كارثة الاستعمار الخفية في اليمن
كارثة إجرامية استعمارية لم يدركها اليمانيون على مر أطول فترة استعمارية تجاوزت الألف عام وحتى اليوم، بالرغم من وضوحها من خلال بشاعة الجرائم المرتكبة بحق اليمن واليمانيين.
إنها أكذوبة ادعاء الحق في الولاية بناءً على نبوءة، في حين أن النبوءة وحي إلهي لا يورث كالملك. إليكم حقيقة هذه الجريمة الاستعمارية الأجنبية بحق اليمن واليمانيين، حقيقة يندى لها الجبين، وتُعد وصمة عار وخزيًا لليمانيين، حفظة القرآن ونصرة الدين الإسلامي الحنيف الذي وحّد صفوف الأمة وحرّر العبيد وساوى بين البشر كأسنان المشط.
حقيقة النبوءة والولاية
أولًا، النبوءة هي اصطفاء إلهي لشخصيات الأنبياء والرسل، يتبعها تواصل الله سبحانه وتعالى معهم مباشرة أو من خلال الوحي، لإثبات صحة نبوءتهم ورسالتهم. تنتهي هذه النبوءة بوفاة النبي أو الرسول وانقطاع الوحي؛ لأن النبوءة ليست ملكًا يورث.
وقد سبق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 124 ألف نبي ورسول لم تتحول نبوءتهم إلى ملك يورث، ولم يدّعِ أبناؤهم أو أقاربهم حق الولاية في نبوءة؛ لأنها ليست ملكًا يورث.
لذلك، فإن ما يدعيه "المتهيشِمون" في المنطقة الزيدية، بالأمس واليوم، من حق الولاية باطل لا صحة له. لقد اكتشفنا زيف ادعائهم شرعًا وأثبتنا حقيقتهم الأجنبية الفارسية الانتقامية الاستعمارية.
إنهم انتحلوا الصفة الهاشمية ليجعلوا من أنفسهم ورثة لملك في نبوءة، تنفيذًا لبرنامجهم الاستعماري المسمى "خرافة الولاية" الذي صاغوا بنوده بأقلامهم وربطوه بالدين ربطًا مفضوحًا ومكشوفًا.
هدفهم من ذلك امتلاك سلاح العقيدة الجهادية التي هزمت إمبراطوريتهم الفارسية، والتوجه لليمن للانتقام من اليمانيين الذين كانوا أساس القوة التي هزمت إمبراطوريتهم، وذلك لاستعمار اليمن وإذلال اليمانيين واستعبادهم، وتحويل اليمانيين من قوة حضارية تحمل هوية ومشروعًا حضاريًا إلى قوة غاشمة جاهلة فاقدة لمعالم الطريق، يسوقونها لإعادة إمبراطوريتهم الفارسية وضم الوطن العربي إليها.
أركان "خرافة الولاية" الاستعمارية
لقد صاغوا بنود برنامجهم الاستعماري "خرافة الولاية" كالتالي:
* تحويل النبوءة إلى ملك: جعلوا النبوءة ملكًا، وانتحلوا الصفة الهاشمية ليجعلوا من أنفسهم العترة الورثة لملك في نبوءة، في حين أن النبوءة وحي يوحى، لا ملك يورث.
* حصر "آل محمد" في عرقهم: جعلوا كلمة "آل محمد" خاصة بأبناء عرقهم لتمييزهم عن سائر البشر، مدّعين أحقيتهم في وراثة ملك النبوءة بناءً على أفضليتهم المزعومة.
بينما كلمة "آل محمد" تعني جميع المسلمين أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثلهم مثل أتباع كل الأنبياء.
وقد وصفهم الله سبحانه وتعالى في القرآن بكلمة "آل" كما في "آل عمران" و"آل إبراهيم" و"آل يعقوب"، وحتى فرعون ذُكر أتباعه بـ"آل فرعون"، تأكيدًا على أن كلمة "آل" في القرآن تعني جميع الأتباع.
* فرض "الخمس" كجزية دائمة: جعلوا "الخمس" شرطًا ثابتًا ودائمًا يصرف لهم من محصول عرق جبين البشرية وخمس ثروات باطن وظاهر الأرض، ليكون تأكيدًا للإذلال وجزية تجعل دافعها يعترف بذله وعبوديته وعزة وسيادة المجوس الهاشميين.
