مأساة أن ترى وطنك يُدمَّر
تعلّموا كيف تُدار السياسات، وكيف تعمل الدول بما يحقق رفاهية شعوبها، وكيف تستطيع الدبلوماسية أن تحقق ما عجزت عنه البندقية.
تعلّموا كيف يُدار العالم اليوم، وكيف يمكن تجنّب السباحة عكس التيار الجارف قدر المستطاع، حتى لا تواجهوه بضعفكم فيُغرق كل أحلامكم وطموحاتكم.
لقد تجاوز العالم اليوم حدود المعيشة العادية، وأصبح يسعى نحو الرفاهية، بينما نحن لا نزال نبحث عن لقمة العيش، عن الماء، عن الكهرباء، عن الصحة، عن الأمن والأمان، وعن شوارع خالية من الحفر والنفايات.
نبحث عمّا يستر أجسادنا، وما يقي أقدامنا من الأشواك التي زُرعت في كل مكان.
نبحث عن كتاب مدرسي لأطفالنا، وعن مدرسة تبنيهم بالعلم والمعرفة بعيدًا عن المذهبية والطائفية.
نبحث عن مستشفى يضمّد جراحنا ويخفّف أوجاعنا.
نبحث عن وطنٍ سُلب منا، ولم نجد فيه إلا دماءً تُسفك، وأسرًا تُشرّد، وأحرارًا قابعين في السجون، ومشرّدين خارج الوطن ينتظرون لحظة سلام تعمّ بلادهم ليعودوا إليها ويبنوها من جديد.
فقد عرف الجميع اليوم قيمة الوطن، وعرفوا كيف يعيش العالم، وكيف يعاني شعبنا.
مأساة أن ترى وطنك يُدمَّر، بينما دول الجوار قد تجاوزت مراحل كثيرة، ولحقت بركب الامم بكل مقوماتها وتطوراتها.
* دبلوماسي وسياسي يمني