
القصف الأميركي يُغيّب أسواق العيد في اليمن
غيّب القصف الأميركي المتزايد على مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، أسواق العيد في العديد من المحافظات، لا سيما الحديدة وصعدة والبيضاء، ما انعكس على مظاهر احتفال الكثير من الأسر بهذه المناسبة الدينية.
وتشن الولايات المتحدة منذ أيام قصفاً مكثفاً، بعد إعلان الحوثيين استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر مجدداً، عقب استئناف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة.
وسادت مخاوف واسعة في الأسواق اليمنية والقطاع التجاري والأعمال والمهن في اليمن من تبعات وانعكاسات هذه التوترات والقصف الأميركي الذي تسبب في قلق المواطنين والمتسوقين خلال الأيام الماضية،
ما أدى إلى انخفاض الحركة التجارية في الأسواق خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان وحلول عيد الفطر، أمس الأحد.
قال المواطن أحمد العلي، من سكان صنعاء، إنه أرجأ عملية التسوق للعيد، إذ اعتاد تلبيه الاحتياجات الضرورية قبل فترة العيد بعشرة أيام، لكن هذه المرة هناك خوف لدى أسرته من الخروج للتسوق أو حتى الزيارات العائلية.
وتأثرت عملية التنقل بين المحافظات المستهدفة إذ ترتبط بحركة تجارية مشتركة في موسم عيد الفطر.
وأشار أحد التجار من محافظة صعدة ، إلى أن القصف يتعمد استهداف مناطق سكنية قريبة من الأسواق لإثارة الرعب بين المواطنين،
لافتاً إلى تأثر الأسواق في صعدة، لكن هناك إصرار على العمل واستمرار الحركة التجارية.
بدوره، قال مراد الدبعي، تاجر ملابس في صنعاء، إن الحركة التجارية تراجعت بوضوح بالرغم من أن العادة جرت في أن يكون هناك تصاعد لهذه الحركة كلما اقترب العيد.
وتعيش الأسواق المحلية في اليمن على وقع التوترات الساخنة المتصاعدة، إذ لا يتوقف الأمر عند القصف الأميركي المكثف منذ أيام وأحداث البحر الأحمر والعدوان الإسرائيلي، بل هناك الصراع المصرفي.
ويرى محللون اقتصاديون أن هناك تداخلاً للعديد من الأزمات الاقتصادية التي تنعكس على الأسواق المحلية وطقوس الناس المناسباتية، إذ يلاحظ تفاوت واضطراب الحركة في الأسواق التي يسودها غلاء فاحش نتيجةً لهذه التبعات، والذي يشمل جميع السلع دون استثناء.
وقال المحلل الاقتصادي صادق علي، إن تبعات الحرب والصراعات المتراكمة عاماً بعد عام سرقت فرحة الناس بالعيد وانتزعت عاداتهم وتقاليدهم، إذ تسود المنغصات وهموم العيش، والآن مخاوف القصف الأميركي والإسرائيلي وتبعاته في البحر الأحمر.
وأضاف أن الحروب المتداخلة والأزمات المختلفة في اليمن زادت حدة البؤس مع اتساع رقعة الفقر والجوع، وعدم صرف رواتب الموظفين للعام الثامن على التوالي، فضلاً عن تدني حالات الشراء لدى المستهلك اليمني،
بالإضافة إلى تصاعد حدة المواجهات في البحر الأحمر والغارات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية على المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
ولفت إلى تأثير ذلك على المواطن اليمني الذي لم يعد يفكر بكساء أطفاله، ومكسرات وحلويات العيد أو التنزه مع أسرته خارج المدن، بقدر تفكيره بالاحتياجات الأساسية الضرورية من توفير الأكل والشرب لأسرته.
يأتي كل ذلك بالتوازي مع انهيار العملة المحلية واستمرار تدهور سعر صرف الريال أمام العملات الأجنبية،
فقد واصل تراجعه بعد إعلان البنك المركزي الحكومي في عدن عن موافقة عدد من البنوك العاملة في صنعاء على الانتقال إلى عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها دولياً،
إذ قفز سعر صرف الريال من 2300 ليقترب من 2400 ريال مقابل الدولار، ما أثر على الأسواق في جميع محافظات اليمن.
محمد راجح