بينما الله سبحانه وتعالى ذكر "الخمس" في القرآن وأوضح أنه من غنائم الحرب لله ورسوله، أي لخزينة الدولة التي كان قائدها الرسول صلى الله عليه وسلم،
لتكون عونًا لهم في الحروب، وأبقى الله من الغنيمة أربعة أخماس (أي 80%) تشجيعًا للأبطال الذين حملوا أرواحهم على أكفهم في المعركة وحققوا النصر والغنيمة.
* جعل الإمامة بديلًا للقرآن: جعلوا الإمامة بديلة للقرآن؛ لأن الإمام سيفتيهم بما يحقق لهم غايتهم الاستعمارية التسلطية خارج أحكام القرآن والشريعة التي اعتبروها مقيدة لنهجهم وطموحهم الاستعماري.
تغلغل الاستعمار في اليمن
لقد دخلوا اليمن باسم الجو الإنساني والحماية عام 284 هـ، حاملين في جعبتهم هذا البرنامج الاستعماري.
وتسللوا بسموم برنامجهم الاستعماري إلى عقول الشعب حتى تمكنوا من الوصول للحكم. نقلوا اعتمادهم من التخفي إلى قوة الجيش والأمن التي تعمدوا تجنيدها من الأغبياء والجهلة والمراهقين والأقليات والسارقين والمجرمين،
وشحنوهم بعقيدة برنامجهم الاستعماري "خرافة الولاية".
دفعوا بهم لمهاجمة شركائهم من أبناء اليمن الذين قدموا فلذات أكبادهم من أجل الوصول للسلطة، وألغوا حقهم في الشراكة والحكم.
استخدموا نفس القوة لإذلال الشعب وقمعه وإرهابه وتخويفه وفرض عليه القبول والتسليم بالحرمان والعبودية، والقبول بتفرد العرق الأجنبي بالسلطة في كل مناصبها والثروة بطريقة الاستعمار الأجنبي.
أداروا الفقر والجهل من أعلى هرم السلطة ضد الشعب، واستعبدوا اليمانيين وقتلوهم من خلال المواجهات التي يحصرونها في صفوف اليمانيين من الطرفين، بعيدًا عن جماجم أبناء عرقهم المجوسي الهاشمي المستعمِر الذي يختبئ خلف قوات الأمن والجيش ويدفع بهم لمهاجمة الطرف اليمني الآخر بطريقة فاجرة لا رحمة ولا حرص فيها على سفك الدماء،
قائلين: "من مات مات، أهم شيء إرهاب الشعب وتحقيق النصر لنظامهم الاستعماري." وبهذه الطريقة، ينتصر المستعمر الأجنبي في كل العصور وحتى اليوم على أحرار اليمن الرافضين لحكم النظام الاستعماري.
نقطة ضعف المستعمر الأجنبي
بينما نقطة ضعف المستعمر الأجنبي المجوسي الهاشمي تكمن في أبناء جلدته الذين يدعون هاشميتهم في المنطقة الزيدية.
القضاء عليهم سهل من خلال التحرك السري الخفي في قنص جماجم أبناء ذلك العرق كله دون تمييز بينهم، أقلهم يشتغل جاسوسًا على الشعب لصالح حكمهم الاستعماري الذي حصر الثروة ومناصب السلطة وتداول المنصب الأول فيهم واستعباد الشعب.
هذا العمل الوحيد القادر على إبادتهم وإنهاء وجودهم في اليمن وتحرير الوطن من شرهم الذي لا ينقطع ما داموا فيه. وقد سبق تجربتهم لأكثر من ألف عام حكموا اليمن ودمرّوه وحوّلوا اليمانيين من سادة صناع للحضارة والتاريخ إلى عبيد جهلة متخلفين،
وها هو النهج نفسه يعود من خلال المجوسي الحوثي. نجاحنا مربوط بعدم قبولنا بالوقوع في المواجهة العامة مع أبناء جلدتنا في الجيش والأمن، وتخصيص رصاصاتنا لجماجم الأجانب المجوس الهاشميين في المحافظات الشمالية، وهذا عمل سري.
* اللواء الشيخ مجاهد حيدر