وزير الخارجية المصري إلى بيروت لاستكمال مساعي الحلّ الدبلوماسي
الرأي الثالث - وكالات
يعقد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بعد غدٍ الأربعاء لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت، وذلك في إطار الجهود المصرية "من أجل المساعدة على خفض التوترات وإرساء الاستقرار"
خصوصاً بعدما بدأت تطورات الأوضاع في لبنان تأخذ منحى تصاعدياً خطيراً يضاعف المخاوف الداخلية والخارجية من عودة الحرب الموسَّعة.
وتأتي زيارة عبد العاطي استكمالاً للحراك المصري المكثّف الهادف إلى محاولة إيجاد حلّ للأزمة بين لبنان وإسرائيل،
وقد ارتكز آخره على الجولة التي قام بها رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، في بيروت يوم 28 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وطرح خلالها أفكاراً لاحتواء التصعيد، من دون الإعلان رسمياً عن تفاصيلها.
بيد أن المساعي كلها لم تُترجم بعد ميدانياً، بل ارتفع منسوب الاعتداءات الإسرائيلية منذ تاريخ الزيارة، وقد شملت أمس الأحد الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال مصدر مقرّب من رئيس البرلمان نبيه بري إن "رئيس البرلمان سيلتقي عبد العاطي الأربعاء، وسيكون هناك حديث في آخر التطورات في لبنان والمنطقة، والتصعيد الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية".
وأشار المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إلى أن "الوزير المصري يصل إلى بيروت عشية مرور سنة على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024،
والتي لم تتوقف فيها الخروق الإسرائيلية يوماً واحداً، لا بل استمرت وتكثفت وتصاعدت، وكلّه بلا أي رادع، وأمام مرأى العالم، الذي يهاجم لبنان فقط ويضغط عليه، بينما هو الطرف الوحيد الذي التزم ببنود الاتفاق".
وأشار المصدر ذاته إلى أن "مصر تقف إلى جانب لبنان وتدعم المسار الذي يسلكه على صعيد بسط سيطرة الدولة على كامل أراضيها، وترحّب بالخطوات اللبنانية، منها الدعوة إلى التفاوض،
وتؤكد مضيّها في لعب دورها المساعد، خصوصاً أن هناك مخاوف خارجية جدية من تدهور الأوضاع الأمنية".
وأضاف "مصر قدّمت أفكاراً وطروحات عدّة للحل، أبدى لبنان انفتاحه عليها وعلى بحثها، وضمنها ما يشمل ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، وبدء الانسحاب الإسرائيلي، وإن تدريجياً، من النقاط المحتلة جنوباً،
بما يسمح للجيش اللبناني باستكمال انتشاره جنوب نهر الليطاني وسحبه كامل السلاح منه، كمقدمة، باعتبار أن سحب السلاح من كل الأراضي اللبنانية مسألة تحتاج إلى وقت،
على أن تكون هناك آلية مراقبة، بما يمنح إسرائيل تطمينات، ويثبت الاستقرار، ونقاط أخرى، منها ما هو مرتبط بإعادة الإعمار".
وختم المصدر بقوله: "لكن المشكلة ليست في لبنان، بل في إسرائيل التي تطيح كل الوساطات والمبادرات والأفكار، وتصرّ على مواصلة عدوانها".
وأطلق الرئيس اللبناني جوزاف عون، مساء الجمعة، بمناسبة عيد الاستقلال، مبادرة تتألف من خمس نقاط للحلّ، لكنه لم يتلقَّ أي ردّ رسمي عليها من قبل إسرائيل عبر أميركا،
إلّا أن الضربة الإسرائيلية أمس على الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي اغتالت فيها القيادي في حزب الله هيثم علي الطبطبائي وأربعة عناصر، وُضِعت في خانة الرفض الإسرائيلي المستمرّ للمبادرات والخطوات اللبنانية.
وتتألّف المبادرة التي أطلقها عون من تأكيد جهوزية الجيش اللبناني لتسلّم النقاط المحتلة، واستعداد الدولة اللبنانية لأن تتقدّم من اللجنة الخماسية فوراً بجدول زمني واضح محدد للتسلم،
واستعداد القوى المسلحة اللبنانية لتسلم النقاط فور وقف الخروق والاعتداءات كافة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل النقاط، وتكليف اللجنة الخماسية بالتأكد في منطقة جنوب الليطاني من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وحدها وبسط سلطتها بقواها الذاتية.
كذلك تؤكّد المبادرة أن الدولة اللبنانية جاهزة للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يرسي صيغةً لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود.
وبالتزامن، "تتولّى الدول الشقيقة والصديقة للبنان رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة، لآلية دولية لدعم الجيش اللبناني، وللمساعدة في إعادة إعمار ما هدمته الحرب، بما يضمن ويسرّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، بحصر كل سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها".