تدمير اليمن وإلحاقه بـ (غزة) لا يعني أننا نصرنا (غزة)
تدمير اليمن وإلحاقه بـ (غزة) لا يعني أننا نصرنا (غزة)، ولا أن (فلسطين) ستنتصر إذا ما تم تدمير اليمن وإعادته إلى ما قبل مائة عام، وأصبح الشعب اليمني بلا بُنية تحتية ويعيش مرحلة القرون الوسطى!!
كما لا ننتظر ممن نرسل عليهم صواريخنا أن يردّوا علينا بإرسال أطنان من الحبوب والمواد الغذائية، وإنما ننتظر منهم ردًا بحجم إمكاناتهم وبما يمتلكونه من قوة؛ وهذا ما يجب أن نؤمن به وأن ننتظره نحن وكل إنسان يحكِّم عقله ويحرص على مقدرات شعب ووطن، وخصوصًا أن اليمن يعيش أسوأ وضع عرفه ؛
10 سنوات من الحرب والحصار وقطع مرتبات، ومع ذلك فسلطته عاجزة عن معالجةشيء مما يعيشه الشعب من وضع كارثي على كل الأصعدة.
ولا يُعدّ من الشجاعة والحكمة عند ما نُقدِم على عملٍ من شأنه أن يعرض بلدنا للتدمير الحتمي؛ لعدم امتلاكنا سلاح ردع ومنظومة دفاع جوي حديث بحجم قوة عدونا، وأن يقف شعب مثل اليمن في مواجهة دول العالم الخارجي والعربي بما لديهم من إمكانيات وأسلحة متطورة في مقابل نمط معين من الأسلحة، في الوقت الذي تقف السلطة عاجزة عن توفير الدواء والغذاء والمرتبات لمواطنيها!!
وكل ما تمتلكه هو الزّج بالشعب في مواجهة أكبر من حجمه، وإذا ما طلب منها تحمل مسؤوليتها في توفير أساسيات الحياة فلا يجد منها الشعب إلا الرّمي باللائمة على العدو.
إن أقل ما يصح أن يوصف به هذا السلوك من قبل السلطةأنه انتحار، ولا أعني بذلك؛ التقليل من أهمية مساندة (غزة) والانتصار لمظلومية (الفلسطينيين) ، وإنما انعكاسات مثل بعض المواقف التي تطلق من جهة تعد أكبر من حجمها؛
وبالتالي بدلا من أن ننصرَ بلدا سنخسر بلدنا وشعبنا والعدو سيتمكن أكثر، وسيجد العدو الفرصة السانحة لتحقيق مآربه، ومن ثم لن يكون بمقدورنا فعل شيء لهذا الشعب إلا البكاء على الأطلال.
إن عدم التفكير بجدية في الفعل وردّات الفعل وحساب الربح والخسارة من قبل السلطة لا يُعد إيمانًا وشجاعة وإنما يعدّ بكل المقاييس تفريطا ومشاركة مباشرة فيما سيحدث من كوراث لهذا الشعب الذي يعيش كل حياته كوارث ومآس.
نحن أمام تحديات وجودية وأمام كوارث لا تقدر الجبال الرواسي على حملها، وعلينا أن نعتبر ونحرص على ما تبقى من أشلاء لهذا الشعب، فإيران وهي ألأم للمحور أوقفت التصعيد، وكذلك حزب الله حافظ على ما تبقى وقدم التنازلات حرصًا على وطنه وشعبه.
* رئيس المكتب السياسي لحركة الحوثي سابقاً