزة فوراً، حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وسرعة!
في الوقت الحالي، من الخطير جداً القيام بذلك". ومضى قائلاً: "نحن نناقش بالفعل تفاصيل يجب الاتفاق عليها. الأمر لا يتعلق بغزة فحسب، بل يتعلق بالسلام الذي طال انتظاره في الشرق الأوسط".
ويأتي هذا التصريح بعد إعلان حماس موافقتها على صيغة تبادل الأسرى ضمن خطة ترامب، واستعدادها للدخول فوراً في مفاوضات عبر الوسطاء لبحث آليات التنفيذ.
وقالت الحركة في بيان، إنها "أجرت مشاورات معمقة في مؤسساتها القيادية، ومشاورات واسعة مع القوى والفصائل الفلسطينية، ومشاورات مع الوسطاء والأصدقاء، للتوصل لموقف مسؤول في التعامل مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
وأوضحت أن هذه المشاورات جاءت "حرصاً على وقف العدوان وحرب الإبادة التي يتعرض لها أهلنا الصامدون في قطاع غزة، وانطلاقاً من المسؤولية الوطنية، وحرصاً على ثوابت شعبنا وحقوقه ومصالحه العليا".
وأكدت الحركة أن ردها الذي سلمته للوسطاء جاء "بعد دراسة مستفيضة"، مبينة أن الردّ تضمن تقدير حماس للجهود العربية والإسلامية والدولية وجهود الرئيس الأمريكي، "الداعية إلى وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى ودخول المساعدات فوراً ورفض احتلال القطاع ورفض تهجير شعبنا الفلسطيني منه".
وأضافت أنها أعلنت عن موافقتها على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال أحياء وجثامين، وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح الرئيس ترامب ومع توفير الظروف الميدانية لعملية التبادل.
وأكدت الحركة في هذا السياق استعدادها للدخول فوراً من خلال الوسطاء في مفاوضات لمناقشة تفاصيل ذلك.
من جهتها، أفادت القناة 12 العبرية نقلاً عن مسؤول إسرائيلي كبير بأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو فوجئ بتصريحات ترامب، ولم يقدّر أن يدعوه لوقف إطلاق النار.
واعتبر نتنياهو في مشاورات مع مستشاريه أن رد حماس كان سلبياً، وطلب منهم التنسيق مع واشنطن بشأن الموقف من رد حماس لكن الأمر لم يفلح.
بالمقابل، ذكرت القناة أن المستوى المهني يرى في رد حماس مساراً لإبرام صفقة.
في السياق، وصفت وسائل إعلام عبرية رد الرئيس الأميركي بأنه دراماتيكي بالنسبة لإسرائيل، مضيفة أنه لم يكن لديها وقت للتأثير عليه من لحظة صدور رد حماس وحتى رد ترامب نفسه.
وأشارت تحليلات إسرائيلية أولية إلى أن رد ترامب سيجعل من الصعب على إسرائيل رفض التفاوض حول الصفقة، كما ينسف أحد المبادئ التي تمسكت بها إسرائيل حتى اليوم بأن تجري المفاوضات تحت النار، وقد يفرض على نتنياهو وقفاً لإطلاق النار.
وفي حال رفض الأخير ذلك، فقد يدخله في مواجهة مع ترامب تترتب عليها أثمان باهظة لنتنياهو شخصياً ولإسرائيل أيضاً.
ونقلت وسائل إعلام عبرية، اعتقاد مسؤولين في المستوى الأمني الإسرائيلي، أنه من المناسب في أعقاب ردّ حماس الدخول في مفاوضات، بهدف استنفاد الفرصة لإعادة المحتجزين الإسرائيليين، ومن ثم الانتقال إلى مناقشة التفاصيل الكاملة للخطة.
وقد نُقلت هذه التوصية إلى المستوى السياسي.
بدوره، علّق رئيس المعارضة الإسرائيلية يئير لبيد على رد ترامب معتبراً أن "الرئيس ترامب محقّ في أن هناك فرصة غير مسبوقة لتحرير المحتجزين وإنهاء الحرب.
يجب على إسرائيل أن تعلن انضمامها إلى المحادثات بقيادة الرئيس ترامب لإنهاء التفاصيل الأخيرة المتعلّقة بالصفقة. لقد أبلغتُ الإدارة الأميركية بأن لدى نتنياهو دعماً سياسياً لمواصلة هذه الخطوة".